18 ديسمبر، 2024 7:15 م

الحرب الروسية الاوكرانية ومحاور النجاح والخسارة عسكريا واقتصاديا وعالميا ومن المستفيد

الحرب الروسية الاوكرانية ومحاور النجاح والخسارة عسكريا واقتصاديا وعالميا ومن المستفيد

الحروب تمر بحالات مد وجزر وغزو فلاديمير بوتين لأوكرانيا ليس استثناء. في البداية سادت مخاوف من أن تحقق روسيا انتصاراً سريعاً لكن المقاومة الأوكرانية والانسحاب الروسي بدد تلك المخاوف، فحولت روسيا تركيز هجومها إلى الشرق.

وبتجاوز الحرب يومها المائة.. فإلى أين تتجه هذه الحرب مستقبلا؟

فيما يلي خمسة سيناريوهات محتملة لهذه الحرب ولا يستبعد أحدهما الآخر لكن جميعها تقع ضمن حدود الاحتمالات المتوقعة.

1: حرب الاستنزاف

قد تستمر الحرب لشهور إن لم يكن سنوات وتخوض خلالها القوات الروسية والأوكرانية حرب استنزاف مديدة.

يتبدل الزخم صعوداً وهبوطاً بين الطرفين ويحقق كلا الجانبين مكاسب أحيانا ويمنيان بخسائر أحيانا أخرى. لا يرغب أي طرف بالاستسلام. ويرى الرئيس الروسي بوتين أنه يمكن أن يكسب الحرب من خلال إظهار الصبر الاستراتيجي والمراهنة على أن الدول الغربية ستشعر بـ “إرهاق أوكرانيا” وستركز أكثر على أزماتها الاقتصادية والتهديد الصيني.

أنه من المحتمل أن تواجه تايوان نفس مصير أوكرانيا على يد الصين، وأنه رغم أن هناك الكثير من المتغيرات والظروف التي قد تنقذ تايوان من هذا المصير، ما زال هناك أيضاً الكثير من الدروس التي يمكن الاستفادة منها وتطبيقها، والتي يمكن أن تساعد تايوان في مواجهة بعض التهديدات التي تلوح في الأفق..

 

الدروس المستفادة من الصراع الروسي الأوكراني

وقبل اندلاع الصراع، حذر كثيرون من أن الصين تراقب عن كثب الأحداث في أوكرانيا، وما إذا كانت العملية الروسية قد تشجعها على مهاجمة تايوان. وفي ظل الكثير من الفشل العسكري الروسي، أوضح المراقبون التحديات التي يمكن أن تواجهها الصين إذا ما قررت مهاجمة تايوان وعندما تقوم بذلك. ورغم أن دراسة الحالة الأوكرانية توضح أنه لا يمكن مقارنة الحرب السيبرانية بالحرب التقليدية، فيجدر التساؤل عما إذا كانت تايوان ستواجه محاولات مماثلة لتخريب المنشآت والخدمات وعرقلتها.

ويضيف ويكسلر، الذي خدم في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، أن الجهد الحربي الفاشل من جانب الجيش الروسي أوضح التحديات الشديدة التي يواجهها أي جيش يقوم بعملية عسكرية في محاولته التغلب على المقاومة الضارية التي تحظى بالدعم الدولي. وقد تثبت تايوان أنها أكثر صعوبة في المقاومة.

المنطقة الرمادية

ففي ضوء جغرافيتها، سيتعين على الصين القيام بغزو برمائي. وقد يكون العدد الكبير من السفن، والمعدات، والقوات المطلوبة، إلى جانب المسائل اللوجستية والدعم الأمريكي التام بمثابة رادع أمام تفكير الصين في مهاجمة تايوان. وفي ضوء هذه التحديات، من المرجح أن تلجأ الصين إلى حرب المنطقة الرمادية، التي تشمل الوسائل التخريبية مثل الهجمات السيبرانية، وحملات المعلومات المضللة من أجل إصابة الوحدة والدعم التايواني في الحكومة بالشلل.

ويقول ويكسلر إنه رغم أن هناك اختلافات سياسية وجغرافية وثقافية بين الصين وروسيا وبين أوكرانيا وتايوان، قد تكون هناك بعض الدروس المهمة التي يتعين الاستفادة بها من دراسة الحالة الأوكرانية، والتي يمكن لتايوان وحلفائها تطبيقها.

