العوامل الإقتصادية لها الدور الأساسي في نشوب الحروب منذ الأزل , فالأقوام بأنواعها كانت تتقاتل للحصول على الغنائم وهي مكاسب إقتصادية.
وكلما تمر المجتمعات في أزمات إقتصادية تقفز نحو الحروب للفوز بالغنائم , وفي الزمن المعاصر تنتعش مصانع الأسلحة ويزداد بيعها , فمبيعات الأسلحة في الدول القوية عماد إقتصادها , لأن صفقاتها مليارية وذات شروط وإلتزامات قاهرة للمشتري , ومؤكدة لهيمنة البائع وسطوته.
واليوم تعيش دول العالم ضنك إقتصادي ولا خيار أمامها للخروج من قبضته , إلا بتأجيج الحروب وتنشيط مصانع السلاح وفتح أسواق جديدة لها.
ووفقا لذلك فالدول المتأخرة تكنلوجيا ستكون سوحا لها , وسيتم إبتلاع عدد منها بشتى الأعذار , وسينتعش إقتصاد الدول الغازية لأنها ستصادر ثروات الدول التي تحولت إلى أهداف.
واللعبة أن يتم إيهام الدول المعنية ببعبع قريب يستهدفها , وعليها أن تشتري الأسلحة وتستنجد بالدول الطامعة بها لحمايتها.
فاللعبة ثابتة ولا يتغير فيها سوى اللاعبون , وسيغيب لاعب وسيحل مكانه لاعب آخر , فالمطلوب أن تأكل الكثرة نفسها وتفنى ذاتيا.
فالإستعمار نظام إقتصادي , وما تبدل لكن أساليبه تغيرت , ومغانمه تنامت , ومطامعه تعاظمت , والضحايا يتمرغون في صراعاتهم مع بعضهم , ويتناسون ثرواتهم المستباحة من قبل القوى الفاعلة فيهم.
والحرب خدعة , وما أكثر الخدع والمخدوعين بالضلال والبهتان السقيم!!