2 ديسمبر، 2024 6:29 م
Search
Close this search box.

الحرث السوري ومناجل الفرقاء!!

الحرث السوري ومناجل الفرقاء!!

سرعان ما انبرت الاصوات تصدح بالتحليلات عما يمكن أن تؤول اليه نتائج الحرث السوري بعد سنوات من الأحداث التي حرقت الأرض وحاولت إعادة زراعة الجغرافيا البشرية والأمنية السورية بشتى انواع المتناقصات تحت عنوان عريض الحرب بالوكالة ما بين مصالح صهيونية بأدوات إسرائيلية وأخرى تركية ثم خليجية مقابل وحدة الساحات الإيرانية لفيلق القدس.. يضاف لها أدوات محلية ابرزهم اكراد سوريا بتنوعات متضاربة منهم مع حزب العمال التركي اخرين مع القوات التركية.. في مقابل هذا المشهد واصلت القوات الروسية دبلوماسية ديمومة بقاء نظام الأسد.
هذا الحرث السوري ليس بمعزل عما سبق وان نشرته في مقالات متعددة عن القرار الصهيوني من واشنطن ولندن وموسكو حتى طهران مرورا بعواصم الخليج العربي وتحالف الشام الجديد.. حول اليات وأساليب إطلاق الصفحة الجديدة من الشرق الأوسط الجديد وصفقة القرن… التي ربما تقارب نموذج اتفاق سايكس بيكو لتوزيع اراضي الدولة العثمانية المهزومة إلى نموذج إعادة توزيع إدارة الموارد التنموية تحت عنوان السلام الابراهيمي!!
هذا العنوان العائم للسياسات الصهيونية معبرا عنها بإدارة ترامب الجديدة…. انما تبدأ فعالياتها قبل أداء ترامب القسم الدستوري لولاية رئاسته الثانية.
وايضا كما سبق وان كررت القول ان جميع الفرقاء في الشرق الأوسط والعواصم الدولية تحت قيادة القوى الصهيونية العالمية في عصرها الجديد.. يعملون على إعادة تعيين اعدادات المنظور الاستراتيجي.. وما حصل في غزة ثم جنوب لبنان.. واليوم في سوريا ليس مساعي لتغيير الواقع الافتراضي لتلك الحدود التي ولدت في اتفاق سايكس بيكو. بل في إعادة توطين العصر الصهيوني الجديد وإطلاق قطار الشرق الأوسط الجديد.. هذا ما فهمه محمد بن سلمان وأسس وفقه رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ وأسس منطقة نيونيم.. برعاية صهيونية تغادر فيها السعودبة عصر النفط إلى عصر اقتصاد المعرفة بمختلف انواعها.
فيما حاولت إيران فرض نمودجها لوحدة الساحات بعنوان الاستحقاق الشيعي بعد ١٤٠٠ عاما من الصراع وان كان ذلك على شفا امتلاك السلاح النووي.
وكانت واشنطن اول من بدأ هذا المشروع لاحتلال العراق ثم الربيع العربي.. وصولا اليوم الى حل الدولتين… ممقابل حل الدولة الواحدة!!
كل ذلك يؤكد ان إدارة الحرب بالوكالة وتسويق الاضاليل فكريا مرة ومصالح متضاربة مرة أخرى.. تتطلب تحليل أصحاب المصلحة ما بين مواقف وطنية خالصة. وكما نقول مطلوب عقد اجتماعي لعراق واحد وطن الجميع.. أيضا مطلوب ذلك لسوريا َ ولبنان واليمن ومصر والاردن.. دولة وطننا للجميع.
لان البديل.. سيكرر في سوريا نموذج (الملاذ الامن) للاكراد.. ونماذج من مطالبات حقوق الإنسان وفق المنظور الأمريكي لاحزاب المعارضة السورية!!
كل ذلك سيحول النظام البعثي السوري إلى نموذج الهشاشة الذي عرف به عراق الحصار في عهد عقوبات دولية!!
او الموافقة على البديل… وتحويل النطام من حالة العداء المبيت مع إسرائيل وتطوير اتفاق وقف إطلاق النار في الجولان إلى اتفاق سلام أقرب إلى اتفاقات اوسلو او وادي عربة!!
على الجانب الاخر.. هناك مواقف وأوراق عمل على الأرض لكل من إيران وتركيا.. كلاهما يسعى لوضعها على طاولة المفاوضات مع فريق ترامب المقبل.. مفاجأت الحرث السوري تؤكد ان الأصابع الصهيونية تعزف سمفونبة أخرى.. لقياس ردود الأفعال.. موسكو بانتظار حسم حربها الأوكرانية بأقل الخسائر واكبر الأرباح.. تركيا ستبقى الحليف الأمين للعصر الصهيوني الجديد.. أما إيران فهي أيضا بانتظار التسوية مع فريق ترامب وهذا يتطلب تواجدها في الحرث السوري وان كان بفصائل عراقية من فيلق القدس.. وتلك فرضيات الفرص الأفضل لمشروع الحلم الكردي في التوصل إلى نموذج متقدم يؤسس لدولة مهاباد جديدة.
كل هذا الحرث وفريق ترامب في طور التشكيل.. السؤال كيف سيكون نوع الحصاد؟؟
ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!

أحدث المقالات