23 ديسمبر، 2024 3:14 م

الحرب المفصلية ..والطريق الى الدولتين !

الحرب المفصلية ..والطريق الى الدولتين !

كل عناوين التغطيات الاخبارية الفضائية منذ السابع من اكتوبر لم تلامس جوهر الحرب الجارية الآن بين حماس واسرائيل وتحالفاتهما السياسية والعسكرية ، باستثناء فضائية الحرة الاميركية الرسمية.عناوين من نوعية ” حرب غزّة واسرائيل ” و ” الحرب على غزّة ” و ” تغطية خاصة ” ..الخ هي عناوين توصيفية لما يجري على ارض الواقع ، فيما عنونتفضائية الحرة تغطياتها للحرب بـ ” حرب مفصلية ” !

وأي قراءة عميقة وتحليلية لطبيعة القوى المتصارعة واهدافها وممكناتهاوتحالفاتها اقليميا ودوليا ، توصل الى استنتاج واقعي ، هو ان هذه الحرب ستكون مآلاتها مفصلية بخارطة طريق جديدة ستفضي الى حل من نوع ما للقضية الفلسطينية على ارضية المطروح حالياً بما يخص حل الدولتين على الارجح !

أعتقد ان أزيز الرصاص لن يتوقف ودوي المدافع سيتصاعد والمسيرات ستزدحم في سماء المعارك والتوسع في هذه الحرب سيأخذ اشكالا متنوعة وان لم يكن شاملاً ،ولن تفلح أي صفقة من الصفقات التقليدية الكلاسيكية بانهاءهذه الحرب سواء بتحرير الاسرى لدى حماس  واطلاق سراح المعتقلين لدى اسرائيل!

فلاعودة لما قبل السابع من اكتوبر ، فلا حماس تقبل بذلك بعد كل الخرابوالضحايا ولا اسرائيل سترضى ان تترك الوضع لاحتمالات تكرار ماجرى في السابع من اكتوبر.

الصفقة ستكون أكبر واعمق وأجذر ، ستحدد شكلها ولونها وخارطتها مآلاتالحرب القاسية وامتداداتها ، الداخلية للبيتين الفلسطيني والاسرائيلي ، والخارجية الاقليمية التي بدت أكثر تداخلاً وتأثيراً بما هو قائم بين حماس واسرائيل من جهة وحزب الله واسرائيل من جهة أخرى.

اميركا وايران لاتريدان حربا مفتوحة ، فلا مصلحة لهما بذلك ، وسيلعبان على عناصر الضغط والتوجيه في المساحات التكتيكية التي تشتغل عليها حركة المقاومة الاسلامية في العراق وانصار الله الحوثي في اليمن والاصطفافاتالدولية التي تقودها واشنطن .

قد نشهد تسخينا للمعارك خلال الاسابيع القادمة على يد الجيش الاسرائيلي سواء في غزّة أو الجنوب اللبناني ، وقد ترضخ اسرائيل لصفقة مؤقتة من أجل تحرير أسراها من قبضة حماس ، لكن استراحة المحاربين هذه ستنتهي لتندلع الحرب المفصلية وصولا الى خارطة الطريق الجديدة التي ستفرش على طاولة الدمار ، وهذا هو حال كل الحروب عبر التأريخ تبدأ في ساحات القتال وتنتهي عند طاولات التفاوض الدبلوماسية ، الدبلوماسية التي هي الشكل الثاني للحرب !