23 ديسمبر، 2024 12:58 ص

الحرية.. بين الدين والمادية..!

الحرية.. بين الدين والمادية..!

“ذات مرة اشتغلت فخاراً… ولقد أحببت هذه المهنة كالمجنون ..!
◾أتعرف ماذا يعنى أن تأخذ كمية من الطين وتصنع منها ما تريد؟..
تفر الدولاب…
ويدور الطين كالمجنون، بينما تقف أنت فوقه.. وتقول :
سأصنع جرة..
سأصنع مزهرية..
سأصنع قنديلاً وكل ما أريد..
مهما كان.. هذا ما يجعلك انساناً.. انها الحرية..!!
هكذا، عبر نيكوس كازانتزاكي، عن فهم متحرر، للحرية على لسان زوربا اليوناني..
الكاتب الكبير، كان يعبر عن اتجاه معين، عند بعضنا…
او… قد استعير هنا، تلك الصورة، لاناقش قضية الحرية، عند المتحرر، المتطرف، الذي يرى انه خالق creator..
هذا الاتجاه، يحاول ان يصنع واقعا جديدا، كما يحلو له. ويذكرني بحالة الفرد، الشاذ جنسيا، او ما يصطلح عليه حاليا، بالمثلي. فهو:
◾يبدع، بحريته، واقعا بايولوجيا، خاصا به.
◾يصنع عالما، بحريته الفردية.
◾يتحرر من الواقع المحيط.
وهكذا، ايمانا بحريته، التي تشعره بذاته، ينطلق في ايجاد واقع جديد يناسب، اختياره…
وقد عرضت قناة DW الالمانية، حالة زواج بين رجلين، تقمص احدهما دور الام، بعد ان حصل على طفل، من امه. وقد عرضت القناة ذلك، بتعاطف، ومحاولة للترويج.
? فلماذا يتم الاعتراض على هذا الاختيار الحر، الرومانسي..!!
◾اولا من الجانب العلمي والصحي.
◾ثانيا، الاعتراض من الاتجاه الديني.
? علميا وطبيا، لا تسمح الاعضاء، والتصاميم الجسدية، للعملية الجنسية، فضلا عن عملية التكاثر. واثبتت بحوث عديدة تلك المضار المترتبة على العلاقة بين المثليين. ?كذاك، يمكن القول ان الاتجاه الديني، يعترض على هذا السلوك، ويعتبره خطيرا، للاسباب التالية.
◾ان البشرية، تحتاج التكاثر، لاجل حفظ النوع.
◾ان تكاثر البشرية، يحتاج تكوين اسرة، ضمن السلوك المتعارف. يعني زواج تقليدي… لماذا؟
?اولا. الزواج التقليدي بين الرجل والمراة، متناغما مع الواقع البايولوجي.
?ثانيا. الزواج التقليدي، يلبي رغبة الانسان وشهواته، بشكل صحي، ومريح نفسيا.
?ثالثا. الزواج التقليدي منتج، للاطفال، وبسهولة. مع حفظ الحقوق الوراثية. وبعدالة.
ذلك مقارنة بحالات الشذوذ والزنا.
?رابعا. المراة مستعدة للولادة، جسديا ومعنويا.
وليس كما يحاول الطرف الاخر، الذي يبتكر طرق تكاثر غير عملية.
?خامسا. الزواج التقليدي، يوفر مناخا مناسبا لتربية الاطفال.
وليس كما يحاول الرجل المثلي من تقمص دور الزوجة والام، وهو غير مؤهل بايولوجيا.
?سادسا. الزواج التقليدي يحفظ العلاقات بين الاسرة والاسر الاخرى، مما ينتج تكاملا نوعيا وثقافيا.
قال تعالى :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ “وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ ”
هكذا يفكر الاتجاه الديني، لانه يؤمن بالتالي، حسب فهمي :
◾اولا. ان المشروع الالهي، يتمحور حول الانسان، هادفا الى تطويره وتكامله المادي والمعنوي. لذلك يتطلب الحفاظ على النوع، بالتكاثر الطبيعي، وكما يفرضه الواقع البايولوجي.

