لست اعرف على وفق اي معيار او “فيتة” قاست حكومتنا الرشيدة “على كولة شاعرنا الشعبي” حرب داعش ضدنا طبقا للنسبة المعلنة.. 70% حرب نفسية و30% حرب واقعية. يحصل هذا في جبهتنا حيث بات السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي يكرر هذه النسبة كلما التقى الخبراء الاعلاميين والاكاديميين دون ان يترجم هؤلاء الخبراء والاكاديميون للشعب العراقي الكيفية التي بمقدورنا بموجبها اقناع الشعب ان الحرب ضده “طلعت فاشوشية”. وان كل هذه “الهلمة” لاتتعدى 30% وبالتالي ماعلينا سوى ان “نصيح ياليلي” او حتى “واكف على المسعودي .. امان .. امان”. المفارقة اللافتة ان الامر يختلف لدى الرئيس باراك اوباما. فالقضية بالنسبة للرجل ليست “لعب جعاب”. والدليل ليس “الولوووو” لان الولوو تدخل في نطاق ما هو نفسي ولو كان الامر كذلك لما جيش اوباما الجيوش والطائرات والبارجات من اكثر من 40 دولة ليخوض حربه العالمية الثالثة ضد داعش والتي “تبين” لدينا انها مجرد حرب نفسية في الجانب الاكبر منها في الاقل. مع ذلك “هم ميخالف”. لنقر ان هذه النسبة التي لم يفك لنا لغزها احد صحيحة. لكن العبرة تبقى في طريقة واسلوب وكيفية تسويق هذه الحرب والتعاطي معها على انها محض اكاذيب وافتراءات فان عدم القدرة على تفكيك منظومة العدو الاعلامية والدعائية يدل على ان العدو نجح في تسويق اكاذيبه وافتراءات بما نسبته 70% بينما نحن فشلنا في تسويق قضيتنا العدلة. وبالتالي فان المطلوب اعادة النظر باساليبنا ووسائلنا وقدراتنا مقارنة بما يملكه العدو.
ففي حال كانت قدراته وامكانياته محدودة فالمفروض انه لايملك هذا القدر من التاثير النفسي. او اننا لانملك ما يوازي حتى تلك القدرات المحدودة التي نجحت في تسويق دعايتها بهذه النسبة المرتفعة. وفي كلتا الحالتين فان التفوق يبقى محسوما لصالحه. المشكلة ان احدا من علماء الاجتماع والنفس في جامعاتنا او مراكز ابحاثنا لايسعفنا باي معلومة يمكن لنا الاستفادة منها او توظيفها في الحرب ضد داعش برغم ان رئيس الوزراء كرر اطروحته حول الحرب مع داعش بجانبيها النفسي والواقعي اكثر من مرة وهو ما يستدعي وقفة جادة حيال ذلك بما يجعل الشعب يعرف على وجه الدقة من اين جاءت هذه النسبة؟ وعلى اي الاسس تم الاستناد اليها؟ وماهي طنا المضادة لتخفيض النسبة الواقعية من 30 % الى صفر بالمائة باعداد جيشنا وشعبنا اعدادا سليما بالعدة والعدد؟ وكيف نطمئن الشعب ان الحرب ضده نفسية 100% لا 70% فقط ولا صحة بالتالي لكل ما تقوله او تصدره من بيانات او تبثه من اشاعات. وهنا اود الاشارة الى مسالة اراها في غاية الاهمية وهي ان على الكتل السياسية ان تكف عن حربها النفسية هي ضد الشعب وليس داعش. واذا كان لابد من استكمال عناصر المواجهة مع العدو فان على الكتل السياسية ان تكف هي لا داعش عن خوض حربها النفسية ضد الشعب العراقي. اليس فشلها في العثور منذ اربع سنوات على وزيرين للداخلية والدفاع جزء من سيناريو حرب نفسية لانعرف متى تضع اوزارها؟