23 ديسمبر، 2024 3:06 م

الحرف …. والسهولة

الحرف …. والسهولة

حرفة الفساد ..وحرفة القساوة .. وحرفة الرشوة ..وحرفة المذهبية ..اجتمعت في مطعم النصب والقتل والاحتيال والفتوى ..ديوان الرقابة المالية ..هيئة النزاهة ..مكاتب المفتشون ..اجتمعت في مطعم التواطؤ والكسب الحرام وتمويه وحرف قضيا النهب والتستر على الفاعلين..والغلابة اجتمعت على الرصيف تستجدي الماء والكهرباء والرغيف الحلال .

في بلادي كثير من المتحدثين والمتفيهقين يظهر نافخ عضلاته في المجالس والفضائيات ..يبتسم ويقول بلادنا تشتهر بنهرين عظيمين تملؤهما مياه تفيض بالخير ونغرق احيانا .. وبثراء المعادن والفوسفات وعلى رأسها نعمة النفط ويبشر بالحياة الهانئة والوفير من الخيرات. وينام الطفل العراقي ويصبح على رصيد في البنك ووالده سائح في بلاد الشرق والغرب وأمه في بيت الله الحرام ..وينعم كما ينعم أمثاله أطفال دول الخليج بل أكثر لأنهم يفترشون الصحراء القاسية ونحن نتوسد ضفاف الأنهر وارض خصبة مفتونة..ولا تنسى السياحة الدينية وما تدر من خيرات !! يحدث هذا في كل الأوقات من تاريخ العراق إذا اشتدت الأزمات والبحث عن مخرج يضحك به على الناس أو تخديرهم لحين انتهاء مفعول الدواء .. في حين انك كمواطن تبدأ حياتك بكثير من العقبات والمنغصات لا تستطيع دخول الجامعة بسهولة ولا تختار الكلية والقسم الذي يناسبك بسهولة ..ولا تحصل على الوظيفة بسهولة ..ولا تنجز معاملة بسهولة .. وإذا مرضت لا تجد المعاملة الحسنة والمستشفى والدواء بسهولة !! كل الذي يفرض عليك بسهولة الصياعة والبطالة .. أم إذا فكرت في السفر فملعون أبو الدنيا ..كيف السبيل إلى الجواز ولا يوجد طريق غير التهريب بين الأمتعة أو بين الماعز والماشية المصدرة ..إذا كنت محظوظ وتفلت !! أم إذا قفشتك سلطة الكمارك فالويل لك من متآمر وجاسوس ومصيرك مع الليالي السود ودهاليز نظام أعوج لا يعرف غير لغة الإجرام والقتل ولا يرف له جفن .. وكيف تقضي الأيام ؟..فأي خير يفيض به البلد ؟

لا تستغرب فسبايكر تدل على مآثرهم وآثارهم وسبقتها حلبجة والأنفال والمقابر الجماعية التي نستها الحكومة كجريمة إبادة إنسانية..نقولها للجيل الناشئ حتى يعرف ما عمله الحكام السابقين بنعم البلد من خيرات ذهبت في مهب الحروب وما حصدناه لا قيمة ولا اعتبار كبشر ومواطنين آمنا بالتغيير وفرحنا بزوال النظام وسقوط الصنم وخرجنا من حفرة التسلط لنسقط في حفرة اللاقانون والميلشيات المتحكمة في رقاب الناس..الشيء الذي لمسناه وصار واقع هو الحرف الجديدة براءة اختراع المحاصصة التي ملئة جيوب البرلمانيين وأصحاب المعالي بالسعادة وبالدولارات والعمارات.. والسهولة في قطع الرؤوس ورمي الجثث في الشوارع ببراءة اختراع التوازن بين الشيعة والسنة .. والحرف تخدم بعضها بسهولة !!