التناقضات بين تصريحات بلينكن ونتنياهو حول الهدنة والتهدئة المفترضة ومتطلباتها , واصرار نتنياهو على إبقاء قواته في شريط فيلادلفي ومحور ” نتساريم ” الذي ترفضه مصر ايضا وبشدة , يبدو أنّ التباين في تلكم التصريحات وكأنّه مُتّفقٌ عليه وربما مسبقاً … الأكثر غرابة في غرابة هذه الهدنة التي يروّجون لها الأمريكان ” ويشيرون الى تنفيذها خلال الأيام المقبلة وليسَ اسابيع ” , فإنّ حركة او قيادة حماس لمْ تُبدِ رأيها في ذلك ( سلباً او ايجاباً ) لغاية الآن .! ولعلّ ذلك مقصوداً .! … فالمسألة – المعضلة وصلت الى مرحلةٍ تقتضي تغذية سياسية اوسع ” وربما عسكرية ” من جَبهاتٍ أخرياتٍ من خارج القُطّاع.
من المفارقات أنّ ادارة بايدن تبدو عجلى لتنفيذ هذه الهدنة اكثر من حكومة نتنياهو , ولأسبابٍ معروفة .!
ايضاً , فإنّ التحوّل لتركيز الهجمات العسكرية الإسرائيلية على قواعد ومستودعات الأسلحة الصاروخية المخفية لقوات حزب الله , كمحاولة لإجهاضٍ ممنهج واوّلي لهجومٍ مرتقب ومفترض وواسع النطاق للحزب , فهذا ما يتصدّر ويتسيّد المشهد السياسي – العسكري المشترك للقيادة الإسرائيلية وبكلّ ما أوتيت اسرائيل من قوّةٍ مدعومة اكثر فأكثر من الأمريكان .!
يترآى كذلك من الزاوية الإعلامية ذات العلاقة .! , أنّ التنفيس شبه الوحيد لحلحلة حل هذه الأزمة الشديدة التأزّم , فيكمن عبر تصعيد – التصعيد النوعي , وليس من آل صهيون فحسب .!
يحزُّ في النفس جداً ما يتعرّض له الجنوب اللبناني والمدنيين والعوائل من المَحرقة الممنهجة لصواريخ مقاتلات العدوّ , وَسْطَ صمتٍ عربيٍ شديد الخَرَس المقصود , وبمباركةٍ دونما حياء ” تدوسُ على الكبرياء القومي ” , من الجامعة العربية < التي تطرح ولا تجمع > في كلّ الأزمات العربية الكبرى , وكأنّها مُصمّمة ومخصصة لهذا الشأن .!