23 ديسمبر، 2024 5:24 ص

الحسين إسمٌ يخشاهُ المتجبرون …

الحسين إسمٌ يخشاهُ المتجبرون …

مر تاريخنا بمراحل ومخاضات كثيرة، ومنذُ أول إختلافٍ تحت سقيفة بني ساعدة وليومنا هذا، ولو التزم المسلمون بوصايا الرسول الأكرم “صلوات ربي وسلامه عليه”، في آخر اللحظات من حياته، وكتبوا الوصايا التي أراد أن يسير وفقها المسلمون، ولم يقل فلانا إنه يهجر! لما وصل بنا الحال لهذه المأساة التي فرقتنا، وجعلتنا أُمماً وقبائل متباعدين، بفضل سياسات الحكام العرب، وكلٌ يُغَنّي على ليلاه .
 
الحسين إبن علي بن أبي طالب، أوقد أول شعلة للحرية في العالم، ووقف بوجه الظلم والفساد، وقال الكلمة التي لا زالت مدوية ليومنا هذا، “هيهات منّا الذلة”، هذه الكلمة تهز عروش الظالمين وتخيفهم أيّما خيفة ولطالما هزت عروش وأنهتها، وبما في عصر السرعة والتكنولوجيا ويإمكانك جلب الأحداث بضغطة زر من خلال التقنيات الحديثة، لنستعرض أحداثٍ ليست بالبعيدة، وإن كانت من عهد تسعينات القرن الماضي، والمقصود هنا (حسين كامل)، هذا الشخص الذي لم يدع حرمة إلاّ وإنتهكها، وفي كربلاء خصوصا، عندما علم أن السكان يستليذون بضريح الإمام الحسين، فما كان منه إلا ويهدد ويتوعد بالقصف، وبالفعل قام بقصف قبة الإمام الحسين بالدبابات !.
 
 (إنْتَهَ حسين وآني حسين ) تلك الكلمات التي كان يترنم بها مع الإستهزاء، لكن الدهر لم يمهله إلا أيام، تناولت الإذاعات هروبه من بطش من كان يعمل تحت يده، وينقلب عليه ويهرب للمملكة الأردنية الهاشمية، وتحت كنف الملك “حسين” ليكشف كل الأوراق، ويدلي بأماكن التسليح للمنشآت العسكرية العراقية، ويسرق الأموال التي إستحوذ عليها، ويبقى لفترة من الزمن ليرجع بعدها لسيدهِ الذي إحتال عليه، وأعطاه المواثيق التي لم يفي بها يوما للعراق، وليس لحسين كامل حصراً، مع أنه صهره! فكانت نهاية لحياته وبأبشع صورة، حيث تم قتله والتمثيل بجثته في الشوارع ليكون عبرة، وهنا تدخلت القدرة الإلهية بضرب الظالم بسيف ضالم آخر .
 
لو يعرف الجاهلون أن عباقرة العالم يستقون من فِكر الإمام الحسين، ويطبقون النظريات ويبحثون في الأحاديث، ويفككونها ليعرفوا ما هو المقصود، لما فكروا بمعاداته وباقي أئمة آل البيت، وخير مثال لذلك يزيد عليه لعائن السماء، كيف فعل بالإمام وجنّد له الجيوش لقتله فكان له ذلك، لكنه لا يعلم أنه صنع منه شهيداً، وإن كانت الأحاديث ذكرته على لسان نبيه الكريم “صلوات ربي وسلامه عليه”، بإستشهاده هو وأخيه الإمام الحسن، بأنهما سيدا شباب أهل الجنة، لهذا سيضل التاريخ يذكره، ومما قاله غاندي في كتاب لمحات من التاريخ المعاصر، (تعلمت من الحسين كيف أنتصر وأنا مظلوم )، وكان المهاتما كافراً يعبد البقر! وليس مسلما فكيف إذا كان مسلماً؟
 
كل من عادى الحسين كانت نهايته مأساوية، والتاريخ مليء بالأحداث وإرادة الباري هي التي جعلت منه منارا،ً والثورة التي قام بها بقت للأجيال، تتوارثها جيلا من بعد جيل، ولو فهمها أُولائك الذي يسيرون عكس إتجاهها، وفهموا لما قام بتلك الخطوة التي أدّت لإستشهادهِ وسبي عياله، لساروا للموت وهم مطمأنين بأن نصيبهم الجنة، ومن الكُتّابْ والباحثين الذين تمعنوا بحياته أسلموا بعدما كانوا على غير ملة الإسلام، لأنهم بلغوا المقصد الذي ثار من أجله الحسين، وهاهم أحفاده يملؤون الأرض ويفسرون معاني تلك الجذوة، التي أوقدت النور في صدور الموالين لنهج الشهادة، لينظموا لقوافل الشهداء الذين لبوا نداء ” لبيك يا حسين ” .