22 ديسمبر، 2024 11:41 م

الحزم هو الافضل مع إيران

الحزم هو الافضل مع إيران

مضت أکثر من سنة على محادثات فيينا الخاصة بالبرنامج النووي الايراني، وطوال فترة المفاوضات وکما أکدت التقارير المختلفة التي تم تناقلها عن جولات المحادثات وکذلك التحليلات السياسية المتنوعة عنها، فإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد ظل لوحده مصدر إرباك لهذه المحادثات والعامل الاساسي لتأخيرها وتعثرها وإطالتها.
الملاحظة المهمة التي يجب أخذها بنظر الاهمية والاعتبار عن النظام الايراني، إنه کلما وجد تساهلا ولينا ومرونة دولية تجاهه، فإنه يلجأ للتعنت والتشدد ويقوم بتکثيف لجوئه للکذب والخداع والتمويه في تعامله مع الطرف الآخر، ولأنه وجد جنوحا وميلا من جانب إدارة بايدن والدول الاوربية للعودة للإتفاق النووي، فإنه قد عمل کل مابوسعه من أجل إستغلال هذا الجنوح والميل الى إقصى حد ممکن، وکيف لا وهو قد قام بحرف المحادثات عن مسارها الاصلي بإشغالها بأمور ليست من إختصاصها ولاتتعلق بها نظير المطالبة بشطب الحرس الثوري من قائمة الارهاب ذلك إن الحرس الثوري عندما تم إدراجه في قائمة الارهاب فإن ذلك قد جاء بعد تزايد المطالب الدولية والاقليمية بذلك ولاسيما بعد أن تزايدت النشاطات المشبوهة له من حيث التدخلات وتصدير التطرف والارهاب الى جانب تورطه بقضايا تجارة وترويج المواد المخدرة، وبطبيعة الحال فإن هذا الامر لم يکن له من أية علاقة بالبرنامج النووي ولکن النظام الايراني وعلى عادته في خلط الاوراق والتصيد في المەاه العکرة حاول إدخال هذا المطلب المشبوه في محادثات فيينا لکنه إصطدم برفض أمريکي ودولي قوي أجبره في النهاية للإنصياع وبالتخلي عنه.
طوال أکثر من سنة من المحادثات النووية مع هذا النظام فإنه ظل على اسلوبه المراوغ والساعي دائما للماطلة والتسويف مستغلا التساهل والليونة الدولية تجاهه، ولکن يبدو إنه قد طفح الکيل بالمجتمع الدولي بعد أن وجدوا أن هذا النظام يتعامل مع سعة الصدر الدولي بطريقة واسلوب سلبي، ومن هنا فإن التحذيرات من النظام الايراني ومن اسلوبه المراوغ والمشبوه بدأت تتزايد أکثر من أي وقت مضى وإن الاصوات من جانب مجلسي النواب والشيوخ الامريکيين ومن جانب البرلمانات الاوربية ومنظمات دولية مختلفة بدأت تتصاعد مطالبة بالکف عن اسلوب التعامل اللين والمتساهل مع النظام الايراني لأنه يفسره ويتعامل معه بطريقة خاطئة والشروع بنهج جديد في التعامل مع هذا النظام يعتمد على الحزم والصرامة.
التقرير الاخير الصادر عن عن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى من هجمات النظام الايراني في الخارج ولاسيما الولايات المتحدة واستهدافاتهم للمعارضة الايرانية النشيطة ضد النظام يأتي بسياق لفت الانظار الدولية الى هذا النظام وعدم التساهل معه أکثر من اللازم ولاسيما وقد جاء في التقرير الذي اعده ماثيو ليفيت مدير برنامج ستاين لمكافحة الإرهاب والاستخبارات، ان المسؤولين الايرانيين يواصلون إصدار الأوامر بشن ضربات على الأراضي الأمريكية في الوقت الذي تجري مفاوضات حساسة حول الملف النووي.