الدرس الأول

الكثير من قدرة أوكرانيا على إحباط الهجمات السيبرانية الروسية يمكن إرجاعه إلى المساعدة الفنية التي تتلقاها من الولايات المتحدة منذ الهجوم السيبراني الشنيع الذي استهدف شبكة الكهرباء بها عام 2015. علاوة على ذلك، تقوم القيادة السيبرانية الأمريكية بإرسال فرق إلى أوكرانيا كجزء مما يسمى بعمليات «المطاردة المتقدمة».

وهذه الفرق، التي وصل الكثير منها إلى أوكرانيا في أكتوبر 2021، ساعد في كشف ما يسمى ببرنامج «المسح» والتخلص منه من أنظمة شبكة السكك الحديدية العامة بها – وهو برنامج يحذف الملفات المهمة من الأنظمة. وإرسال فرق القيادة السيبرانية يمكن أن يساعد في حماية المرافق والشبكات الحكومية التايوانية المهمة مع تجنب الاستفزاز في مواجهة الصين.

ومع ذلك، فإنه في ضوء اعتماد أوكرانيا على المساعدات الخارجية، يتعين على تايوان أيضاً السعي لشحذ قدراتها السيبرانية. وهذا يقود إلى:

الدرس الثاني

الاحتياطي.. هناك قضية رئيسية وهي اعتماد تايوان على كابلات تحت البحر من أجل توفير اتصالات الإنترنت. ونظراً لإمكانية تعرض هذه الكابلات للضرر أو التخريب من أجل قطع أو عرقلة اتصالات الإنترنت، تحتاج تايوان إلى مصادر إضافية للاتصال مثل الأقمار الصناعية ستارلينك التي تنتجها شركة سبيس إكس، والتي وفرت لأوكرانيا القدرة على استخدام الإنترنت نظراً لانقطاع خدمة الإنترنت في البلاد.

الدرس الثالث

يجب أن يتم التركيز على نجاح أوكرانيا في الدفاع في مواجهة حرب المعلومات المضللة وتحقيق التفوق في مجال المعلومات. ونظر لأهمية رفع الروح المعنوية، والحفاظ على الوحدة الداخلية، وتلقي الدعم الدولي، نجحت أوكرانيا في السيطرة على التصريحات الاستراتيجية والتحكم الكامل في الفضاء الإعلامي عن طريق قنوات التواصل الاجتماعي.

ويتطلب التفوق في حرب المعلومات تفهما لوسائل الخصم وأساليب عمله والعمل بصورة استباقية. ويمكن إرجاع نجاح أوكرانيا إلى معرفتها بالأساليب الروسية (أو السوفييتية)، وحقيقة أن أوكرانيا تسعى جاهدة في مواجهة حرب هجين وحملات تضليل معلومات منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014.

جدير بالذكر أن الصين تدرس الأساليب الروسية وتدمجها في أساليبها. ففي أكتوبر 2019، أوضح مدير القيادة السيبرانية ووكالة الأمن القومي في الولايات المتحدة الجنرال بول ناكاسوني الجهود الصينية لتخريب المظاهرات الموالية للديمقراطية في هونج كونج من خلال حملة تضليل إعلامية.

و اختتم ويكسلر تقريره بالقول إنه نظراً لأن تايوان هي الطرف الأساسي المتلقي لأساليب حرب المعلومات الصينية، فإنه من المهم أن تقوم تايوان بتدريبات تحاكي سيناريوهات حرب المعلومات وأن تركز على التحكم الاستباقي فيما يتردد من تصريحات. وهناك حل آخر طويل المدى يتمثل في زيادة محو الأمية الإعلامية والتفكير الانتقادي بين الأجيال الأصغر في تايوان.

 

وسط حالة “لا غالب ولا مغلوب” في أوكرانيا، تستعد الحكومات الغربية لصراع طويل الأمد مع روسيا، ويتسابق القادة العسكريون لاستخلاص الدرس من “أكبر حرب برية في أوروبا منذ ثمانية عقود تقريبا”.

وتشير صحيفة “وول ستريت جورنال”، إلى أن دراسة المسؤولين عن الدفاع بالدول الغربية للأسلحة والتكتيكات واللوجستيات، المستخدمة في الحرب بأوكرانيا، لاستخلاص دروس “تمنحهم ميزة في ساحة المعركة الحالية، وفي النزاعات المستقبلية”.

