23 ديسمبر، 2024 9:44 م

الحسم وحقيقة عاصفة الحزم

الحسم وحقيقة عاصفة الحزم

لا احد يشك اليوم في جهة تأسيس عصابات داعش والغرض من استخدامها كأداة لمهاجمة وتخويف بلدان ومناطق معينة في المنطقة العربية من اجل ابتزازها واستغلالها بهدف الحصول على مصالح خاصة محددة من ابرزها تحقيق أمن اسرائيل والسيطرة على آبار النفط  الرئيسة والحصول على موطأ قدم استراتيجي طويل الامد في هذه المنطقة لأغراض جيوسياسية.
واذا ما أردنا التحدث بشكل اكثر وضوحا وبالمسميات فان أصابع الاتهام لمن صنع داعش تتجه نحو الولايات المتحدة وصنيعتها اسرائيل من اجل تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير ، بل وتقسيم المقسم  ضمن كل بلد عربي الى أقاليم وولايات  ( تراجع تصريحات وزيرة الخارجية والمرشحة لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية هيلاري كلنتون في مذكراتها ” الخيارات الصعبة” الصادر حديثا ).
وان الحملة العربية المسماة  ب( عاصفة الحزم) ما هي الا جزء من المؤامرة الكبرى ضد المنطقة العربية برمتها والتي شكلت وفقا لتوجيه أميركي لدول عربية لا تملك القرار ولا السيادة بسبب ما وصلت اليه من حالة ضعف لاتحسد عليها.
عاصفة الحزم ضمن المخطط الأميركي / الاسرائيلي لا تستهدف اليمن فحسب ، بل هي االهدف الاول وستتبعه أهداف اخرى ليس خارجها أماكن التقسيم المخطط لها في العراق ، وان نداء احد شيوخ الأنبار قبل يومين لمن يقود حملة عاصفة الحزم بالتمدد تحو محافظته لإبداء المساعدة ، وما سبقه لدى بدء الحملة من تصريح طائفي لأثيل النجيفي بالقول ( الومضات السنية ستجتمع مع الضياء العربي ليبزغ فجر جديد. … ) وغيرها من التصريحات والدعوات  ماهي الا دلائل على ما أشرت اليه.
ومن جهة اخرى فان دعوة الرئيس الأميركي لرئيس الوزراء العراقي لزيارة الولايات المتحدة الأسبوع الماضي كانت عبارة عن تقديم اوامر ونقاط محددة للحكومة العراقية عليها تنفيذها وإلا فان ذراع عصابات داعش سوف تضرب بشكل اكثر خطورة وقسوة لتعيث في الارض فساداً ، هذا من جهة ومن جهة اخرى الذراع الاخر وهو ذراع حملة عاصفة الحزم سوف يمتد الى أماكن النزاع في الصراع داخل العراق اولا وغيرها من الاماكن الاخرى المستقرة حاليا في مرحلة لاحقة .
لذا فان ايام عصيبة تنظر الحكومة العراقية اذ ستكون بين المطرقة الأميركية والسندان العراقي المتمثل ببعض الأطراف وبخاصة مناصري الولاية الثالثة ، فالأميركان يطلبون عدم تدخل ايران او الحشد الشعبي في المعارك الجارية في أماكن مختلفة من البلاد في الوقت الذي تضغط هذه الجهات على الحكومة باتجاه عدم التعاون مع الأميركان وإعطاء صلاحيات أوسع لإيران وسرايا الحشد الشعبي ، وهذه المعادلة سيكون من الصعب ادارتها بتوازن من قبل الحكومة العراقية الحالية . وهذه القضية هي واحدة من بين عدة قضايا تطلب الولايات المتحدة تنفيذها من الحكومة العراقية بأسرع ما يمكن وبدون تردد ، ومن ضمنها تشكيل الحرس الوطني في المحافظات ، وتهيئة الظروف الأمنية لشركات النفط الأميركية العاملة في العراق ، والتريث في تسليح الجيش العراقي الا بعد تنفيذ المطالَب الأميركية رغم التعهدات الأميركية بمضاعفة المساعدات والدعم المقدم المعلنة للاستهلاك الإعلامي فقط .
فلمن سيكون الحسم للأذرع لأميركية ام الإيرانية التي تتصارع على ارض النهرين والتي يدفع فاتورتها البشرية والمادية العراقيون وحدهم . وماهي الورقة اللاحقة في خطط الطرفين ؟