22 ديسمبر، 2024 11:36 م

خلال بيان الاستقالة الذي تلاه الرئيس اللبناني المستقيل سعد الحريري واثناء لقائه المباشر على شاشة قناة المستقبل التابعة له يظهر الحريري مخلتفاً شكلاً ومضموناً حسب اراء اللبنانيين.
ففي البيان الذي قرأهُ الحريري في الرابع من الشهر الجاري يظهر متوتراً بشكل لم نعتاده من قبل, فالرئيس الحريري ليس من عوائده ان يظهر متوتراً وانما العكس تماماً, فهو صاحب الشخصية اللبنانية المرحة والبشوش على الشاشة في كثير من الاحيان.
اما في اللقاء المباشر الذي اجرتهُ معه قناة المستقبل التابعة له حيث حاورته الاعلامية اللبنانية بولا يعقوبيان طارحة عليه اهم الاسئلة التي تدور في رأس المتابع اللبناني والعربي والمهتمين في الشأن العربي, وكانت اجابات الحريري ذات دبلوماسية عالية وبلون قومي عربي لم نعتاده عليه من قبل, فكرر مصطلحي “الامة العربية” و”النأي بالنفس” كثيراً, وايضاً اتهم ايران بأنها الدولة التي لا تريد استقراراً في المنطقة العربية وهي التي تقود “مليشيات” في لبنان وسوريا واليمن والعراق والبحرين, معبراً عن رفضه الشديد لهذا الدور الايراني. ولا يختلف احد على ان ايران تتدخل في الشأن العربي منذ زمن ليس بالقريب وبموافقة الدول التي تطلب تدخلها او تنصاع اليه.
وفي سياق اخر, اشار الى الدور الايجابي الذي تقوم به السعودية الى الشعب اللبناني بشكل خاص والى الشعب العربي بشكل عام, وفي الوقت نفسه يتهم كثير من اللبنانيون بأن السعودية هي التي تأٌجج الطائفية في صفوف شعبهم, وهذا الامر فيه جانب صائب واخر خاطئ, اما اغلب اللبنانيون فيتهمون السعودية بأنها هي التي غصبت الحريري لتقديم استقالته وهي ايضا التي تفرض عليه الاقامة الجبرية الغير معلنة.
الحريري بظهوره القليل على شاشة التلفزيون وبتكتمه الاعلامي هذا يثير قلق وفضول شعبه, خاصة وانه لم يعد ولربما لن يعد في الوقت الذي وعد به (يومين او ثلاثة ايام) الى بيروت.
اما بالنسبة لتوقيت تقديم استقالته فجائت بوقت حرج جداً, فالامير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي شن حملة واسعة ضد الفاسدين حسب ادعائه وقام بحبس عدد من الامراء والوزراء ورجال الاعمال الكبار والحريري واحداً منهم, فلا يخفى على الجميع بأن لعائلة الحريري املاك في السعودية اكثر مما لها في لبنان, وايضا امتلاك العائلة الجنسية السعودية التي تُعتبر اليوم ذات اهمية كبيرة في جميع دول العالم, بخلاف الجنسية اللبنانية التي لا تُقارن بنظيرتها السعودية.
الحريري امام خيارين, اما ان يعود لبيروت وينهي ازمة الشكوك التي يعيشها الشعب اللبناني بشكل خاص والشعب العربي بشكل عام, او يتأخر في الرياض وهو الامر الذي سيفتح ابواباً من التكهنات والتهم للسعودية وايران وحزب الله, وبهذه الحالة فسيشهد لبنان حرب طائفية جديدة, ونتمنى ان يعود الحريري بعد ساعة او اقل لانهاء الفوضى السياسية التي يشهدها الواقع السياسي اللبناني.