28 ديسمبر، 2024 4:19 ص

الحرب على إيران إستراتيجيّة أم تكتيّكية ..!!

الحرب على إيران إستراتيجيّة أم تكتيّكية ..!!

يتوهم البعض بأن الادارة الامريكية ،جاءت بجيوشها وحاملة طائراتها، التي تحمل رؤوساً نووية ،وبوارجها وصواريخها، وفتح قواعدها العسكرية ال(30 )،التي تطوق ّإيران،وأحدث طائرات الجيل الخامس( الدرون)،و طائرات البي 52 واف 16 و35، والتي تكلف الخزينة الامريكية بليون دولار يوميا ،ناهيك عن تأهب وتحشّد الترسانة الفرنسية والبريطانية ،والعربية في الخليج العربي ومصروغيرها، أقول يتوّهم من يعتقد أن أمريكا جاءت بهذه الأساطيل (لقضاء نزهة ) في مياه الخليج العربي وباب المندب ومضيق هرمز، نعم ليست نزهة في ضوء القمر، ولكنها جاءت لوضع حدّ لتوسع المدّ الفارسي، وتفكيك وتفتيت المشروع الايراني الكوني الديني التوسعي، الذي أعلن عنه قادة طهران وذيولهم، بأن الهلال الشيعي لابد وأن يكتمل ليصير بدراً،وهاهو البدر الشيعي في سماء العراق وسوريا واليمن ولبنان ، ويتجه نحو البحرين والكويت والامارات والسعودية وغيرها، وبات يزعزع أمن وإستقرار المنطقة ، والأهم أخذ يشكل تهديداً للاستراتيجية الأمريكية ومشروعها الكوني،في إقامة الشرق الاوسط الكبير الذي أخذ يتجه نحو الأفول ، بسبب تغوّل المشروع الإيراني وتوسعه، وتهديدات الإرهاب الذي تدعمه وتغذيه وترعاه إيران في المنطقة ،إذن وبضوء هذه المعطيات المتجسدة على الارض ، لابد من القيام بتقويض وإنهاء هذا المشروع، بأسرع ما يمكن مهما بلغت التضحيات، والتي آخرها إستخدام القوة العسكرية المفرطة لإنهائه، فكيف تدير الادارة الامريكية عملية الحرب على ايران، هل تستخدم الاستراتيج أم التكيك للوصول الى الإستراتيجي، لنرَ، فقد فرضت الادارة الامريكية حصارها الاقتصادي الاقسى في التاريخ كما اعلنت منذ البداية وما صدقها البعض المتوهم، ثم اعطت دولا اعفاءات لفترة محددة وإنتهت الفترات ، وبعدها أعلنت (تصفير ) تصدير النفط وهو ( مقتل ) النظام الايراني ، وهاهي فعلت (وصفرّت) تصدير النفط، وسط جعجعة وتهديدات حكام طهران، وقادة الحرس الثوري وذيولها في المنطقة ،وهاهي الإستراتيجية الامريكية تسجل أعلى درجات النجاح، كيف، فقد إستطاعت ان تقنع وترهب الدول الاوربية بخطر وتهديدات النظام الايراني ونجحت ، ونرى التحالف الامريكي لحقت به فرنسا وبريطانيا والمانيا، وإستطاع الرئيس ترمب أن (يحيّد ) الصين، ويرشي روسيا وبوتين ويوعدهم بإطلاق يدها في سوريا، وبناء قواعد عسكرية بحرية وبرية، على الاراضي السورية في طرطوس وحميميم، وهكذا فعل مع أردوغان وتركيا ، في إدلب وشمال سوريا، وظلَّ النظام الايراني أعزلاً، إلاّ من الميليشيات التابعة له ،كحزب الله والحوثيين والميليشيات العراقية، التي تتوّعد المصالح الامريكية ،بالوّيل والثبور ،وتوّجه صواريخها نحو أهداف أمريكية داخل العراق، إذا نشبت الحرب على إيران،إذن فمَنْ يمنع الادارة الامريكية، من إستخدام القوة العسكرية الهائلة التفوق ضد طهران وميليشياتها ، ولكن ليست الادارة الامريكية بهذه السذاجة كي تتوّرط وتستخدم قوتها العسكرية ،شديدة التفوّق ، بليلة وضحاها، وهي ترى أكبر التحديات أمامها في العراق والمنطقة، ألا وهي الميليشيات العراقية وحزب الله ، كما أعلن ماك بومبيو بنفسه ،وإعترف بأن الميليشيات، تعدّ أكبر التحدّيات التواجه الادارة الامريكية في العراق، وعليها مواجهتها بكلِّ الطرق وتفكّيكها وحلّها ودمجها ،أو إستخدام القوّة ضدّها لتفكيّكها، وذلك بالضغط على حكومة عادل عبد المهدي،أو تخييّرها بين الخندق الأمريكي والخندق الإيراني ، ولاحياد في ذلك،لذلك تسعى الادارة الامريكية وبكل قوتّها ونفوذها على أوروبا والصين وروسيا والدول العربية بالترهيب والترغيب، أن تتفادى (الحرب على ايران)، كما تصرّح، وأنما تستخدم الحلّ الأمثل