◾ثانيا. لا يتخوف الاتجاه الديني من مشكلة التكاثر، وتبعاتها الاقتصادية. لانه يؤمن بوجود ادارة عليا، للكون، قد اخذت بنظر الاعتبار، احتياجات الخلق. لذلك، يشجع الدين التكاثر، وتعدد الزوجات، باعتباره منسجما مع الواقع البايولوجي لخلقة الرجل والمراة. ومتناغما مع التخطيط الالهي لتربية الكون والبشرية.
?ويبدو ان البحوث العلمية، تدعم بشكل كبير اطروحة الاتجاه الديني كالتالي.
◾اولا. ان عملية التزاوج، لها اثرا ايجابيا ونفسيا على الرجل والمراة.
◾ثانيا. ان ماء الرجل، مركب كيميائيا، يسموه “هرمون السعادة”… المنتج للراحة النفسية، وازالة شبح الكابة والياس.
وقد اشار احد الزعامات الدينية الى ان الزواج التقليدي، يحافظ على:
◾علاقات الصداقة والاخوة بين الرجال.
◾كذلك، يحافظ على العلاقات التقليدية مع الوالد والوالدة والاخوة، داخل الاسرة.
◾ويحافظ على علاقة الحب (الشهوية) بين الرجل والمراة، الطبيعية، بواسطة الزواج.
ويمكن القول: ان الاتجاه الديني قد انتقد العلاقة بين المثليين، لانها غير منتجة، الا للحرية العابثة، المدمرة للمجتمع والاسرة، حاليا، ومستقبلا. واتهم الطرف الاوربي، بانه يستخدم ذلك (الزواج المثلي) لاسباب سياسية وتدميرية.
? ان ما ذكرناه، هو احد الامثلة، عن الحرية في الاتجاه المادي. ويبدو انها ليست حرية حقيقية، لانه:
◾مثلا، يمكن للفرد، ان يجد حريته، في المخدرات. لكنه، يكون مسيرا بها، ومقيدا لاجلها، ليس الا.
◾مثلا، يمكن للمقرب من السلطان، ان يشعر بحرية، في بلده، لكنه الاكثر تقييدا، للسلطان، ليس الا.
◾مثلا، يمكن ان يشعر الفرد، حرا، في ان يمارس الشذوذ وغير ذلك. لكنه مقيدا بشهواته،ليس الا.
◾مثلا، يكون الفرد جاهلا بقيوده. ويتوهم انه حر.
◾مثلا، السجين، يصنع لنفسه نوع من الحرية داخل السجن. لكنه مقيد تماما.
?لذلك، اعتقد ان ضمان الحرية، يكون هكذا.
◾اولا، التحرر من الجهل، بالعلم. وخاصة علمه بالقيود، الواقعية، التي تصادر حريته الحقيقية.
◾ثانيا. التحرر من الخوف. لان الحريات تصادر بالارهاب، من قبل القوى الاخرى.
◾ثالثا. التحرر من الفقر، وخاصة نفسيا. لان الحريات، غالبا، تصادر بالترغيب. والمال. وليس بالترهيب والتخويف، فقط.
◾رابعا. يفترض ان تكون الحرية ايجابية، وبناءة. ولا تقوض الذوق السليم. ولا تشذ عن الفطرة الانسانية.
◾يمكن القول:
ان الحرية، تكون بمعرفة الانسان، بماهيته، ودوره في المشروع الالهي، الواسع.
وكما ورد:
◾دواؤك فيك وما تُبصر
◾وداؤك منك وما تَشعر
◾وَ تزعم أنك جرمٌ صغير،،
◾وفيك انطوى العالمُ الأكبرُ