الحروب أيا كان نوعها تتسبب بإيقاد العقول البشرية في أماكن متعددة من الكرة الأرضية , وينجم عنها مبتكرات ومخترعات غير مسبوقة.
وعقب أي حرب لا بد من ثورة تكنولوجية وإختراعية ما , فالحرب العراقية – الإيرانية التي إستمرت لثمان سنوات , كان لها تأثيرها على العقول البشرية , وربما تسببت بإنطلاق الثورة التكنولوجية في نهاية القرن العشرين!!
والحرب الدائرة اليوم في أوكرانيا , ستتسبب بثورات جديدة على مستويات متنوعة , وستؤدي إلى إبتكارات وتفاعلات بآليات أخرى.
فهل أن الحروب من ضرورات التقدم والرقاء الدنيوي؟!!
لا يمكن الجزم بجواب قاطع , لكن المتكرر في التأريخ , أن الحروب تؤدي إلى ولادات جديدة من رحمها , ذات قدرة على التواصل بإتجاهات أخرى.
فلو قارنا واقع البشرية قبل الحرب العالمية الأولى وما أصبحت عليه بعدها لتبين لنا صدق الملاحظة , وكذلك معاينة الأحوال البشرية قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها , سيؤكد أن الطفرة الهائلة في مستويات المعارف والعلوم قد أسست لها تلك الحرب المروعة.
ترى هل أن الحرب الدائرة على الآرض الآوكرانية ستنقل البشرية إلى محطات تفاعلية مغايرة لما ألفناه؟
بناءً على مسيرة البشرية في القرن العشرين , يمكن القول بثقة أنها بالتأكيد ستدفع بالسلوك البشري نحو إيقاعات وأنساق جديدة متوافقة مع إرادة القرن الحادي والعشرين.
أي أن البشرية لن تكون كما كانت عليه قبلها قطعا!!
فبماذا ستأتينا ؟
وهل سنستشرف معطيات الآتيات قبل وصولها إلينا , وسحقنا بسنابكها كما فعلت سابقاتها في القرن العشرين؟
علينا أن نتفاعل لا أن نتساءل!!
فهل من فعل وإقدام ووتوثب؟!!