24 ديسمبر، 2024 5:43 ص

الحرب في غزة وفي لبنان بوصلة المشروع الامريكي الاسرائيلي الغربي

الحرب في غزة وفي لبنان بوصلة المشروع الامريكي الاسرائيلي الغربي

الآن دخلت الحرب الاسرائيلية على غزة؛ في السنة الثانية من دون ان تحقق اي من اهدافها او اهداف نتنياهو، ولسوف لن تستطيع تحقيق اي من اهدافها، بل ان العكس هو الصحيح. المقاومة الفلسطينية تزداد قوة وتماسكا؛ فهي بعد سنة كاملة من الجرائم التي ارتكبتها دولة الاحتلال الاسرائيلي، وادعاء نتنياهو وكل حكومة اجرامه من انهم تمكنوا من تفكيك المقاومة وهي الآن لم يعد لها وجودا مؤثرا على ساحة المعركة؛ قامت المقاومة الفلسطينية بمهاجمة تل ابيب برشقة صاروخية، بعد تصريح نتنياهو بساعات. المقاومة لا يمكن لحكومة الاجرام الصهيوني؛ ان تقضي عليها مهما طال امد حربها على غزة وغير غزة من فلسطين المحتلة من قبل عصابات بني صهيون. انه من اكبر الاوهام ان يعتقد نتنياهو او غيره من اركان حربه، في هذه الحرب المجرمة، وفي هذا الزمن او في اي حرب اخرى في زمن اخربعد انقضاء هذا الزمن؛ فالمقاومة اي مقاومة لشعب تحتل ارضه بقوة سلاح، لا يمكن ان يستسلم ابدا. هذا هو ما علمنا تاريخ البشرية له، في حقبها، وفي كل الشعوب التي تعرضت للاحتلال والغزو، والاهم هو تاريخ نضال وجهاد الفلسطينيين خلال قرن من الآن. الا ان دولة الاحتلال الاسرائيلي على ما يبدوا لم تتعلم من دروس التاريخ، او هي اي مسؤولوها يعرفون دروس التاريخ هذه، الا انهم يقفزون فوقها؛ بدفع من استراتيجيتهم التوسعية العدوانية، وبدعم ومشاركة من امريكا، بل بدفع منها. اسرائيل نتنياهو تحاول بكل ما لها من جهد وقوة وقدرة عسكرية مدمرة، المصنوعة في مصانع السلاح الامريكي؛ على توسعة الحرب. ظنا منها بان هذه السياسة الاجرامية، وبديدنها بحروب التدمير والتخريب والقتل واشعال الحرائق؛ سوف تقود على تحقيق كل ما تسعى اليه من تصفية المقاومة الفلسطينية الى تصفية المقاومة اللبنانية، والى تصفية بقية المقاومة للمشروع الامريكي الاسرائيلي في المنطقة العربية، وفي جوارها. ان هذه السياسة الاسرائيلية الامريكية؛ سوف تفشل مهما طال امد العدوان ومهما توسعة جرائم هذا العدوان. ففي لبنان يشن الجيش الاسرائيلي حربا اجرامية على جنوب لبنان، وهو الى الآن لم يحقق اي من اهدافه التي يعلنها او انه قد اعلنها، ولن يحققها مهما طال زمن اجرامه سواء في غزة او في لبنان. نائب امين حزب الله، السيد نعيم قاسم، وفي خطاب له مؤخرا؛ قال بان الحزب يثق بالأخ الاكبر نبيل بري في سعيه على ايقاف اطلاق النار. نتنياهو قال هو الأخر بان اسرائيل لن توقف حربها على لبنان الا بعد نزع سلاح حزب الله، وتفكيك بنيته التحتية. هذه التصريحات تم تفسيرها او قراءتها من قبل الصحافة والتحليلات السياسية؛ بانها اشارة على قبول المقاومة اللبنانية على وقف اطلاق النار مقابل ان توقف المقاومة دعمها للمقاومة في غزة وفي كل فلسطين، وان نتنياهو بتصريحه سابق الاشارة له يؤكد؛ ان اسرائيل نتنياهو لن تقبل بوقف اطلاق النار، الا بعد القضاء على المقاومة اللبنانية. تأتي كل هذه الحروب الاسرائيلية على كل المقاومة في المنطقة العربية وفي جوارها؛ في وضع اقليمي وعربي ودولي مشحون بالمتغيرات والتحولات، وبالصراع والحروب التي تقود ان تنتهي بها هذه التحولات الدولية والعربية والاقليمية، ووسط الترقب او الانتظار؛ ماسوف تقوم به اسرائيل