لها، وهو إجبارها على الإستسلام والخضوع للشروط الامريكية ال12 ، بالحصارالأقتصادي القاتل أولاً، وجعل الحلّ العسكري في آخر المطاف، أو كما يقال الكي آخر الدواء ،وهو ما قد أدخلته الادارة الامريكية في حساباتها وجهزّت له، ترسانتها وبوارجها وأحضرتهم لهذا الغرض، إذا فشل الحصار التأريخي الأقسى عليها ، ولهذا تستخدم إيران إستراتيجيتها المعروفة ( التسوّيف والمماطلة والعناد) تارةً، وتأخذها العزة بالإثم التهدّيد وإستخدام وَهْم القوّة، بنشر صواريخها في شوارع المدن الإيرانية ،لتخويف أمريكا وحلفائها الدول الخليجية، أو بتفجير بعض السفن في الفجيرة، وإستخدام طائرات مسيرة للحوثيين لقصف حقول النفط السعودية،وهكذا تتصّاعد حدةّ التهديدات الايرانية، وترفض التفاوض الذي عرضته الادارة الامريكية ،بل ذهبت اكثر من هذا وأخذت تهدّد الدول الاوربية بإلغاء الاتفاق النووي معها، والعودة الى تخصّيب اليورانيوم المنضّب، في حين تتواصل الاستعدادات الامريكية في احكام الحصار وتنفيذه بأقسى مايكون، متخذة التحوطات والاستعدادات، في مواجهة غلق مضيق هرمز من قبل ايران ، الذي يشكّل العّصب الاقتصادي العالمي، إذن نحن أمام سينارهات متعدّدة الرؤوس، في معالجة الأزمة مع حكام طهران، ولدى الادارة الامريكية البدائل في إخضاع حكام طهران للشروط الامريكية، بعد أن أحكمت السيطرة على خنق إقتصادها ، التي تريد إيران الإفلات منه بطرق ملتويّة ومفضوحة أمريكيّا ، كالتعامل مع العراق وإستخدامه بديل مؤقت لتصدير نفطها ، وحصر التجارة معها ، وطلب إستثنائه من الغاز والكهرباء، أي ترى العراق ولاية تابعة لها ،ومنقذها من الحصار، بل ومنقذها من الضربة العسكرية، وذلك بالإعتماد على أذرعها التي تخوّف العالم بها ،وهكذا نعتقد أن التكتيك الامريكي الناجح في مواجهة ايران وتغوّلها، وقطع مواردها الإقتصادية والمالية كفيل بتركيعها واخضاعها لشروطها ،قبل الإجهاز على نظامها وإسقاطه بالضربة العسكرية القاتلة، كهدف إستراتيجي لها ، ومن هذا التحليّل الإستراتيجي لفكرة إسقاط نظام الملالي، يكون التكتيك الامريكي مدخلاً أساسياً، لتحقيق الهدف الإستراتيجي وهوإسقاط النظام ، وتسليم الحكم للمعارضة الإيرانية ،بأقرب فرصة ، وهي جاهزة ومتوحدة في رؤيتها، ومتناغمة مع الادارة الامريكية لإستلام السلطة ،وتخليص الشعب الايراني ،الذي لايريد رؤية وجه ملالي طهران المتخلف في الحكم ، ولكن علينا الإعتراف بحقيقة مُرّة يجب تذوق مرارتها، وهي أن العراق سيكون ساحة الحرب العالمية الثالثة، إذا ما إندلعتْ هذه الحرب ، وظلَّ حكام طهران على عنادهم، راكبين رؤوسهم، حتى يتجرّعوا كأس السمّ ثانيةً، على يدّ اليانكي الأمريكي هذه المرّة ، نعم الحرب على ايران بين التكتيك والإستراتيج كما ترون، وهي سياسة أمريكية مزدوجة، في مواجهة التغوّل الإيراني البغيض، الذي أصبح يرعى الارهاب العالمي، ويهّدد به دول المنطقة ،على حساب تنفيذ مشروعه الديني الكوني التوسعي، وما يجري في العراق ولبنان واليمن وسوريا، من قتل وتهجّير الملايين، ماهو الاّ نتاج لتدخل ايران وميليشياتها وحرسها الثوري ، لإقامة الإمبراطورية المزعومة ، التي يهدّد بها ،ويحلم بها حكام وملالي طهران، كما كان يهدّد ويحلم الإرهابي أبو بكر البغدادي بقيام دولة الخلافة الاسلامية في العراق والشام.نعم التكتيك الأمريكي الذي تمارسه الادارة الامريكية، هو أحد أقصر الطرق لأسقاط نظام الملالي ، وهذا مانراه في نداءات الرئيس ترمب، للتفاوض والحوار مع إيران، قبل أن ينفلت عقال القوة العسكرية، نحو الهدف الإستراتيجي، وعندها لاتفيد حكام طهران تفجيراتهم في السعودية والامارات وتحرشاتهم في العراق ، بقصف السفارة الامريكية وغيرها ،أو بإستعراضات وهم القوة وقوة الوهم، بعرض الصواريخ الباليستية، في شوارع طهران والمدن الاخرى ……