23 ديسمبر، 2024 11:23 ص

الحزب الشيوعي ..خجل او رؤية قاصرة

الحزب الشيوعي ..خجل او رؤية قاصرة

على الرغم من ان الحزب الشيوعي العراقي يتفوق على كل الاحزاب الفاعلة في الساحة السياسية العراقية من حيث العمق النضالي والرؤيا التقدمية والتجربة السياسية وكثرة الكوادر التي تمتلك ثقافات متعددة قريبة من الواقع ومعاناة الشعب لاسيما الفقراء .. مع هذا الارث الوطني والانساني الغني للحزب وكوادره لكن قادة الحزب الشيوعي بعد 2003 اصبحت رؤيتهم السياسية تشوبها القصور حيال المتغييرات التي لاترتقي لمستوى التحديات التي بدأت بقرار خاطئ عندما قرر قادة الحزب الارتماء باحضان تكتل بعثي متطرف غير متجانس يقوده علاوي فتم ضياع هوية الحزب ومنهجيته ورؤيته الوطنية لعراق مابعد الدكتاتورية وعند تفكك هذا التكتل لن يستفيد قادة الحزب من هذه الكبوة حيث ارتكبوا مرة اخرى قرار غير مدروس وقاصر باعلان التحالف المدني الذي اندس إليه من يخربه ويشوه مسيرته ويحرف منهجه ويطمس رؤيته مثل الفوضوي فائق الشيخ علي الذي رتبت له جهات خارجية بالانخراط الملزم بالتحالف لاسباب ستكشف الايام القادمة صحت تفشي هذا الورم السرطاني في جسد التقدميين.

هنا اتسال هل يخجل قادة الحزب الشيوعي من الدخول بقائمة مستقلة باسم الحزب ام هناك حرج ما لم تفهمه جماهيره ، لانه كان بامكان الحزب الحصول على مقعدين كأقل تقدير اذا دخل بقائمة شيوعية بحته اذا ماقسنا المنخرطين تنظيميا بالحزب والملتزمين بتوجهاته الذين يشكلون قاعدة شعبية مناسبة للوصول الى البرلمان باكثر من مقعد .

ان الاتكال على القاعدة الشعبية وعلى تاريخ الحزب الذي اثبت نزاهة واخلاص كوادره التي تسلمت زمام المسؤولية في عدد من الوزرات والمؤسسات الدولة دون ان تشاع حولهم ادانات بالفساد المالي والاداري هو السبيل الامثل لابقاء دور الحزب فاعلا بالمشهد السياسي الفعلي بعد فضائح الاحزاب الفاعلة بالسلطتين التشريعية والتنفيذية ، لان النزول بقائمة للحزب الشيوعي كان يمكن ان تؤسس لواجهة برلمانية شيوعية مؤثرة لها دورها في قيادة الدولة والرقابة على اداءها الحكومي.

بودي وبحسب وجهة نظري المتواضعة التي تحمل هموم عدد كبير من مناصري الحزب والمخلصين له ان يعيد قادة الحزب النظر بصورة علمية وواقعية نظرتهم للمشهد السياسي بما يرتقي وحجم ” التحفظات” الخارجية والداخلية وتأثيراتها الفعلية الخفية والعلنية بعدم السماح للحزب بممارسة دوره الفاعل في المشهد السياسي كاحد اللاعبين المهمين والاتكال بثقة مطلقة على تاريخ ورؤية الحزب لبناء الدولة المدنية العصرية المتحضرة القوية لكي لايبقى الحزب الممر السهل للانتهازيين والوصوليين.