التأريخ الأوربي مشحون بالحروب الطاحنة ما بين دول القارة , وما هدأت أوارها , بل خفتت قليلا بعد الحرب العالمية الثانية , بمحاولات لإيجاد صيغة الإتحاد الأوربي كدريئة لمنعها.
وقد خرجت منه بريطانيا وربما دول أخرى ستخرج أو سيتآكل , لكن موضوع الحرب سلوك غائر في الأعماق الأوربية ولا يتغير , أي أن الحياة لا تستقيم من غير حرب , وكأن الحرب حاجة مصيرية لتتواصل وتزدهر.
ويبدو أن التطورات متسارعة في أوربا وغيرها من القارات نحو السقوط في هاوية الحرب الكونية الجديدة , التي عليها أن تكون في هذا العقد الساخن المشحون بالإضطرابات والسيئات.
ومن الواضح أن المحاور تتشكل بتعجيل متسارع , والجميع صار يدرك أن ساعة الصفر ربما إقتربت , وإطلاقة الحرب المدوية ستنطلق في وقت يلوح في أفق حزين , فهذه الإطلاقة النووية ستحصل في دولة أوربية ما , وسيتم إتهام هذه الدولة أو تلك حتى تتأجج التحديات والمهاترات , ويتم الضغط على زناد الوعيد والفناء والثيور الأرضي.
لتستحيل الأرض إلى عصف مأكول.
وعلامات هذا الإنتحار بدأت تتراكم وتتنامى , فالدول الأوربية تواجه روسيا التي لها محاور وقدرات فتاكة , ومن الجانب الآخر هناك كوريا الشمالية والصين ودول إقليمية في الشرق الأوسط وآسيا.
أما القوة الأعظم فأنها ستلقي بحملها في آخر المطاف , لكي تحصد السيادة والتحكم بمصيرالأطراف.
فأرواح الملايين من المخلوقات ستخطف بلمح البصر!!
وربما سيتحول الماء إلى نار بفعل تأثيرات الإنفجارات المهولة.
ولا يُعرف إذا كانت الأرض لها القابلية على إحتمالها , أم أنها ستنزع غلافها الجوي وتتحول إلى هباء منثور , أو غبار كوني تتلقفه الأجرام الأخرى.
إن مفردات التفاعلات وعناصر الأحداث تشير إلى أن الخطوات نحو حرب عالمية فظيعة بدأت تتسارع , وتقترب من لحظة الصدام العنيف , وقد تقرع آخر أجراسها في أية لحظة وبغتة من غير سابق إنذار!!
فهل من قيادات حليمة؟!!
وهل سترعوي القوى المتحفزة للثبور؟!!
د-صادق السامرائي