الدول الفاشلة تكون الحروب المتكررة وسيلتها لمواجهة البطالة , قد يستغرب الكثيرون من ذلك , لكن المتأمل لمجريات الأمور وتوطن الحروب في تلك الدول , يكتشف أنها عاجزة عن إستثمار طاقات الأجيال الوافدة إلى مسارح الحياة , فتأخذ بها إلى ميادين الموت , فتستريح منها.
حصل ذلك في العديد من الدول التي تئن من زيادة عدد الناس وكثرة المواليد , ولا تجد أمامها حلا إلا الموت , الذي تترجمه الصراعات والحروب.
البطالة تعالج بإقترابات متنوعة , ولا يمكن للموت أن يكون حلا لها.
ولهذا فالدول القوية تأخذ على عاتقها توفير فرص العمل بتزايد مضطرد , وحكوماتها تتفاخر بأنها أوجدت كذا عدد من فرص العمل خلال شهر أو عام.
أما الدول القاشلة فتتأوه من البطالة وتعجز عن معالجتها بأساليب علمية إستثمارية وطنية , فتبحث عن منافذ للتخلص من العاطلين عن العمل فترميهم في أتون الحروب الدامية.
وذلك فرق شاسع بين التقدم والتأخر , بين الفشل والنجاح , فرص عمل مفقودة وفرص عمل مبتكرة , والفقر والجوع , والغنى والشبع , البؤس والسعادة , والفاقة والحرمان , والنعيم وإحترام قيمة الإنسان , تلك معادلات معاصرة , تتنافى مع تصورات وتطلعات نباشين القبور , ومستحضرين غوابر الدهور.
ووفقا لذلك فالدول الفاشلة لن تتحرر من قبضة الحروب , لأنها من ضرورات ديمومتها , ووسائل تسلطها على المواطنين المكبلين بالسطوة الخلاقة.
فالحكم يكون بإلهاء الناس بالصراعات الداخلية والخارجية , ولن تهدأ نيران الويلات , ما دامت الكراسي مغفلة وتنفذ أوامر أسيادها , وتؤمّن مصالح الطامعين بالبلاد والعباد.
نعم الصراعات بأنواعها من أهم وسائل البقاء في السلطة في الدول الفاشلة.
فهل وجدتم دولة فاشلة لا تهرع لإذكاء الصراعات بين أبناء مجتمعها؟!!
د-صادق السامرائي