حرب اليمن التي دخلت عامها الخامس هي اسوأ أزمة انسانية في التاريخ المعاصر ، وتتراوح تقديرات القتل حوالي 70 الف قتيل غالبيتهم من اليمنيين ، ووفق التقارير فإن الغارات الجوية التي تقودها السعودية تسببت بمقتل ثلثي هذا العدد .
ويؤكد محققو الأمم المتحدة أن جرائم هذه الحرب المقترفة ضد الشعب اليمني ضالعة فيها قوى استعمارية كبرى ومنها امريكا وفرنسا وبريطانيا ، من خلال تقديمها الدعم العسكري واللوجستي لقوى التحالف العدواني الذي تقوده السعودية وشريكتها الامارات العربية .
وهذه الحرب المدمرة لم تكن حربًا قادها واقترفت جرائمها مجموعة من الانظمة الخليجية الرجعية الفاسدة وتوابعها من القوى المرتزقة ، بل دعمتها قوى معسكر الامبريالية العالمية .
ولا شك أن ما جرى وحدث في اليمن وسوريا وليبيا والعراق ، يؤكد النهج الاستعماري العنجهي وجشع الهيمنة والنهب والاستغلال الامبريالي الوحشي ، وما مزاعم الدول الداعمة ( امريكا وبريطانيا وفرنسا ) هو القلق على الشعوب ومصلحتها ومستقبلها وحقوقها وحرياتها ما هو الا مجرد ترويج اعلامي وافتراء وتضليل لا يصدقه أحد سوى الحمقى .
لقد ارادت السعودية وحلفائها من وراء هذه الحرب المجنونة ابقاء اليمن ضعيفًا فقيرًا يتقاذفه الجهل والفقر والتطرف والنزاعات والصراعات الداخلية ليظل تحت السيطرة السعودية وضمان التحكم بالقرار السياسي والارادة اليمنيتين ، وما كانت الامارات تخطو خطوة واحدة باتجاه اليمن لولا الرغبة والقوة والطلب السعودي .
والآن بعد هذه السنوات الطوال من الحرب في اليمن يمكن القول ، أن هذه الحرب لم تحقق أي هدف من اهدافها ، وهذا باعتراف الامارات بأنه ” لم يكن هناك انتصار سهل ، ولن يكون هناك سلام سهل ” .
وأخيرًا ، من العار أن جرائم فرض السيطرة والهيمنة الامبريالية وتوسيع رقعتهما على امتداد الوطن العربي ، تتم بأيدٍ عربية واموال عربية وخسائر عربية ، ولذلك فإن الشعوب العربية مطالبة اكثر من أي وقت مضى بإسقاط هذه الأنظمة المستبدة المتآمرة ، والتخلص من سيطرة الطبقة السياسية والاقتصادية الحاكمة والتابعة ، واستبدالها بنظم وطنية تقدمية تحتكم للديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية .
…