23 ديسمبر، 2024 9:30 ص

الحسين بالجنة ! انفسكم احق بالطم والبكاء

الحسين بالجنة ! انفسكم احق بالطم والبكاء

لاأحد يعرف الحكمة مما يجري في العراق خلال شهر محرم من مظاهر غريبة عجيبة ما انزل الله بها من سلطان . القيامة قامت بالقرن العشرين الآلاف المرات وشيعة الحسين على الهامش نائمون يستيقظون في محرم ينوحون ويلطمون على ابن شيخ عشيرتهم المقتول بكربلاء قبل الف واربعمائة عام ولم يأخذ بثأره لحد اليوم وعندما ينتهي محرم يغطوا في نوم عميق يحسدهم عليه أهل القبور .
ان مجتمع بهذه الوضعية الرثة وفي القرن الواحد العشرين يستحق من الحسين ان يهجر حور العين في الجنة بشهر محرم ويتفرغ للبكاء والنوح والطم عليه هكذا يقول العقل والمنطق لا ان يحدث العكس .
هو بالجنة يتفسح مع حور العين ومحبيه في الأرض يبكون ويلطمون وينوحون عليه واغلبهم يتعشون وما عندهم يتغدون ويعيشون ببلد اشبه خلق الله بجهنم وأرخص ما فيه هو ( الإنسان ). الحسين ابن علي ابن ابن طالب ينتمي لعائلة أرستقراطية عاشت في العصر الجاهلي وحملت هذه العائلة مشعل الحرية لكل البشرية حينما علمت الناس بالقوة ( بالسيف ) على كيفية استبدال عبودية (الخلق المرئي ) بعبودية (الخالق الغيرالمرئي ) . هذه العائلة كانت تسبق زمانها بعشرات القرون لدرجة انها تنبأت الى ان البشرية عما قريب ستصل لسن الرشد وتعتمد على نفسها ولم تعد بحاجة الى مساعدة الأنبياء واغلقوا هذا الباب الى الأبد عندما قالو ا ( جدنا محمد اخر الانبياء) . وبعد أربعة عقود من وفاة محمد جد الحسين ارادت عائلة أرستقراطية اخرى ( بني أمية ) ركوب الموجة واستعباد الناس باسم ( الدين )على طريقة قيصر وكسرى عندما أوصى خليفة المؤمنين معاوية بالخلافة لابنه يزيد ليكون خليفة للمسلمين . رفض الحسين هذا وقال (اذا أصبحت الخلاقة قيصرية وكسروية نحن احق بها تتاجرون علينا بالدين وتصلون الجمعة بعبيدكم جماعة تظاهرا ورياء وتتلون عليهم من كتاب الله : ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض فنجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين .. ونحن أهل الدين .. جدي لم يوصي لاحد ..من انت ..حتى يوصي ابوك لك يايزيد .. لاوالله مثلي لايبايع مثلك ) . الحسين كان يعرف عندما اصبح يزيد خليفة للمسلمين انه اصبح مطلوبا حيا او ميتا فمستشاروا يزيد من الأمريكان ( الروم ) ومن الإيرانيين ( الفرس ) لايتركوا الأمور للصدفة فهم يعرفون ان بقاء الحسين حيا يعني شرعية يزيد كملك ستبقى محل( شك ) لان الحسين عند الناس احق بالملك لان جده محمد هو ابو الدين .
لهذا كان مقتل الحسين بالمدينة مسالة وقت فقط لان مليشيات يزيد تجوب شوارع المدينة بالخيول المظللة والتي لأتحمل ارقام ويمكن ان يقتلوه ويقولون شجار عائلي بين بنو هاشم حول ممتلكاتهم في بيروت ذهب ضحيته الحسين ابن علي رحمه الله . وتطوى هذه المشكلة الى الأبد لهذا قرر الحسين ترك المدينة والتوجه بتظاهرة عظيمة الى العراق ، هذه التظاهرة تضم النخبة من آل بيته واصحابه الخلص .