17 نوفمبر، 2024 1:55 م
Search
Close this search box.

الحرية المطلقه

يَفْهَمَ اَلْبَعْضُ بِأَنَّ اَلْحُرِّيَّةَ اَلشَّخْصِيَّةَ هِيَ حُرِّيَّةٌ مُطْلَقَةٌ لَا حُدُودَ لَهَا وَلَا تَخْضَعُ لِأَيِّ ضَابِطٍ اِجْتِمَاعِيٍّ كَانَ ، وِلَايَعي بِأَنَّ اَلْحُرِّيَّةَ اَلشَّخْصِيَّةَ يَجِبُ أَنْ تَنْتَهِيَ عِنْدَ حُدُودِ اَلْمَعْقُولِ لَا أَنْ تَتَجَاوَزَ مَعَايِيرُ اَلْمُجْتَمَعِ وَأَعْرَافِهِ وَتَقَالِيدِهِ وَاَلَّتِي يَتَكَلَّمُ اَلْبَعْضُ عَنْ هَذِهِ اَلتَّقَالِيدِ بِأَنَّهَا تَقَالِيدُ بَالِيهَ وَعَلَامَةٍ مِنْ عَلَامَاتِ اَلطَّبَقَةِ اَلْغَيْر مُثَقَّفَهُ ضَنًّا مِنْهُ بِأَنَّ اَلثَّقَافَةَ هِيَ اَلتَّصَرُّفُ كَمَا يَشَاءُ وَالتَّكَلُّمُ كَمَا يَشَاءُ حَتَّى وَإِنْ كَانَ هَذَا اَلتَّصَرُّفِ هُوَ اِنْتِهَاكٌ لِحُقُوقِ اَلْآخَرِينَ كَارْتِفَاعِ صَوْتِ اَلْمُوسِيقَى ( أَلَدِّي جِي ) وَالسَّيْرُ بِسُرْعَةِ جُنُونِيَّةٍ فِي طَرِيقٍ مُزْدَحِمٍ وَوَضْعٍ مُضَخَّمٍ لِعَادِمِ اَلسَّيَّارَةِ ( اَلصَّالَنَصَهْ ) وَالضَّغْطُ عَلَى دَوَّاسَةِ اَلْوَقُودِ فِي اَلْمَنَاطِقِ اَلَّتِي تَعِجُّ بِالْأَطْفَالِ وَاَلَّذِي أَرْعَبَ اَلْكَثِيرَ مِنْهُمْ وَأَفْقَدَهُمْ صَوَابُهُمْ . وَالصَّخَبُ اَلشَّبَابِيُّ اَلَّذِي يَحْدُثُ فِي اَلطُّرُقَاتِ وَفِي نِهَايَةِ اَلشَّوَارِعِ اَلْفَرْعِيَّةِ وَالتَّحَارْشْ بِالنِّسَاءِ وَالْجُلُوسِ أَمَامَ اَلدَّارِ لِتَدْخِينِ اَلنَّارْجِيلَا دُونِ أَيْ اِحْتِرَامٍ لَحِقَ اَلطَّرِيقُ وَاللَّبْسُ اَلصَّافُّ اَلشَّافْ وَتَعَاطِي اَلْمُخَدِّرَاتِ وَشُرْبِ اَلْكُحُولِ فِي مَنَاطِقِ اَلتَّنَزُّهِ وَعَلَى طَرِيقِ اَلْمَارَّةِ وَفِي أَمَاكِنِ سِبَاحَةِ اَلْعَوَائِلِ فِي اَلْأَنْهَارِ اَلْجَارِيَةِ وَغَيْرِهَا مِنْ أُمُورٍ تُزْعِجُ اَلنَّاسَ وَتُثِيرُ فِيهِمْ اَلْحِمْيَةُ وَالْغَضَبُ فَتَحَدَّثَ مَشَاكِلَ كَثِيرَةً بِسَبَبَ هَذِهِ اَلتَّصَرُّفَاتِ اَلْمَنْبُوذَةِ وَاَلَّتِي غَالِبًا مَاتَنْتِهِي بِكَارِثَةِ لَايْحَمَدْ عُقْبَاهَا . أَنَّ اَلْحُرِّيَّةَ يَجِبُ أَنْ تَنْتَهِيَ عِنْدَ حُدُودِ حُرِّيَّةٍ اَلْآخَرِينَ وَالْحُرِّيَّةِ يَجِبُ أَنْ تَقُومَ عَلَى اَلِاحْتِرَامِ اَلْمُتَبَادَلِ بَيْنَ أَفْرَادِ اَلْمُجْتَمَعِ لَا أَنْ يَتَصَرَّفَ اَلْمَرْءُ حَسَبَ هَوَاهُ وَلَيْسَتْ لَهُ عَلَاقَةٌ بِالسَّلْبِيَّاتِ اَلْمُتَرَتِّبَةِ عَلَى تَصَرُّفِهِ . أَنَّ اَلْبَعْضَ مِنْ اَلنَّاسِ فَهْمَ عَكْسِيًّا وَبِسَلْبِيَّةً بَحْتَة حُرِّيَّتُهُ اَلشَّخْصِيَّةُ وَاِتَّخَذَ مِنْهَا ذَرِيعَةً