23 ديسمبر، 2024 12:48 ص

” الحرب و السلم ” – اوكرانيا .!

” الحرب و السلم ” – اوكرانيا .!

 كَيما لا يذهب امرؤٌ او امرأةٌ بعيداً او قريباً , نشير أنْ العنوان اعلاه ليس اقتباساً او اشتقاقاً من رواية ” الحرب والسلم ” الشهيرة للكاتب الروسي الشهير” ليو تولستوي ” , لكنما هنالك < بضعة > وقائع تفرض نفسها في التعرّض لمسألة السلام والحرب في اوكرانيا . إذ شهدت الشهور والأسابيع القلائل الماضية تداولاً وتناولاً لضرورات بذل مساعٍ دوليةٍ ” محددة ” لإيقاف الحرب بين الرّوس والأوكران , وقد تمثّل ذلك بإتصالاتٍ وزياراتٍ ميدانيةٍ فرنسيةٍ قام بها الرئيس ماكرون الى الكرملين , لكنها جميعا باءت بالفشل الذي لايمكن العودة اليه فرنسياً بعد تعرّض ماكرون لإهانةٍ تتجاوز العرف الدبلوماسي من الرئيس بوتين , وما لبث أن عاد أمر البحث عن وساطاتٍ ومحاولاتٍ لوأد القتال الشرس الذي يزداد عنفاً والذي في طريقه لعنفٍ أعنف .! بإشارةٍ اولية او تلميحية لإستخدام اليورانيوم المنضّب ضدّ الجيش الروسي , وبدأتها لندن في ذلك قبل سواها , حيث تتوّجت سلباً تلكُنَّ المساعي للجوء الى الصين في محاولة التوسط بين العدوّين اللدودين , وما فنئت الدعوات تنطلق وتصدح بهذا الشأن .

دونما تشكيكٍ بصدق النوايا لمحاولات وقف الحرب المندلعة < على الرغم من التغذية الواسعة لصبّ المزيد من الزيت على النار ورفع حرارتها الى اعلى مستوىً > , لكنه في حقيقة الأمر فإنّ فكرة ايقاف الحرب في هذا الظرف الزمني – الدولي وبدفعٍ واندفاعٍ من الأمريكان والناتو بالإتجاه المعاكس , فلَم يعُد قابلاً لا للهضم ولا للمضغ على اصعدة الرأي العام العالمي والإقليمي , ونُخب الإعلام والعلوم السياسية على الأقل .

   للتطرّق الموضوعي الى وقف العمليات القتالية بين موسكو و كييف , ينبغي إرجاءه وتأجيله وفقَ ما سيفرزه الهجوم الروسي الكاسح الكبير , وكذلك ما يقابله من القوات الأوكرانية , وهما الهجومين المرتقبين اللذين تتوسّع التقارير الصحفية في الحديث عنها وتوقيتاتها التقديرية المفترضة , وما قد يتخللّه ذلك من مفاجآتٍ ما واستخدامٍ لأسلحةٍ ربما لم تُستخدم من قبل , وما الى ذلك , ويترآى أنّ القيادات العسكرية للناتو تحدُّ اسنانها وانيابها لتحقيق وانجاز ما لم يكن ممكناً طوال سنةٍ ونيف من هذه الحرب التي لم تكن دامية بعد , وفق المفهوم العسكري الدامي وربما الدموي!

   النتائج التي ستفرزها الهجومات القادمة وما تنتجه من معادلات جديدةٍ على الأرض او جبهات القتال وتغيير خارطتها , هي التي ستتيح وتفسح المجال عن الطرائق والكيفية والماهية للتحدّث والسعي لعنونةٍ جديدةٍ لمفهوم ” الحرب و السلم ” بعيدا عن رؤى الراحل السيد تولستوي .!