وقال الرئيس الجديد لهيئة الأركان العامة البريطانية، الجنرال باتريك ساندرز، “كنا نراقب الحرب في أوكرانيا عن كثب، ونحن نتعلم بالفعل ونتكيف”، مضيفا “سنعيد التفكير في كيفية قتالنا”.

ويشير ساندرز إلى درس آخر مستفاد من الحرب في أوكرانيا، “فإذا كنت تريد تجنب الصراع، فمن الأفضل أن تكون مستعدا للقتال”.

القتال في أوكرانيا بمثابة “حرب استنزاف مدمرة”

وتوضح “وول ستريت جورنال”، أن ساحة المعركة الحديثة ليس لها حدود ولا توجد بها مناطق “لإخفاء القوات”، فالطائرات دون طيار والمراقبة الإلكترونية والمراقبة الفضائية “تجعل الأمر أصعب مما كان عليه قبل بضع سنوات”.

وكان القتال في أوكرانيا بمثابة “حرب استنزاف مدمرة”، شنتها المدفعية الثقيلة، واستحضرت ذكريات القتال في الحربين العالميتين، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.

وعن ذلك قال المحلل السابق في وزارة الدفاع وضابط مشاة بالجيش الأميركي، بيلي فابيان، إن “الحرب الهجومية الجماعية صعبة وفظيعة، مع خسائر فادحة”.

ونقلت “وول ستريت جورنال”، عن مسؤول كبير في الناتو، قوله إن القصف المتواصل من كلا الجانبين كشف أهمية “المخزون الجاهز من الأسلحة والذخائر”.

أوكرانيا تشهد أول حرب برية كبرى بين جيشين حديثين مجهزين بأسلحة تقليدية متطورة منذ عقود

ويشير تحليل لموقع “ووار اون روكس” إلى أن الحرب في أوكرانيا هي أول حرب برية كبرى بين جيشين حديثين مجهزين بأسلحة تقليدية متطورة منذ عقود.

ويرى الموقع أن الدروس المستفادة من الحرب في أوكرانيا، قد تقلب “الفهم العسكري للنزاعات البرية”، واصفا الحرب بـ”الحديثة الرهيبة”.

ويستخدم كلا الجانبين طائرات بدون طيار لتحديد الأهداف ومهاجمتها، واستغل الأوكرانيون الأسلحة الخفيفة والمتحركة التي قدمها الحلفاء الغربيون لضرب “أهداف روسية أكبر وأفضل تسليحا”، حسب “وول ستريت جورنال”.

لكن معظم الأضرار التي لحقت بالجيشين والمدنيين والبنية التحتية الأوكرانية، كانت عن طريق” الصواريخ والقذائف والقنابل”، وعن ذلك يقول فابيان، “ما نراه هو حرب آلية تقليدية بخصائص حديثة”، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.

أعلن بوتين انتصار روسيا في معركة لوغانسك التي استمرت لأشهر

على جانب أخر، سمحت الإمدادات الروسية من قطع المدفعية والقذائف لموسكو بالحصول على أرض في شرق أوكرانيا خلال الأسابيع الأخيرة، رغم إرهاق قواتها وانخفاض معنويات الجنود، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.

واتخذت القوات الأوكرانية خطوطا دفاعية جديدة في الشرق، الاثنين، استعدادا لمرحلة جديدة صعبة في الحرب، بينما أعلن بوتين انتصار روسيا في معركة لوغانسك التي استمرت لأشهر، حسب “رويترز”.

ووضع استيلاء روسيا على مدينة ليسيتشانسك، الأحد، حدا لواحدة من أكبر المعارك في أوروبا منذ أجيال، والتي شهدت قيام موسكو بجلب قوتها البرية كاملة لتغير على جيب صغير على خط المواجهة لمدة شهرين.

وتكمل المعركة غزو روسيا لمقاطعة لوغانسك، وهي إحدى منطقتين تطالب موسكو بتنازل أوكرانيا عنهما للانفصاليين في منطقة دونباس.

وتكبد الجانبان آلاف القتلى والجرحى بينما يزعم كل منهما أنه ألحق خسائر أكبر بكثير بعدوه، على طول مجرى نهر سيفرسكي دونيتس الذي يمر عبر لوغانسك ودونيتسك.

