28 ديسمبر، 2024 6:45 م

لعبة الحروب المعاصرة أصبحت تختار ميادينها وسوحها بعيدا عن الأطراف المتحاربة , وهذا ما يحصل في أوكرانيا وبعض الدول الأخرى.
الأطراف المتحاربة تختار دولة ما , وتوهم شعبها بما تريده وتسخره لتحقيق أهدافها , فبلاده مدمرة , وأوهامه متفاقمة , وهم يحصدون ما يريدونه بلا خسائر مادية أو بشرية من طرفهم , فالخاسر الأكبر اللاعبون في الميدان.
تأملوا ما يحصل في أوكرانيا وباقي الميادين المستعدة للعب دور الدمية الضحية , للحفاظ على تفاعلات الدول المتحاربة فوق أراضيها.
ماذا خسرت الدول التي تحارب روسيا في أوكرانيا؟
إنها تمد بالسلاح والمال , وأوكرانيا في مسيرة خراب ودمار متواصل وشعبها يهرب , والآلاف يتوسدون التراب , والدول المتحاربة تضحك على رموز نظامها الحاكم الغارق في أوهامه والمحلق في أحلامه , وكأنه في إنقطاع عن واقع ما يجري حوله من ويلات.
قال أحدهم : أن المرشد الأعلى قرر أن لا تكون لإيران حرب على الحدود بعد الحرب العراقية – الإيرانية , ولا بد لها ان تكون في ديار الآخرين , وحصل ذلك منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وبموجب هذه الرؤية فمدن المنطقة تمارس الحروب بالنيابة والفاعل يمدها بالمال والسلاح , وعليها أن تنفذ برامجه وتحقق مشاريعه.
والواقع أن بلدان الأمة إنضوت تحت هذا الدور منذ نهاية الحرب العالمية الثانية , وتواصلت بتأمين مصالح الطامعين فيها بإذكاء الحروب البينية.
ولهذا ما حقق العرب تقاربا وحدويا أو إتحاديا , ولا نجحوا في بناء بلدانهم وتأمين سلامة وسعادة الأجيال , بل دثروهم بالحرمان والقهر والعوز , وكلما نهض جيل أوقدوا له نيران الحروب العبثية القاصية بإنهاكه ودماره.
وتلك لعبة لا تزال جارية في بلدانٍ ببعضها وما فيها لاهية!!