23 ديسمبر، 2024 1:21 ص

الحريري بين الإقالة والاستقالة!؟

الحريري بين الإقالة والاستقالة!؟

قبل ان ندخل في تحليل حدث الاستقالة لا بد ان نستعرض المواقف السياسية وقت الاقالة؟! خمس اعوام بين الحدثين اختلف الاطراف ليرجعوا بالاتفاق.. ولينهار اخيراً حينما قرر الحريري الاستقالة المفاجئة للجميع والتي تبعتها مواقف اقليمية حادة تسعى لتطويق لبنان ومعاقبته، لكن الاخير جغرافيا لا يقع ضمن نطاق الحدود المشتركة كما هي الحالة القطرية ليكون بذات التاثير!؟..

نستعرض ردات الفعل ما بين بين:

1 – ردة فعل الحريري
حينما اقيل: اعرب عن ان ايران وحزب الله سبب في انهيار الدولة والسلم الاهلي.
حينما استقال: اعرب عن ان ايران وحزب الله في انهيار الدولة والسلم الاهلي.
ذات الشيء! الاقالة كان بتكتيك سياسي من محور المقاومة نظراً للظروف الحرجة!؟ والاستقالة بضغط سعودي جاء لكون الحريري بالاصل ضمن هذا الاقطاع.
2 – ردة فعل الجانب السياسي والاعلامي والجماهيري
حين الاقالة: التزم فريق 8 آذار الصمت للبحث عن حكومة شغل اعمال!؟ فيما استعر فريق 14 آذار واثر قواعده الاعلامية والشعبية واعتبار ذلك تهديد للسلم الاهلي!.
حين الاستقالة: التزم فريق 14 آذار الصمت!؟ فيما استعر فريق 8 آذار واستنفر قواعده الاعلامية والشعبية واعتبار ذلك مؤامرة لمحاصرة لبنان اقتصادياً وتهديم السلم الاجتماعي.
3 – الزيارة!؟
حينما اقيل: الحريري تفأجىء باقالته حينما زار اميركا.
حينما استقال: انداد الحريري تفاجئوا باستقالته على الرغم من لقائه الودي مع ولايتي قبل يوم.. وزيارته المفاجئة للسعودية.
الخلاصة
بين الاقالة والاستقالة شد وجذب لاطراف داخلية في لعبة اكبر منهم.. تحركهم كالدمى في اكثر من مرة نحو التوافق والتشتت حسب السيناريوهات المتكاثرة ولما يؤمنه النظام السياسي من حصانة دولية على مثل هكذا تجربة جعلت لبنان محطة استراحة متوترة لارتباط هذا البلد في الصراع مع الكيان الصهيوني الغاصب، لكن علينا وضع نقطة هامة.. كون الرئاسة بالطرف “المسيحي” والطرف المحلي المتمثل بحزب الله الذي رسم توازن الرعب مع الكيان الصهيوني متوافقتان!.. بينما اختلفتا في الثمانينات بل وقف البعض لجانب الكيان الصهيوني، وضربت المقاومة غير المحلية “الفلسطينية” حصراً وجردت من السلاح وهجرت.. واعتبرت عامل توتر.. بين المتوترين اصلا؟!.. لذا آن الآوان ان يمنع هذا السلاح الحرب الاهلية.. ويحفظ الى لبنان توازن الرعب.. كما يبتعد عن الطموحات السلطوية التي زاهداً فيها الا في القرارات المصيرية؟! وهذا الشيء يحسب له لا عليه.. بغض النظر عن المواقف التي يتخذها من العراق.. فالحقيقة تقال.. كما ارى.
رغم ذلك يمكن اعتبار النظام السياسي يمثل خلل.. وليس نموذج كما يؤكده السياسيون الذين يمثلون الاقطاع الحديث بصالحهم وطالحهم… ويعتبر اقل تأثير من النموذج الاميركي الصحراوي المكشوف… والذي جعل من بلادنا حقل تجارب لكل من هب ودب داخليا وخارجيا.