18 ديسمبر، 2024 7:56 م

الحرية ضرورة أنسانية ومعرفية 

الحرية ضرورة أنسانية ومعرفية 

يخضع مفهوم الحرية في عصر المعرفة الفائقة إلى اشتراطات فكرية ومعرفية مختلفة عن ما كانت عليه في السابق، من حيث الرؤية والممارسة وهو ما يدفعنا الى اعادة ترتيب اولويات تداولنا لمفهوم الحرية ، وفق مقتضيات الواقع وتحولاته الفكرية والسياسية، لذا بات لزاما علينا أن نعيد رسم تصورنا عن هذا المفهوم بما ينسجم مع شكل التحولات والتحديات المعرفية والإنسانية الأن ، كون مفهوم الحرية اليوم يمثل خيارا ثقافيا معرفيا متقدما
لدى الكثير من الشعوب الباحثة عن نوعية الوجود الأكثر حداثة وتجداد كضرورة حياتية ،عكس ما كان يعنيه مفهوم الحرية في السابق ، بوصفها تساؤلات أكاديمية ومقولات جامدة وثابتة (نص) . لقد بلغ مفهوم الحرية من التمدد والاتساع يصعب معه إيجاد نموذج واحد لتمثلاتها فهي ،الجمال في الفن ،والتحرر في السياسة ،والمعرفة في الثقافة والعلم ، ولايمكن لنا إيجاد تصور شامل وكامل يلم بكل تحولاتها ؛كون الحرية مفهوماً مراوغاً يصعب الامساك به لكن وفي خضم الصراعات السياسية والثقافية اونعكاساتها الاجتماعية والفكرية على الواقع المعيش، نجد أن مفهوم الحرية بات يمثل فعلا إنسانيا ،ومعرفيا ضروريا لدى أغلب الشعوب وركيزة أساسية من ركائز المجتمعات النامية فضلا عن المتقدمة لما تحمله الحرية من دلالات و معان إنسانية نبيلة ووعي ثقافي ،ومعرفي متطور .إن ربط الوعي الانساني والمعرفي بالحرية يشكل دافعا وجوديا مهما في تبني الحرية كهدف وغاية إنسانية لتحقيق العدل والسلام وحرية التعبير والمصير، وكونها جزءاً من هم معرفي إنساني مسكون بهاجس الإصلاح والتطور، وممارسة إنسانية حرة تسعى لتحقيق الارادة الإنسانية باوسع واجمل صورها ، لذا من المهم أن نعيد صياغة هذا المفهوم وفق متطلبات واحتياجات المرحلة الراهنة التي تتمحور حول القضايا الإنسانية والمعرفية كضرورة وجودية تلبي نزوعنا المعرفي والإنساني غير المتناهي ،ولجعل هذا المفهوم أكثر قربا وتأثيرا في سياقه الاجتماعي الواقعي (الان وهنا ) نجد من الضروري جعل مفهوم الحرية لا يندرج ضمن حدود المفهوم والثقافة السائد والمقولات التاريخية الجاهزة لأن ذلك يناقض جوهر ومضمون الحرية بل نسعى الى جعل هذا المفهوم ياخذ مدياته الاوسع عبر ديمومته الإنسانية والمعرفية حين ننظر له كرهان وجودي متقدم وحديث.