18 ديسمبر، 2024 8:46 م

الحسقلة وازمتنا الاقتصادية

الحسقلة وازمتنا الاقتصادية

ساسون حسقيل …وزير الماليةالمعروف في العهد الملكي وهو الذي قرأ و عرف أمانته وأخلاصه و نزاهته القاصي والداني…. المسلم وغير المسلم العراقي وغير العراقي وقد لا أضيف شيئا جديدا لتأريخه النظيف الأبيض الناصع وقد تحدثت عنه وسائل اعلام كثيرة. والذي كتب عنه في الكتب المتخصصه في التأريخ الحديث وكذلك المواقع الاليكترونية التي تبحث في هذا الجانب والصفحات الثقافية التي تتناول التأريخ والذاكرة العراقية القريبة والرجع القريب وما الى ذلك .في صحافتنا العراقية المحلية … وحين نستذكر تأريخه المشرف وحرصه الشديد على المال العام وتاكيد وطنيته العراقية وامكاناته وابداعه في مجال عمله الوظيفي وما يناط به من مسؤوليات جسام وتسليمه حقيبة المال ولاكثر من تغيير وزاري وهو ((اليهودي )) في الديانة واعتذر لطرحي وذكري هكذا موضوع بهذا الاسلوب …لاننا في زمن المحاصصة الطائفية ….واؤكد لو كان في يومنا هذا لما كان له مكان في اية وزارة ولا تناط له اية مسؤولية ولاحتى مديرا لدائرة بسيطة …. رحمه الله ورحم الموضوعية والتخطيط والحرص الشديد والمسوؤلية …ونترحم على جملتنا المفيدة ((الرجل المناسب في المكان المناسب ))….ونبقى نتمنى سيادة التكنوقراط …..والجيش سور للوطن ….والسيادة….والاستقلال ….ووو,,,ووو

وهاهي الكتب التأريخية لاتستطيع ان تتجاوز مرحلة هذا الرجل ومواقفه وسياسته واسلوب تعامله مع الاحداث ومع مسؤولي العهد الملكي وحتى العائلة المالكة تلجأ اليه في المشورة واتخاذ القرارات مهما كان نوعها ودرجة اهميتها وحجمها وتأثيراتها …ولست بصدد طرح موضوعا تأريخيا اوالحديث عن شخصية تأريخية وهذا ليس من أختصاصي ولا اريد ان انافس كتاب التأريخ الحديث في صحفنا التي خصصت برنامجا يوميا واسبوعيا وملاحق لها ليتندر القراء والمتابعين ويستذكروا ايامنا الجميلة من باب ((..انا من كولن آه وأاذكر ايامي ))….واناسا نتمنى وجودهم بيننا امثال ((ساسون حسقيل )) وغيره بعد ان شوهت الانظمة السابقة تلك المرحلة لأسبابها السياسية المعروفة ولا ننا نتمنى وجودهم بيننا هذه الايام .التي ساد فيها الفساد….وغابت عنها شمس الصدق …و اتوقف بكم عبر تأريخ هذا الرجل الحافل بالتحديات والمواقف الكبيرة عند معاهدة (1930) وازمة بريطانيا حين كانت تعيش

حالة الكساد العالمي والتضخم عندما أستعانت بالعراق في مساعدتها في قرض لتتجاوز فيه تلك الازمة.. وكيف تدخل هذا الرجل العبقري الحريص على بلده وأصر ان يكون القرض بالذهب وليس بالجنيه الورقي لنظرته البعيدة الثاقبة بالتغييرات التي تطرأ على العملة الورقية ….وقيمة الذهب ….وما يترتب على ذلك من تأثير……

ما يهمنا في هذه الرواية ليس تمجيد هذا الرجل فلا يحتاج الى اطراء فهو علم او(( اشهر من نار على علم )) …ويكفيه فخرا عندما تحول اسمه الى مصطلحا للحرص والدقة في تعاملات بغداد القديمة ((الحسقلة )) ولربما لحد اليوم او مثلما يقولون ولا يحتاج الى دعاية انتخابية مثل سياسينا الذي يعملون اويتظاهرون في فترات انتخاباتهم …..وينحسرون بين الخضراء ودول الجوار بعد أنتهاء الحملة………..

وقد شبع موتا رحمه الله ولكننا نتندر مع المتندرين بأحلام الماضي الذين يتمنون لهذا الوطن حرصا كحرص هذا الرجل وامانة كأمانته في مالنا السائب الضائع وخزينة مثقوبة لا ندري أين يذهب الذي فيها وانعدام في التخطيط والتنسيق وفساد وتخريب اثقل كاهلها وسياسيون يدعون الاسلام الحنيف ويؤكدون نقاط تطبيقه في دستورنا المتقلب ….وها هو بلدنا يزداد بؤسا وحزنا واحتلال وارهابا وتشريد وضياع وبطالة وازمات خانقة …..ونحن نعيش ازمة اسعار النفط ….في دولتنا التي اصبح اقتصادها وحيد الجانب معتمدا على النفط الذي صار يترنح مع رياح التغييرات العالمية وصفقاتها المشبوهة ….ورحم الله هذا الرجل مرة اخرى …ورحم الله أمواتنا جميعا واموات المؤمنين الصالحين والمصلحين الصادقين وكل المخلصين الشرفاء الذين ينذرون انفسهم لبلدانهم وكل شريف ونظيف وحريص ولعن الله المفسدين والفاسدين وسراق المال العام وكل المدعين …والخائنين …والخائبين ….اللهم آمين …..