17 نوفمبر، 2024 4:40 م
Search
Close this search box.

الحرب الشاملة القادمة عناوينها وادواتها

الحرب الشاملة القادمة عناوينها وادواتها

عندما وقعت احداث 11 سبتمبر 2001 في امريكا وقتل من قتل فيها ارتكبت امريكا خطا تاريخيا كلفها وكلف العالم الكثير من الخسائر والويلات ,فقد اقدمت امريكا على غزو افغانستان واسقاط نظامها واحلال نظام موالي لها يتبع اوامرها بالضد من ارادة شعبه والى اليوم لم يستقر الوضع فيها ,بعدها استغل جورج بوش الابن وعمل بقوة على ايجاد المبررات لاسقاط دولة العراق بعد اتهامها بامور وقضايا لم يكن لها فيها يد او دور معين فقامت الحرب واخذت من العراقيين مااخذت وانتهت بسقوط العراق باكمله وضياع دولته الجميلة التي كانت تعاني من وجود نظام مستبد شمولي يقودها وكان يمكن تغييره بالضغط الاقتصادي عليه ومساعدة المعارضة الحقيقية ,ولكن شاء المعسكر الغربي غير ذلك ,وبقي العراق كافغانستان يعاني مالم تعانيه دولة وامة في العالم لان احتلال العراق اعتمد في ديمومته وتاييده على زرع الفتنة الطائفية والعرقية والتفرقة في الجسد العراقي ,ولم تنفع كل المحاولات الداخلية والخارجية لايقاف الخراب والدمار بل ساء الوضع اكثر عندما حركت امريكا ودول الخليج وتركيا مؤيديهم لضرب سوريا وجرها الى الخراب وهو ماحصل وبامتياز فانتهت سوريا واصبحت خارج دول الممانعة التي تقف بوجه التطلع الاسرائيلي في السيطرة على منطقة الشرق الاوسط باكملها والسير بها الى ماتريد ,وايضا تم تحريك الذيول والجماعات المؤيدة لنوجه الغرب لضرب الوحدة الوطنية القوية في مصر وادى ذلك الى تولي مجموعة من المتطرفين المعروفين بالاخوان المسلمين دفة الحكم في مصر وعبثوا بها واصبح القتل والارهاب والتشريد عنوان حكمهم فيها وتدارك المصريون انفسهم وقدموا التضحيات واستقر الوضع في بلادهم نسبيا رغم الحوادث الدامية المتكررة فيها ولكن ان بعض الشر اهون ,كذلك ظهرت في هذه الفترة مايسمى بثورات الربيع العربي والتي هي في حقيقتها عبارة عن تغيير لانظمة اكل الدهر عليها وشرب ولم تعد قادرة على تنفيذ ماهو مطلوب منها بالقدر الممكن لذلك وجب تبديلها بهذه المسحة الجديدة ,ونتائج هذا التغيير كثير من القتل والدمار في هذه الدول المستباحة والى اليوم , كل هذا حصل ويحصل امام مراى ومسمع المجتمع الدولي المرتهن الارادة والذي يطبق القوانين والاجراءات على الدول الضعيفة فقط اقول حدث هذا ولم يحرك المجتمع الدولي نفسه لانقاذ هذه الدول مما تواجهه ,اليوم تقوى عجلة الارهاب والاهداف المتوخاة من وراءه وتبرز الدول الداعمة بنفسها الى الساحة بعد ان كسرت غطاء الحياء لتؤدي وتنفذ اهدافها بلا وسيط .لقد اوضحت لنا كل هذه الاحداث حقيقة المشروع التغييري الجديد في المنطقة والذي اسمته كوندليزا رايس وزيرة خارجية جورج بوش (الشرق الاوسط الجديد والكبير) والذي لابد من تنفيذه لانه الوحيد الذي يحمي مصالح الغرب والدول التي معه في المنطقة مثل اسرائيل ودول الخليج مع تركيا .
اليوم وفي ظل ماجرى وحصل من احداث اشرنا اليها وبعد تمادي المملكة السعودية في غيها وفراغ الجو لها وعدم امكانية وجود متصدي حقيقي لطموحاتها الطائفية لابد من استقراء سيناريو محتمل الوقوع وهو قريب جدا الى الواقع وسيكون حاضرا في الفترة القريبة القادمة وهو الحرب الشاملة في المنطقة والتي تبدا وبدات من اليمن مرورا بالسعودية ومن جاورها صعودا الى العراق وسوريا متجهة الى الشرق حيث ايران وهذا الطريق لايمكن الحياد عنه مع قادم الايام لان مامطلوب هو التدمير لكل هذه المنطقة وجعلها ركاما تذره الرياح ,السعودية التي لم تخفي نواياها في دعم الارهاب بقوة للاطاحة بالعراق وايران وسوريا ولبنان واليمن على اساس طائفي وبحجج مختلفة وبدعم دولي قوي جدا بفضل المال الخليجي الوفير ,وهذه النوايا لم تعد سرا على القاصي والداني, اعود لسيناريو الحرب القادمة والتي كان مفترضا بها الوقوع قبل اكثر من عام ولكنها تاخرت لاسباب فنية لااكثر ,هي بدات في اليمن وفشلت الترسانة الخليجية على وفرتها في السيطرة على اليمن هي وعملائها وتباشير الخسارة الخليجية واضحة فلم