إن الحرية الحقيقية لا يمكن الظفر بها إلا بالعبودية الخالصة المتمحضة للمطلق الحق جلَّ وعلا، لأن الإنسان وسائر المخلوقات مهما عظمت فهي محدودة ونسبية وليست مطلقة…
ونسبة النسبي المتناهي إلى المطلق اللامتناهي هي صفر..
إن سير الإنسان نحو المطلق الحق تعالى سيؤدي بالإنسان إلى رفض كل الأصنام التي تريد أن تستعبده،
فالقرب المعنوي من المطلق الحق هو التحرر الكامل من عبودية المخلوق…
ومن هنا يكتسب الدين الحق الأهمية الحضارية في حياة البشرية لإنه يمثل سنة تأريخية لا يمكن للإنسان أن يتحداها على المدى الطويل..
وليس الدين مجرد تشريع يطيعه البعض ويكفر به البعض كما يتوهم الكثير…
إن تحدي الإنسان للسنة التأريخية سوف يؤدي إلى اندحار المتحدي نفسه!!