ودُمرت ليسيتشانسك المجاورة لسيفيرودونيتسك والمدن المحيطة، والتي كانت العديد من مصانع الصناعات الثقيلة فيها بمثابة مخابئ محصنة للمدافعين، لتصبح أرضا قاحلة بسبب القصف الروسي المستمر.

وحاولت روسيا مرارا محاصرة الأوكرانيين لكنها فشلت فاختارت في النهاية تفجيرهم بالقوة الغاشمة لمدفعيتها، حسب “رويترز”.

ويقول خبراء عسكريون إن المعركة قد تكون “نقطة تحول في الحرب”، ليس بسبب القيمة الاستراتيجية للمدن المدمرة نفسها، لكن بسبب “تأثير الخسائر على قدرة الجانبين على القتال”.

وقال الخبير بمركز “روسي” للأبحاث في لندن، نيل ملفين، “أعتقد أنه انتصار تكتيكي لروسيا لكن بتكلفة باهظة”، مقارنا المعركة بالمعارك الضخمة على مكاسب إقليمية هزيلة والتي تميزت بها الحرب العالمية الأولى، وفقا لـ”رويترز.

وأضاف “استغرق هذا 60 يوما لإحراز تقدم بطيء للغاية، أعتقد أن الروس قد يعلنون نوعا من النصر لكن المعركة الحربية الرئيسية لم تأت بعد”.

 

خمسة سيناريوهات محتملة لانتهاء الحرب في أوكرانيا

الحروب تمر بحالات مد وجزر وغزو فلاديمير بوتين لأوكرانيا ليس استثناء. في البداية سادت مخاوف من أن تحقق روسيا انتصاراً سريعاً لكن المقاومة الأوكرانية والانسحاب الروسي بدد تلك المخاوف، فحولت روسيا تركيز هجومها إلى الشرق.

وبتجاوز الحرب يومها المائة.. فإلى أين تتجه هذه الحرب مستقبلا؟

فيما يلي خمسة سيناريوهات محتملة لهذه الحرب ولا يستبعد أحدهما الآخر لكن جميعها تقع ضمن حدود الاحتمالات المتوقعة.

1: حرب الاستنزاف

قد تستمر الحرب لشهور إن لم يكن سنوات وتخوض خلالها القوات الروسية والأوكرانية حرب استنزاف مديدة.

يتبدل الزخم صعوداً وهبوطاً بين الطرفين ويحقق كلا الجانبين مكاسب أحيانا ويمنيان بخسائر أحيانا أخرى. لا يرغب أي طرف بالاستسلام. ويرى الرئيس الروسي بوتين أنه يمكن أن يكسب الحرب من خلال إظهار الصبر الاستراتيجي والمراهنة على أن الدول الغربية ستشعر بـ “إرهاق أوكرانيا” وستركز أكثر على أزماتها الاقتصادية والتهديد الصيني.

روسيا وأوكرانيا: لندن تقول إن موسكو فشلت في تحقيق الأهداف الأولية للغزو بعد 100 يوم من الحرب رغم التقدم في دونباس

أظهر قادة بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة جبهة موحدة في اجتماع مجموعة السبع في مارس الماضي

روسيا وأوكرانيا: إلى متى يصمد الإجماع الغربي على دعم أوكرانيا؟

علم أوكرانيا وسط الدمار

روسيا وأوكرانيا: ما الذي يمكن أن يحسم الصراع لصالح أحد الطرفين؟

دبابة روسية وجندي

روسيا وأوكرانيا: بوتين يواجه “شبح هزيمة من نوع مختلف”

قصص مقترحة نهاية

لكن الغرب يستمر في تصميمه ويواصل تزويد أوكرانيا بالأسلحة. وتنشأ خطوط معركة شبه ثابتة وتتحول الحرب الى صراع دائم بوتيرة منخفضة وتصبح “حربا إلى الأبد”.

راجمة صواريخ روسية تقصف مواقع القوات الأوكرانية في دونتسك

ويقول ميك رايان، الجنرال الأسترالي المتقاعد والعالم العسكري: “هناك احتمال ضئيل لتحقيق نصر عملي أو استراتيجي ساحق من قبل أي من الطرفين على المدى القصير. لم يُظهر أي من الطرفين المتحاربين القدرة على توجيه ضربة استراتيجية حاسمة”.

