· تقطع انفاس الشعب بلهاث وراء خيط شحيح منشغلا بروف ما هرأته المعركة.. تلك حقيقة بديهية ادركها المالكي.. باعتبارها قاعدة ذهبية في منهج الحكم
· عاد صدام بقناع المالكي من خلال “قانون الدفاع عن السلامة الوطنية” فلا تنتخبوا طاغية يجير الديمقراطية لديكتاتوريته
تنص المادة “6” من مشروع قانون الدفاع عن السلامة الوطنية، على ان انهاء حالة الطوارئ، رهينة بأمر من رئيس مجلس الوزراء.
تداعيات تلك الفقرة، تترتب على ما يسبقها؛ فهي تبدأ بإشتراكه، مع رئيس الجمهورية، في استحصال موافقة الزامية، من مجلس النواب، على تأطير منطقة ما بالحرب، في غضون اربع وعشرين ساعة.
الظاهر ان الحروب وسيلة الطغاة، في إشغال الشعب العراقي، وهي صفة يشترك بها نوري المالكي.. رئيس الوزراء الحالي، مع الطاغية المقبور صدام حسين.
فالحرب “تثول” الشعب، تقطع انفاسه بلهاث غريزي وراء خيط حياة شحيح، يترجاه، لكنها تحاول قطعه؛ فينشغل بروف ما هرأته المعركة.
تلك حقيقة بديهية، ادركها المالكي؛ لأنه قارئ جيد لما تحت سطور تاريخ الديكتاتورية، فعمل بها، على اعتبار أنها القاعدة الذهبية، في منهج الحكم.
يشغل الطاغية شعبه بتحاشي الحرب، او الايغال تطرفا فيها، ما يجعل قلب المواطن هواءً وعقله خالي وفؤاده كالبالون، من دون وزن فاعل، في تقويم آليات أداء السلطة،… يخوي البلد على عروشه، فتقوى الحكومة.
الدولة تتكون، وفق قاموس علم السياسة، من الشعب والارض والسيادة.. وبينما الارض العراقية مهدورة للمحيط الاقليمي، والشعب مثقل بالاهمال.. لا أمن ولا خدمات؛ إذن لم يبقَ من دولة العراق سوى الحكومة، وحين تغيب أحدى مقومات التوازن يتفرد المقوم الحاضر، ويطغى على بنية الدولة.
وقد لاحت إشارات طغيان المالكي، منذ مارس فعلا همجيا، صادر الديمقراطية، بسرقة رئاسة الوزراء، من أياد علاوي، وبهذا ألغى فعلا ديمقراطيا، التف عليه، بسابقة إخترقت نزاهة القضاء، الذي تواطأ معه بإصدار حكم سمح له بتشكيل تحالفات بعد الاقتراع، مفتريا خدعة “مجلس السياسات” فخا للإستحقاق الديمقراطي، تنصب بموجبه رئيس وزراء، لم ينتخبه الشعب، بل انتخب علاوي!
بات طغيان المالكي جليا، في افتعال معركة على الجبهة الغربية، من العراق، ضد “داعش”.. نظير حرب صدام على الجبهة الشرقية، وكل طاغٍ يجرجرنا، الى جهة نحاربها، تاركين الدين والدنيا.. لا بناء ولا عمران، انما حرب مطلقة، لإستعادة كرامتنا، التي تتقافز مرة شرقا وأخرى غربا، ولا ندري اين سيقفز بها المالكي؛ إذا خوزقنا بولاية ثالثة، لن يترك عرش السلطة بعدها الا الى القبر.
لا أطن العراقيين تعافوا من آثار الحرب؛ كي ينسوها، ويعيدون انتخاب المالكي، كما لو عادوا لإستفتاءات صدام الصورية.
لذا يستبق الاحداث؛ كي يجعلنا عالقين به “على قلق كأن الريح تحتي.. توجهني يمينا او شمالا” ضعفاء والحاكم قوي.. مغفلين وهو “لوتي”.. جهلة وشخصه عليم، يجرجر البلاد كالتيس من قرنيها، الى ما تشاء شهواته ان تنزو.
عاد صدام بقناع المالكي؛ من خلال “قانون الدفاع عن السلامة الوطنية” فلا تنتخبوا طاغية يجير الديمقراطية لديكتاتوريته.