23 ديسمبر، 2024 1:39 ص

الحسنات لوجه الله ام لعبد الله

الحسنات لوجه الله ام لعبد الله

في خطبة الجمعة هذا اليوم تطرق الامام الى موضوع الرياء والتجاهر بالعبادات والحسنات والتفاخر بها بين الناس. قال الامام انهم يعتمرون ويصورون انفسهم ويتزكون ويصورون، ولا يتصدقون الا ويصورون انفسهم ويعلنون ما قاموا به امام الملاء.

 

استذكرت موقفا من هذا القبيل حدث امامي ذات مرة. اتصل بي احد السادة من الذين حالفهم الحظ لتسنم منصب معين ومنّ الله عليه بالخيرات. طلب مني مرافقته الى مخيم يحياوا للنازحين من اهالي مدينة تلعفر في مدينة كركوك. قبلت الدعوى حيث الانطلاق الساعة العاشرة صباحا من بيت صاحب السيادة هذا. كان قد اشترى بعض المواد الغذائية لغرض توزيعها على الاطفال والعوائل الساكنة في هذا المخيم وكانت المواد موضوعة في سيارة حمل 2 طن.

 

بلغت الساعة العاشرة ونحن لم نتحرك بعد. بلغت الساعة العاشرة والنصف فبادرت بالسؤال عن سبب عدم تحركنا الى المخيم لا سيما وان المواد التي نروم توزيعها قد وضعت في السيارة والكل جاهز للانطلاق.

 

وجاء الجواب من السيد المسؤول باننا ننتظر قدوم كاميرة احدى الفضائيات لتوثيق التوزيع وبثها للناس. بلغت الساعة الحادية عشر ونحن ما زلنا ننتظر كاميرة الفضائية. قلت لهم علينا بالذهاب فيبدو ان الفضائية لا تروم ارسال مصور. فسارع السيد المسؤول بالرد عليّ ولماذا نحن ذاهبون اذن؟؟ اذا لم تكن هناك كاميرة تصورنا فلماذا نوزع كل هذه المواد؟! فقلت له لوجه الله ولمساعدة العوائل المنكوبة بالطبع. فقال لكن من المهم ان يعلم الجميع بانني قمت بذلك.

 

على اية حال لم يحضر المصور.. ولم تكن هنالك كاميرات للتصوير.. الغيت فكرة توزيع المساعدات وارجئت الى اليوم التالي لعدم وجود الة الرياء.

 

كل ما يحدث من حولنا، حتى الايادي التي تمتد الى الفقراء والمساكين هي للحصول على المكاسب الدنيوية ليس الا. وهؤلاء يجدون من المنكوبين سلعة يتاجرون بها ويتمتعون بنكباتهم وليس لله في عملهم شيء كما نتصور نحن. رياء في رياء والحسنات ليس لإرضاء الله بل لإرضاء خلق الله والتفاخر به.