تعد القوات المتحالفة من كسر شوكة اليمنيين المعروف عنهم العناد والقوة ,والعراق انتصرت قواته العسكرية في اهم المعارك ضد الارهاب في الرمادي واصبحت القوة العسكرية العراقية مخيفة لهم وسوريا تمكنت من كسر الارهاب خصوصا بعد المساعدة الروسية لها فلم يبقى امام هذا التحالف الا اللعب باوراق سمجة بعيدة عن الخلق والدين فاقدمت السعودية على اعدام رجل الدين الشيخ النمر في تحدي صارخ لارادة الطائفة الشيعية في المنطقة والتي يمثل النمر فيها حجر الزاوية كونه مرجعا دينيا كبيرا يشار له بالعلم والاخلاص لله تعالى ,وهذا الامر اثار حفيظة الدول التي تكثر فيها هذه الطائفة فظهرت الاحتجاجات والاستنكارات ووصلت الى حد ضرب البعثة الديبلوماسية في طهران هنا اقدمت المملكة بقطع علاقاتها مع ايران هي ومن معها من الدول السائرة في فلكها ,وهذه الخطوة اضافة الى مطالبة الجامعة العربية بالانعقاد هي بداية تاليب المجتمع العربي والدولي ضد هذا المكون الكبير والمهم كذلك تاليب المجتمع الدولي اللاهث وراء المال الخليجي السائب والذي يريد ترتيب عموم الوضع في المنطقة ,وستكون الخطة القادمة هي اللعب على الوتر الطائفي وهو ماحصل في العراق فمباشرة بعد اعدام النمر ضرب مسجدين للمكون السني في محاولة لاثارة الفتنة الطائفية في العراق وكذلك زيادة في الهجمات الانتحارية على القوات العراقية لاضعافها اضافة وهو الاخطر افتتاح السفارة السعودية والتي ستكون وكرا ارهابيا في بغداد ومنها ستدعم كل فصائل الارهاب ماديا وعسكريا وخططيا وسيكون الاقليم السني هو الهدف القادم في ضرب المنطقة ,ستزاد العقوبات الدولية ضد ايران وسيستمر نفس النهج ضد الدول المعارضة لهذا التوجه الى ان يصل الامر بعد مدة الى التدخل العسكري المباشر ونشر قوات اجنبية وعربية في العراق وسوريا وضرب ايران بقوة ,المهم في هذا كله ان العراق وسوريا سيكونان الضحية الاكثر تاثرا ودمارا في هذه الحرب الطائفية وسيكون هذا المسرح ساحة لاستعراض العضلات وبيع السلاح وجني الثروات للمعسكر الغربي وستدفع دول الخليج مالها كله وستستعبد كلها وتصبح بامرة وارادة الغرب اكثر مما هي عليه الان ,اما نحن في العراق فاين سيكون موقفنا خصوصا مع وجود حكومة ضعيفة لاتستطيع محاسبة داعمي الارهاب من السياسيين الموجودين خصصا ظافر العاني واحمد المساري وصالح المطلك وغيرهم ممن اعتاشوا على خراب مناطق جماهيرهم مع هذا كله لاتعرف حكومتنا مع من تقف بل وستضيف الى العراق خرابا اكثر ودمارا اشد ولكن الذي نراه الان وخصوصا مع وجود فصائل المقاومة والحشد الشعبي المقدس ان موقف العراق سيكون مع رفض الظلم والبطش والاحتلال وهنا يجب تفريغ الساحة السياسية من دواعشها ورميهم في السجون لكي لايكونوا جواسيس علينا وحواضن للرهاب العالمي .بعد ضرب ايران وسيفشل في تحقيق اهدافه وسيخسر الحرب سيكون هناك مسارا اخرا هو التوجه لاسقاط الدولة اللبنانية بالكامل واعادة سيناريو الحرب الطائفية التي عصفت به (1975 -1993) وهذه الحرب ستكون اشد ضراوة لان اسرائيل ستدخل بشكل مباشر لضرب قواعد حزب الله وتحاول اخراجه من صفوف المقاومة ضد اسرائيل وهذا ايضا سيجر بعواقب وخيمة على المنطقة باكملها ,ثم سيصار بعد فشل الحرب الى تغيير الانظمة العائلية في الخليج بعد استنزاف اموالها واهلها والمجيء بجهات تضاف لها الهالة الوطنية الزائفة ليؤدوا نفس الدور ولكن بصورة اخرى ,وبعد فشل هذا كله ستعاد الكرة مرة اخرى بثوب اجتماعي جديد نتفرقة المكونات نفسها والطوائف والاعراق واللعب على وتر البقاء للاقوى ودعم جميع الجهات لانجاح نظرية تصفير الجهد الاقتصادي والعسكري والبشري وتبقى هذه الدول ضعيفة لاتقوى على مواجهة عصابة داخلية بسيطة ,وسينشا جوا مجتمعي يختلف في طبائعه عن السابق يكون مستجديا للعيش لايابه لاي امر حتى وان مسه شرفيا دينيا عقائديا فكريا وهذا هو غاية المطلوب.
هذه قراءتي البسيطة للواقع في قادم الايام الحل والتصدي لكل هذه الكوارث المحتملة هو بارادة الشعوب وقوتها وتماسكها واتباعها النهج الصحيح وعدم الانصياع للاصوات والرغبات الشاذة لاي جهة كانت والله الموفق.

أحدث المقالات