من ضربات هددت بها ايران، وحجم وسعة ونوعية هذه الضربات المنتظرة. كلها تأتي في وقت واحد، وبأهداف واحدة، في الذي يخص المنطقة العربية وجوارها وبالذات القضية الفلسطينية، والمشروع الامريكي الاسرائيلي الغربي فيها. عباس عراقجي، وزير خارجية ايران، قال مؤخرا؛ ان ايران لسوف ترد على اي هجوم اسرائيلي عليها، لكنه صحح لن تستعجل الرد. مستشار الحرس الثوري الايراني قال في وقت كتابة هذه السطور المتواضعة؛ ان اسرائيل لا تستطيع شن حربا شاملة على ايران، وان القوات الايرانية على هبة الاستعداد لذلك. من الجانب الثاني قال نتنياهو في ذات الوقت، وفي تزامن مع تصريح مستشار الحرس الثوري الايراني؛ ان اسرائيل تقاتل ايران لوحدها من اجل العالم الحر. كل التصريحات الامريكية سواء من وزارة الخارجية الامريكية او من البيت الابيض؛ تؤكد بان اسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، لكنهم اكدوا ايضا؛ بان عليها او ان يكون ردها مدروسا، والذي يفهم منه؛ ان لا يقود الى توسعة الحرب او الصراع. تتحدث اغلب المصادر الصحفية والتحليلات السياسية؛ بان الكيان الصهيوني لسوف يضرب المنشآت النووية الايرانية، والبنى التحتية للصناعة النفط الايرانية. من وجهة النظر المتواضعة؛ ان اسرائيل باحتمال كبير جدا؛ لا تقدم على ضرب المنشآت النووية الايرانية، وربما ايضا الصناعة النفطية الايرانية. الاغرب من كل هذا ما نقرأه من كتابات في مواقع التواصل الاجتماعي او في اكس، من كتابات رأي ومقالات في البعض من الصحف العربية، ومقابلات في القنوات الفضائية وبالذات العربية؛ من تهليل ومباركة، ولو ان اغلبها مبطنة؛ للهجوم الاسرائيلي على جنوب لبنان او على غزة، وتنبأ بان الحرب سوف تتوسع حتى تشمل امريكا وايران ودول اخرى؛ وهذا يقود كما يكتبون او يقولون الى القضاء على النظام الاسلامي في ايران. نقول لهم جميعا ان كل هذا لن يحدث على الاقل في هذا الوقت، ولو ان قناعتي الشخصية بانها لن تحدث حتى في القادم من الزمن؛ لأنها عملية معقدة وفيها الكثير الكثير من تداخل واشتباك في الاهداف والنوايا وفي تخادمها، ولو من غير اتفاق، بل عداء. نعود الى من يبارك تطور الاوضاع الى حرب شاملة تشمل امريكا واسرائيل ودول اخرى؛ وانها لسوف تقود الى اسقاط النظام في ايران. اقول لهم ماهي النتيجة؟ ان النتيجة ولو انها لن تحدث، لكن افتراضا اقول انها لو حدثت ماذا تعني؟ تعني نجاح المشروع الامريكي الاسرائيلي الغربي على حساب قضايا المنطقة العربية وشعوبها؛ هل هذا يسعدكم يا ابناء الجلدة (الاغيار)  على اوطانكم وشعوبكم ومستقبلهما الذي ان نجح المشروع الامريكي الاسرائيلي الغربي في المنطقة العربية وفي جوارها؛ لسوف يأتي على استقلال وسيادة اوطانكم، ويشرع في تصفية قضيتكم كما تقولونعنها، القضية الفلسطينية وهي من وجهة نظري؛ ام القضايا العربية، اضافة الى نهب ثروات شعوبكم. من الغرابة ان نطالب ايران ان تكون بديلا عن شعوبنا واقصد هنا هو مقاومة المشروع الامريكي الاسرائيلي الغربي؛ فالأوطان اوطاننا والشعوب هي شعوبنا او الاصح نحن جزءا منها عضويا، ونحن احق من اي دولة في المقاومة والدفاع عنا في مواجهة هذا المشروع الخبيث جدا. ايران دولة لها مصالحها، وهي تتصرف كدولة ولا تتصرف اي تصرف اخر يسبب لها حرجا او لا يخدمها خدمات بعيدة الامد والمدى؛ يكفي انها تدعم مقاومة المشروع الامريكي الاسرائيلي الغربي ولو اقول جزافا لمصالحها، لكنه لو مرحليا يتخادم مع مصالحنا كشعوب عربية. ربما هناك من يسأل انه مشروعها وليس مشروعنا، اي ليس مشروع عربي؟ ونحن نجيب على هذا التساؤل المريب:- من حوَل الدول المركزية في المشرق العربي وفي المغرب العربي، او ساعد امريكا واسرائيل والغربفي جعلها دول اما فاشلة او دول هشة؟ على الرغم من ان هذه الدول العربية كانت هي او انها عماد المشروع العربي في مواجهة المشروع الامريكي الاسرائيلي الغربي على الرغم من خطياها واستبدادها وطغيانها وظلمها لشعوبها ومصادرة عقول شعوبها. عندما يقول نتنياهو ان اسرائيل تحارب ايران لوحدها من اجل العالم الحر. هذا القول يكشف بصورة واضحة مدى ارتباط وجود الكيان الاسرائيلي من لحظة وجوده على الارض العربية الفلسطينية والى الآن؛ مدى قوة ومتانة العلاقة العضوية بين وجوده ودعم وجوده لاحقا ولعدة عقود حتى الآن مع دول (العالم الحر) والمقصود هنا هما امريكا ودول الاتحاد الاوروبي. هذه الدول وعلى رأسها امريكا تدعم، بل هي تشارك من خلال الدعم غير المحدود بالسلاح والذخائر المدمرة، لدولة الحروب التوسعية، دولة الاجرام الاسرائيلية من سنة والى الآن؛ من اجل مصالحها في المنطقة العربية ورؤيتها الاستراتيجية للتحولات المرتقبة في العالم. الكيان الصهيوني ما هو الا اداة من ادواتها في بسط السيطرة والنفوذ ومن ثم وبالنتيجة هو النهب للثروات العربية، ومصادرة قرارها السياسي والاقتصادي وثلم سيادتها، وتصفية القضية الفلسطينية بحل الحكم الذاتي المنقوص هو الأخر؛ في التحكم بمدخلاته ومخارجه لجهة الادارة والقرار، بالالتفاف على حل الدولتين. ان الحرب في غزة وفي لبنان في هذه اللحظة التاريخية؛ تشكل بوصلة خارطة الطريق للمشروع الامريكي الاسرائيلي الغربيفي المنطقة العربية وفي جوارها، والذي من ضمن خطوطه العامة، بالإضافة الى ما ذكرته في اعلى هذه السطور؛ هو الحيلولة دون تحول العالم من عالم محكوم بالقواعد الامريكية الى عالم عادل ومتعدد الاقطاب. ان امريكا والغرب والكيان الصهيوني او ان الكيان الصهيوني هو اداتهم في محاصرة المحور الصيني الروسي؛ بالسيطرة على مصادر الطاقة وعلى ممراتها  في البحار والمحيطات ومضائقهما في المنطقة العربية وفي جوارها. ان هذا المشروع الامريكي الغربي الاسرائيلي في التحكم والسيطرة على العالم وليس على المنطقة العربية وجوارها فقط؛ لا يمكن ان يكون له وجود، او استحالة ان يكون له وجود على ارض الواقع الا بحالتين مترابطتين وكل حالة تسند اختها؛ هما تصفية القضية الفلسطينية واتمام عملية التطبيع، وادماج الكيان الاسرائيلي المحتل للأرض العربية سواء في فلسطين او في غيرها من دول الطوق في المنطقة العربية. والحالة الثانية هو محاصرة الخصوم واعني بهما هما روسيا والصين من خلال او عبر السيطرة الامريكية والغربية والصهيونية في الحالة الأولى.. عليه فان المعارك التي تخوضها المقاومة سواء في غزة او في فلسطين كل فلسطين، او في لبنان او في غيرهما؛ هما معارك تاريخية ذات اهمية كبيرة جدا وخطيرة جدا على مستقبل المنطقة العربية وعلى مستقبل القضية الفلسطينية.. وعلى المحور الصيني الروسي لجهة محاصرته وتفتيته. ان من مصلحة روسيا والصين ان تقوما بالعدم الكامل للمقاومة الفلسطينية ولكل المقاومة العربية في المنطقة العربية، سواء في المحافل الدولية او في الدعم بالسلاح، كما تفعل امريكا والغرب مع دولة الاحتلال الاسرائيلي..