18 ديسمبر، 2024 7:47 م

الحزب الحاكم يجعل مستقبل الشباب قربانا له لضمان فوزه في الانتخابات

الحزب الحاكم يجعل مستقبل الشباب قربانا له لضمان فوزه في الانتخابات

منذ اكثر من عشر سنوات ولحد اليوم توقفت التعيينات في حكومة اقليم كردستان العراق التي طالت شريحة خريجي الجامعات والمعاهد في الدرجة الاولى بذريعة الضائقة المالية تارة بسبب حرب الدواعش (على حد زعم الحكومة) ، وأخرى بسبب حركة النزوح الداخلية والخارجية ، وأخيرا وليس آخرا بسبب جائحة كورونا وتابعاتها .
ومنذ ست سنوات يعاني الموظف والمتقاعد في اقليم كردستان من حرمانه من راتبه بشكل طبيعي والاسباب هي نفس الذرائع ، وعلى أثر ذلك توفي آلاف المتقاعدين المسنين في كردستان نتيجة عجزهم شراء الدواء ومتابعة علاج أمراضهم المزمنة..
لكن أغرب ما في الامر هو إطلاق تعيينات في قوات (الزيريفان) التي شملت مئات الالوف من الشباب العاطلين عن العمل والفاشلين بالدراسة وامتدت لتشمل حتى مدينة الموصل وسهل نينوى تحت مسمىى (حراسات) برغم ان نينوى واقليمها تعد خارج اقليم كردستان ، وكأنهم بهذه العملية يأخذون رواتب الموظفين والمتقاعدين في اقليم كردستان لسنوات طويلة ليهبوها لقوات الحراسات المزعومة ، وليس خافيا على أحد ان الرواتب التي تمنح لهذه الحراسات هي اقرب ماتكون لقوات الفضائيين ممن يدعون انهم بيشمركه لكنهم لايعملون ، وربما لايتعدى عمل أعداد قليلة جدا منهم في أفضل الاحوال بضعة ايام في الشهر فقط في لقاء منح اصواتهم للحزب القائد في كل دورة انتخابية ..
اي ان هؤلاء يعدون مرتزقة بإمتياز . فهم يتقاضون رواتب شهرية جيدة لقاء ضمان كسب أصواتهم في كل دورة انتخابية ، والشابات والشباب الخريجين الرائعين في الاقليم عاطلين عن العمل ، وبهذه العملية (غير الشرعية) يضمن الحزب الحاكم بقاؤه في السلطة إلى أبد الابدين ، ولا يخفي على أحد ان هذه تعد واحدة من أبشع طرق الاحتيالات والغش والتزوير في الانتخابات عيني عينك وامام مرأى ومسمع الجميع لأدامة عمر الاحزاب الكبيرة المهيمنة على زمام الامور والسلطة والمال العام والثروات ..
لعل من اهم تبعات إصرار حكومة الاقليم عدم تعيين الخريجين تفشي البطالة المقنعة لشريحة الشباب المثقف الواعي ، وقد يجنح أعداد منهم للجريمة والانحراف والانتقال الى المخدرات و.. و ..الخ ، بدلا من استغلال طاقاتهم وإمكاناتهم العلمية والعملية في بناء الوطن وتطويره نحو الافضل .. هذا ناهيكم عن عزوف الشباب والشابات عن الزواج ، وهذه الظاهرة هي الاخرى لها تبعاتها في احتمال انحراف اعداد من هؤلاء الشباب عن الطريق الصحيح . اما النقطة الملفتة للعناية اكثر فهي عزوف العوائل عن الانجاب بحكم الضائقة المادية ، أو الاكتفاء بطفل واحد ، أو طفلين في أفضل الاحوال !!
على الجميع ان يتذكر ويدرك تماما ان حالات الانتحار لدى الشباب والشابات آخذة بالازدياد يوما بعد آخر في اقليم كردستان ، ولعل الاحداث الواردة اعلاه تقف في طليعة المسببات لهذه الحالات..
بأختصار شديد جدا إن الحزب الحاكم يعمل كل مابوسعه ليجعل مستقبل الشباب والمجتمع كله قرابين له ولأجنداته فقط لضمان فوزه في الانتخابات !!والبقاء في السلطة إلى يوم الدين ، وهي حالة غارقة في المكيافلية المقيتة….
قسما قسما إنها عملية مخجلة حقا ، وعيب كبير على الاحزاب الكبيرة وهي تدرك تماما انها تقوم بتدمير الشباب الواعي وقد تجبرهم الى الانحراف وتفشي الجريمة ..
أنا لم أقرأ ولم أعرف يوما حزب حاكم يجر البلاد نحو الهاوية والكارثة الا عندنا ..
ماذا تضن هذه الاحزاب ؟ هل ان الشعب مغفّل إلى هذا الحد بحيث صار لايدرك طلاسم اللعبة السياسية السمجة ؟..
غبي من يضن الشعب غبي ..