23 ديسمبر، 2024 5:23 م

الحرب على داعش مَنْ دفع ثمنها ؟ ومَنْ المستفيد من وراءها ؟

الحرب على داعش مَنْ دفع ثمنها ؟ ومَنْ المستفيد من وراءها ؟

تخضع المعارك الحربية إلى عدة قوانين تكون لها الدور الأساس في إدارة و وضع الخطط الناجعة في تحديد سير اتجاه العمليات و المعارك العسكرية ، فقانون الربح و الخسارة مما ساد فيها ومما لا شك فيه ، فداعش مثلاً حينما ظهرت للعيان و إعلانها لخلافتها المزعومة فقد انقسم العالم أمامها إلى معسكرين ، الأول أتخذ من لغة السلاح الأسلوب المناسب للقضاء على هذا التنظيم الإرهابي الضال ، فيما نادى أصحاب المعسكر الثاني بحتمية الجلوس على طاولة الحوار الفكري و المنهاج العلمي و المجادلة بالحسنى كي ينكشف زيف أدلته التي يتبجح بها و يفرضها بالقوة على الناس، وقد عدَّ أتباع هذا الخط الحل العسكري ليس بالمجدي نفعاً مالم يقترن بالمناظرات الفكرية و المطارحات العلمية فالحل العسكرية فقط من وجهة نظرهم هو لذر الرماد في العيون و لخداع السذج و العامة ، إذاً وبعد تلك المقدمات لابد لنا من الوقوف على حقيقة ظهور داعش و الأجندات التي تقف وراءه ، و الأهداف ، المرسومة له التي جاء من أجلها هذا التنظيم المنحرف ، الحقيقة أن داعش هو صنيعة عدة أطراف غربية و شرقية و حتى عراقية حيث ساهم فساد الطبقة السياسية ومن قبلها الدينية العامل الأول لاستفحال داعش في العراق ، فالخيانة ، و الفساد بأشكاله المتعددة كانا بمثابة الأرضية المناسبة الظهور داعش فقد اغتنم ساسة العراق الفرصة المواتية لهم لفتح أكبر باب للسرقات المالية حيث سارع كل سياسي إلى تشكيل لواء من آلاف الأشخاص الفضائيين تحت ذريعة تلبية لنداء المرجعية الإيرانية وقد قدَّم قوائم طويلة تضم آلاف الأسماء للملتحقين ضمن لوائه وفي الحقيقة أن عدد هؤلاء الأشخاص لا يتجاوز المئة نفر بينما الباقي هم أسماء وهمية تذهب رواتبهم الطائلة إلى جيوب ذلك السياسي الفاسد ، أما المرجعية الإيرانية في العراق فقد ساهمت و بشكل كبير في ظهور داعش من خلال سكوتها على الفساد و تنفيذها لمخططات خارجية تسعى لجعل العراق يعيش في عصور ما قبل الإسلام ، أما فتوى الجهاد الكفائي التي أعلنت عنها فقد فتحت الباب لجرائم مليشياتها الإرهابية، و لتزج بالعراقيين بحرب طاحنة ضد داعش فانطلت حيلها عليهم فقد قدموا قوافل القتلى و الجرحى فكانوا كبش الفداء و الخاسر الوحيد من هذه الحرب الشعواء بينما لم نرى موت سياسي واحد أو أحد أبناء أو أقارب السيستاني أو أحد أفراد حاشيته الفاسدة، لذلك فقد كانت تلك الحرب الضروس أشبه بالبورصة حيث ارتفعت فيها مؤشرات السرقات المالية للسياسيين و مرجعيتهم الروحية الفارسية فكانوا المستفيد الأكثر من الحرب على داعش الإرهابي .