توحد السارقون واللصوص وتوابعهم في عموم العراق ممن يديرون شئونه وثرواته عندما أثير تساؤل مهم ومنطقي وقانوني حول ماهية وحجم الموارد المالية ومصادرها وكيفية التصرف بها التي تحققها المرجعيات الدينية والعتبات التابعة لها والتي أثارتها قناة الحرة في برنامجها وتقريرها ” الحرة تتحرى ” حيث إن حجم الموارد المالية والمادية الضخمة غير معلومة وغير مصرح بها ولا يسمح بالكشف عنها . وتعالت الأصوات والإحتجاجات الثورية من قبل هؤولاء اللصوص وحاشيتهم والمؤسسات المسيّسة وبعض الأغبياء والجهلة مستنكرين المساس بالمراجع والشخوص الدينية كونهم يمثلون ” خطوط حمراء ” ومتوعدين القناة والعاملين في البرنامج ، وأول إجراء كان وقف القناة لمدة ثلاثة أشهر على أن يعقبها ” إجراءات أخرى ” لاحقاً . ليس من المستغرب ، بل من الطبيعي جداً ، أن تثور ثائرة اللص عندما توجه أصابع الإتهام اليه فيثرثر ويُغالط ليبعد الشبه عنه . وهذا هو الحال بالضبط عندما أثير موضوع الموارد المالية التي تستحوذ عليها المرجعيات والعتبات والشخوص والفروع التابعة لها . فثارت ثائرتهم وآزرتهم جموع من المنتفعين والجهلة والأغبياء والمغيبين معلنين إستيائهم وإعتبار هذه الزمرة من اللصوص ” خط أحمر ” لن يجرأ أو يُسمح لأي كائن أن يسأل أو يستفهم عن مصير تلك الأموال الهائلة التي يدفعها المغفلون والمغيبين طوعياً وبكامل إرادتهم بصيغة زكاة أو الخمس . إن عدم السماح للسؤال أو الإستفسار عن مصير تلك الأموال تحت ذرائع ” القدسية ” ، هذا المصطلح السحري الذي وُجِد لتكبيل عقول الناس البسطاء من الجهلة والأغبياء وهم كثر في المجتمع العراقي ، هو للتعتيم على مصادر هذه الموارد وحرية تصرف هؤلاء اللصوص بها لأغراضهم الشخصية والذاتية . ماذا يمنع من التساؤل عن عشرات بل مئات المليارات من الدولارات التي تصب في جعبة هؤلاء اللصوص والتي يدفعها هؤلاء الأغبياء المغيبين ، ثم لماذا ردت الفعل الجنونية المرتبكة لتلك المراجع والشخوص والقيادات الدينية إذا كانوا حقيقةً شرفاء ومؤتمنين على أموال الزكاة والخمس ، بإمكانهم ببساطة بيان الحقائق والوثائق التي تثبت مصادر تلك المليارات من الدولارات وأوجه صرفها لكي تبرئ ساحتها ولكن ما حصل هو عكس ذلك لكي يستمر التعتيم على من هم المستفيدون من هذه المليارات ، حيث ان تحقق أي موارد مالية لأي جهة كانت في بلد ” محترم ” لا بد أن يخضع لقوانين الرقابة والضريبة وغيرها مما يتطلب الشفافية في الإفصاح عن مصادرها وحجمها وأوجه التصرف بها . وهنا فإني لست بصدد إنتقاد تلك المراجع والعتبات والرموز الدينية كونها تستحوذ على تلك المبالغ الهائلة من الدولارات وإنما إنتقادها لعدم الإفصاح عنها وإخضاعها لقوانين الدولة ( إذا كانت هناك دولة ) . فالمليارات من الدولارات أو العملات الأخرى التي في حوزتها هي من حقها وملك لها ما دامت ملايين من الجهلة والأغبياء يستقطعون جزء من مواردهم الذاتية ويهبونها طواعياً لهؤلاء المعممين . فليس هناك أجمل من أن يجلس الشخص في داره ويتوافد عليه الملايين من المخلوقات وتعطيه مبالغ دون أي مقابل ، فهذه قمة الذكاء لمثل هؤلاء الأشخاص وفي نفس الوقت تعكس قمة الغباء والجهل لتلك المخلوقات المانحة . وهنا ينبغي الإعتذار عن تسمية هؤلاء المعممين باللصوص والأصح إنهم ” رجال أعمال معممين ” تجارتهم تسويق الأفكار والممارسات الغيبية على شريحة من أغبياء المجتمع وهم مع الأسف بالملايين .
قناة الحرة في برنامجها ” الحرة تتحرى ” بإثارتها هذا الموضوع المهم والكبير والتقرير المعد من قبل الإعلامي معن الجيزاني تحاول أن تثقف العراقيين على إستخدام عقولهم بشكل طبيعي وتشجيعهم على ثقافة السؤال والتحري بشجاعة دون إنقياد أعمى لشخص أو رمز أو مرجع أو صنم ومحاولة خلق وعي منطقي وواقعي للفرد العراقي للخروج من غيبوبته التي أرضعها هؤلاء المعممون للناس البسطاء . فعلى جميع العراقيين ( من غير المغيبين ) أن يرفعوا صوتهم عالياً ويسألوا بموضوعية ” ما هو حجم الموارد المالية والمادية التي هي بحوزة المرجعيات والعتبات والشخوص والرموز الدينية ومصادرها وأوجه الصرف ، فهي على الأقل من حق البسطاء الذين منحوا تلك المليارات من الدولارات للتساؤل عن ما آلت اليه تبرعاتهم . أليس هذا هو المنطق ؟ أليس من حق المواطن أن يسأل عن كل شيء بمعزل عن خطوط الأغبياء والجهلة الحمراء ؟ للعلم إن اللون الأحمر هو دلالة على الإثارة والجنس والحفلات الصاخبة والمثيرة في الملاهي والبارات وعليه احتراماً للمرجعيات والشخوص والرموز والقيادات ينبغي ألتفتيش عن خطوط بألوان أخرى غير الأحمر الذي يعكس الإثارة الجنسية والرذيلة وإلا سيكونون بنفس هذا المستوى .