بعد 41 عاما من الممارسات القمعية التعسفية التي يقوم بها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وبعد جرائم ضد الانسانية بحق الشعب الايراني وحملات إعدام بربرية يتم تنفيذها على الملأ وبعد الانتهاکاات الفظيعة لحقوق الانسان والتي تلقى النظام بسببها 67 قرار دوليا يدينه، وبعد أن صار هذا النظام ليس مکروها ومرفوضا من قبل الدول والحکومات وإنما حتى من قبل الشعوب وحتى إن إستطلاعات الرأي في مختلف دول العالم تظهر دائما حقيقة أن النظام الايراني هو أکثر نظام مکروه في العالم، فإن هذا النظام وعوضا عن أن يبادر من أجل تغيير نهجه القمعي التعسفي ويفسح المجال أمام الشعب کي يتنسم عبير الحرية فإنه يقوم بالمزيد والمزيد من الممارسات القمعية ويصر على إبقاء الشعب الايراني يعيش أجواءا شبيهة بالاجواء القرووسطائية.
إعلان محمد رضا تويسركاني، ممثل خامنئي في ميليشيات الباسيج التابعة للحرس الثوري، توظيف 150 ألفا من طلبة الحوزات الدينية في الباسيج لمواجهة مواقع التواصل المعارضة للنظام. تعتبر خطوة قمعية تعسفية أخرى بإتجاه التضييق أکثر فأکثر على الشعب الايراني إذ ومن أجل مراقبة الشعب الايراني والحد من أية مواقف أو تحرکات يقوم بها من أجل حقوقه فقد کشف ن إنشاء آلاف الحسابات على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل، ضمن خطة في الباسيج تسمى “خطة الإمام الثامن” كما أكد أن حسابات منتسبي الباسيج في مواقع التواصل والفضاء الإلكتروني تهدف إلى التأثير على توجهات ناشطي المواقع والشبكات الاجتماعية. والذي يلفت النظر هو إنه إضافة الى المهمة الامنية التجسسية لهذه الحسابات، فإنها تقوم أيضا بالکذب والخداع والسعي من أجل تبرئة النظام مما قد آلت إليه الاوضاع من سوء، إذ أن تويسرکاني عندما أضاف أن تعزيز حضور الباسيج في الفضاء السيبراني من أهداف هذه الخطة، حيث سيتم تدريب طلبة الحوزات الدينية على ذلك. فإنه قال أيضا بأن على طلبة الدين في تنظيمات الباسيج أن يظهروا للناس أن الإسلام ورجال الدين ليسوا مسؤولين عن الفقر والحرمان ومشاكل المجتمع، زاعما أن “دعاية الأعداء” هي التي تلقي باللوم في أزمات البلد على رجال الدين الحاكمين في إيران. وهو بذلك يريد من خلال ذلك من الشعب أن لايتهم النظام الذي يتحکم بکل شاردة وواردة في إيران بسوء الاوضاع، وهو أمر يثير السخرية والتهکم والى أبعد الحدود.
النظام الايراني الذي لم يترك أي مجال أو سبيل من أجل التضييق على حرية الشعب الايراني وعزله عن الانسانية والحضارة إلا وقد بادر الى ذلك ويبدو واضحا جدا ومن خلال ماقد جرى في إنتفاضة 15 نوفمبر2019، ضده والتي أصابت النظام بالرعب خصوصا بعد أن شهدت تلاحما نوعيا بين منظمة مجاهدي خلق والشعب الايراني، فإن النظام يتصور بأنه ومن خلال هذا الاسلوب القمعي الجيد سيتمکن من السيطرة على الشعب الايراني ويخنق الحرية وهو المستحيل بعينه إذ مهما عمل هذا النظام وکما أثبتت تجربة ال41 عاما المنصرمة، فإنه لن يتمکن أبدا من کبح جماح هذا الشعب وسيبقى مطلوبا أمامه حتى يتم تصفية الحساب معه.