الحسين ترك المدينة وجاء للعراق فان نصروه أهل العراق سيقضي على يزيد ويصبح ملكا ويربح الدنيا والآخرة وان قتل بالعراق سيشهد الآلاف على ان يزيد قتله طمعا بملك جده محمد وستكون هذه نهاية يزيد وبداية الخلود له بالجنةوستزلزل الأرض تحت اقدام النظام الغير الشرعي في بلاد الشام ألذي اختطف دين جده ليخدع به الناس .ان يزيد وأبيه كانوا احرص الناس على الهيكل الخارجي للإسلام لاأحد قال او اتهم يزيد بتحريف القران او انتقاص احد الفرائض . أما روح الاسلام التي تخدم الإنسان بتوفير العدالة والكرامة له فكانت عدوهم اللدود لانها تحرمهم ان يكونوا مثل عوائل الاكاسرة والقياصرة وهم الذين ينتمون لعلية القوم بالعصر الجاهلي . فالحسين خرج للعراق لإنقاذ سمعة بنو هاشم وسمعة جده التي يريد بني أمية ان تمرغل بالوحل من اجل اطماعهم الشخصية . فالحسن الهاشمي الآخ الأكبر للحسين لم بتنازل عن السلطة لمعاوية الأموي حتى يسلمها لابنه يزيد ليكون ملكا مثل قيصر وكسرى بل حقنا لدماء المسلمين وعندما يموت يرجعها للمسلمين . لهذا لم يسكت الحسين على اهانه بني هاشم وقد اخبره جده اذا حدث مثل هذا عليه ان لايسكت مهما كان الثمن مقابل حصوله على وسام ( سيد شباب أهل الجنة ) لان سكوته يعني تفريغ رسالة جده من كل محتواها الأخلاقي واهم محتوى تحرير الإنسان من عبودية الكائنات المرئية التافهة مثل يزيد وأشباهه و عبادة كائن مثالي واحد غير مرئي هو ( الله ) . فجد الحسين كان يعرف جيدا ان الدين صنعه الله ليكون وسيلة لخدمة غاية عظمى اسمها ( الإنسان ) وليس وسيلة تستخدم لسحق الإنسان مثلما أراد يزيد ووالد يزيد وامثالهم عبر العصور . ماذا يستفاد الله ومحمد والحسين من انسان ملتزم بالنوح والطم على الحسين وملتزم بطقوس الدين ويقدسها ويواضب عليها من صوم وصلاة وحج وزكاة اذا كان هذا الإنسان ظالما او مظلوما او قاتلا او مقتولا او عالسا او معلوسا او خامطا او مخموطا او اذا كان هذا الإنسان قفاص منافق كذاب يعيش بلا كرامة ويضع السجادة وفوقها القران في بيته أم عيون ضيوفه ليتصيدهم بها ويخدعهم بها على أساس انه تقي وورع ويخاف الله ولكنه في الحقيقية يعلم الشيطنة للشيطان . من اجل وقف هذه المهزلة قتل الحسين بالعراق وخمسون من اصحابة وذهبوا للجنة قبل ١٤٠٠ عام وقتل اكثر من الف شاب من خيرة الشباب في ثورة تشرين بالعراق ٢٠١٩-٢٠٢٠ ولم يكونوا يعرفون هل هم ذاهبون للجنة او للنار لان إجداهم لم يعدوهم بالجنة . لهذا هؤلاء الفتية الذين قتلوا في ثورة تشرين اعظم من الحسين ومن كل اصحاب الحسين في كربلاء لانهم قدموا ارواحهم من اجل إصلاح هذه الأمة بلا مقابل . لاأحد يستطيع ان يقول ان هشام الهاشمي وامثاله بانه ( سيد شباب أهل الجنه ) . الدين الطقوسي حول العالم الإسلامي وخاصة بالعراق الى كائنات ممسوخة ، والذين يبشرون بهذا الدين الطقوسي هم ( تجار الدين ) . الله ومحمد والحسين لايريدون من ( الإنسان ) ان يصوم ويصلي ويحج ويزكي ويبكي وينوح على الحسين ويعيش حياة رثة بلا كرامة انهم يريدون ان يعيش هذا الإنسان بحرية و بكرامة تليق به كإنسان وهذا هو روح الدين . أما الطقوس فهي اشبه بأجراس تذكر الإنسان الهمجي اوالمتخلف او الذيل كل يوم بانه اذا سحق حرية وكرامة الإنسان الآخر فان الله سوف يرميه ( بالنار ) ويلعن ( سلف سلفاه ).