لِتَصَرُّفَاتِهِ اَلْغَيْرِ مَقْبُولَةً وَاَلَّتِي نَشَأَ وَتَرَبَّى وَتَرَعْرَعَ عَلَيْهَا . أَنَّ سُلُوكِيَّةَ اَلْفَرْدِ أَمْر قَائِمٍ بِذَاتِهِ مُرْتَبِطٌ اِرْتِبَاطٌ وَثِيقٌ بِالتَّرْبِيَةِ اَلصَّحِيحَةِ ، أَيْ أَنَّ أَوْلِيَاءَ اَلْأُمُورِ هُمَا مِنْ يَتَحَمَّلَا نَتِيجَةِ هَذِهِ اَلتَّصَرُّفَاتِ وْمَايِتْرِتْبْ عَلَيْهَا مِنْ نَتَائِجَ سَيِّئَةٍ ، لِزَرْعِهِمْ فِي اَلْمُجْتَمَعِ فَرْدًا تَنَكَّرَ لِكُلِّ عُرْفٍ وَتَقْلِيدٍ سَائِدٍ وَأَوْجَدَ اَلْمُبَرِّرَاتِ لِهَذَا اَلتَّصَرُّفِ بِأَنَّهَا حُرِّيَّةٌ شَخْصِيَّةٌ ، وَصَاغَ لِنَفْسِهِ شَخْصِيَّةً لَاتَعَتَرَفْ بِحُدُودِ اَلْأَعْرَافِ وَالتَّقَالِيدِ ، وَاَلَّتِي هِيَ أَسَاسُ اَلْمُجْتَمَعِ اَلسَّلِيمِ اَلَّذِي يَسُودُهُ اَلْأُلْفَةَ وَالْمَحَبَّةَ وَالتَّسَامُحَ وَالتَّعَاوُنَ ، وَابْسُطْ مِثَال عَلَى ذَلِكَ اَلْمُجْتَمَعِ هُوَ اَلْمُجْتَمَعُ اَلْقَرَوِيُّ اَلْمُتَمَاسِكُ اَلَّذِي تَرَبَّى أَفْرَادُهُ عَلَى كُلِّ مَا هُوَ خَيْرٌ وَهَذَا لَيْسَ تَفْضِيلاً لِفَرْدِ اَلْقَرْيَةِ عَلَى اِبْنِ اَلْمَدِينَةِ لَكِنَّ هِيَ حَقِيقَةُ مُسْلِمٍ بِهَا كَوَّنَ اَلْقُرَى مُجْتَمَع مُنْعَزِلٍ طَارِدٍ لِكُلِّ مَا هُوَ غَرِيبٌ عَنْ أَعْرَافِهَا وَتَقَالِيدِهَا ، بِاعْتِبَارِهَا مُجْتَمَعِ رَأْسٍ وَمَرْؤُوسٍ بِحُكْمِ عَلَاقَةِ اَلْقُرْبَى اَلَّتِي تَجْمَعُهُمْ بِعَكْسِ مُجْتَمَعِ اَلْمَدِينَةِ وَاَلَّذِي يَضُمُّ خَلِيط غَيْرُ مُتَجَانِسٍ مِنْ اَلنَّاسِ . لَايخَضَعْ أَفْرَادِهِ إِلَّا لِسُلْطَةِ قَانُونِ اَلدَّوْلَةِ اَلْمُغَيَّبِ قَسْرِيًّا . إِذَا يَجِبُ اَلْعَمَلُ عَلَى أَنْ تَكُونَ اَلْحُرِّيَّةُ اَلشَّخْصِيَّةُ حُرِّيَّةَ ضِمْنَ مُسَمَّيَاتِهَا وَسِيَاقَاتِهَا وَتَفَاصِيلِهَا وَاَلَّتِي يَجِبُ فِيهَا مُرَاعَاةُ حُقُوقِ اَلْآخَرِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَنَضَعُ نُصْبَ أَعْيُنِنَا اَلْمَرْدُودَ اَلسَّلْبِيَّ لِأَيِّ عَمَلٍ نَقُومُ بِهِ . أَنَّ اَلْحُرِّيَّةَ اَلَّتِي نَتَمَسَّكُ بِهَا اَلْيَوْمِ مَا هِيَ إِلَّا تَصَرُّفَاتٍ تُسِيءُ لِلْآخَرِينَ وَتَنْقُصُ عَلَيْهِمْ عَيْشُهُمْ وَأَوْجَدَنَا لَهَا مُبَرِّرٌ وَشَمَّاعَةٌ نَرْكَن إِلَيْهِمَا أَخْطَاءَنَا وَهُوَ فَهْمٌ خَاطِئٌ لِكُلِّ حَرْفِ مِنْ حُرُوفِ اَلْحُرِّيَّةِ اَلشَّخْصِيَّةِ . وَكَّلَ هَذَا هِيَ مَسْؤُولِيَّةُ اَلدَّوْلَةِ لِأَنَّهَا رَاعٍ أَوَّل ، وَالرَّاعْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ . دُمْتُمْ بِخَيْر

أحدث المقالات