القول بالسلام وهْم , فالحرب حاجة نفسية ملحة تجبر البشر على التصارع , وهي قائمة بين المخلوقات , وبين أبناء النوع الواحد والأنواع المختلفة.
ولن تهدأ أوارها ما دامت الأرض تدور.
وما يسمى بالحروب العالمية , تفاعلات قائمة في الأرض منذ دهور غابرة , فالحروب نشبت مع ظهور الدول والإمبراطوريات وما قبلها , وهي تعبيرات رمزية عن القوة التي تتمدد حتى تصل ذروة متسعها , فتنكمش لتدوسها قوة أخرى صاعدة لتموت بعد حين.
فالحرب سلوك لابد منه لتتواصل الحياة , التي بدونها تتحول إلى ضجر.
لا فرق بين الحروب والأعاصير والعواصف التي تضرب الدنيا بين فينة وأخرى , فهذه دموية عدوانية وتلك طبيعية عنيفة!!
ومن المعروف أن العدوانية طاقة متنامية في أعماق البشر تبحث عن قادح يؤججها لتفتك بذاتها وبموضوعها , ولا توجد عدوانية لم تصل إلى نهايتها القاسية إن كانت فردية أو جماعية.
وعليه فأن الحرب العنيفة لابد من وقوعها لكي تعيد النصاب فوق التراب.
إنها حكمة الدوران , ومحنة الحياة في وعاء دوّار , مرعوب مصاب بالغثيان , وفي حيرة وخوف وإمتهان.
فالأرض كائن مذعور و يخشى الإفتراس , لأن الآفات الكونية لا تشبع , ويجتذبها السكون , وفي الدوران بعض أمان!!