2: بوتين يعلن عن وقف إطلاق النار

ماذا لو فاجأ الرئيس بوتين العالم بوقف لإطلاق النار من طرف واحد؟ يمكنه أن يكتفي بما حققه من مكاسب على الأرض ويعلن “النصر”.

ويمكن أن يدعي أن “عمليته العسكرية” قد اكتملت: فالانفصاليون المدعومون من روسيا في دونباس باتوا يتمتعون بالحماية، وأقام ممراً برياً إلى شبه جزيرة القرم، ويمكنه بعد ذلك السعي لكسب موقف أخلاقي والضغط على أوكرانيا لوقف القتال.

“هذه حيلة يمكن أن تستخدمها روسيا في أي وقت، إذا أرادت الاستفادة من الضغط الأوروبي على أوكرانيا للتنازل والتخلي عن بعض أراضيها مقابل سلام افتراضي” كما يقول كير جايلز، الخبير الروسي في مركز أبحاث تشاتام هاوس.

راجت مثل هذه الحجج بالفعل في باريس وبرلين وروما ومفادها: لا حاجة لإطالة أمد الحرب، حان الوقت لوضع حد للآلام الاقتصادية العالمية، دعونا نضغط من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار.

واشنطن تتعهّد بإرسال أنظمة صاروخية إلى أوكرانيا والكرملين يتهمها “بصب الزيت على النار”

ما الأسلحة التي ستقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا، وإلى أي مدى ستساعد؟

شهادات عن “تعذيب” أوكرانيين على أيدي قوات روسية

إلى متى يصمد الإجماع الغربي على دعم أوكرانيا؟

قد يراهن بوتين على نفاذ صبر الغرب وشعوره بالإعياء بسبب نفقات الحرب في أوكرانيا

ومع ذلك، ستعارض الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وجزء كبير من دول أوروبا الشرقية هذا التوجه حيث يرى ساسة هذه الدول أن الغزو الروسي يجب أن يفشل من أجل أوكرانيا والنظام الدولي.

لذا فإن أي وقف أحادي لإطلاق النار من جانب روسيا قد يغير تبريرات الحرب، ولكنه لن ينهي القتال.

3: جمود خطوط القتال

ماذا لو خلصت كل من أوكرانيا وروسيا إلى أنهما لا تستطيعان تحقيق المزيد من الناحية العسكرية ودخلا في محادثات من أجل الوصول إلى تسوية سياسية؟

استنفد جيشا البلدين قدراتهما وباتا يعانيان من نقص في القوة البشرية والذخيرة. الخسائر البشرية والمادية لم تعد تبرر خوض المزيد من القتال. الخسائر العسكرية والاقتصادية لروسيا غير قابلة للتعويض والشعب الأوكراني سئم الحرب وبات غير مستعد للمخاطرة بمزيد من الأرواح من أجل نصر بعيد المنال وصعب التحقيق.

ماذا لو قررت القيادة في كييف وبعد أن باتت غير واثقة من استمرار الدعم الغربي أن الوقت قد حان للتحدث مع الروس؟ واعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن صراحة بأن هدف أمريكا هو أن تكون أوكرانيا “في أقوى موقف ممكن على طاولة المفاوضات”.

لكن قد لا يكون هناك جمود في ساحة المعركة لعدة أشهر وأي تسوية سياسية ستكون صعبة لأسباب ليس أقلها عدم ثقة أوكرانيا بروسيا. وقد لا يصمد أي اتفاق سلام ويمكن أن يعقبه المزيد من القتال.

تعهدت الولايات المتحدة بتقديم أسلحة أكثر تطوراً لأوكرانيا مثل هذا الراجمة التي يبلغ مدى صواريخها 50 ميلاً

4: انتصار لأوكرانيا

هل يمكن لأوكرانيا أن تخالف كل التوقعات وتحقق شيئاً أقرب إلى النصر؟ هل تستطيع أوكرانيا إجبار القوات الروسية على الانسحاب إلى المواقع التي كانت تنتشر فيها قبل الغزو؟

وقال رئيس البلاد فولوديمير زيلينسكي للتلفزيون الهولندي هذا الأسبوع ” إن أوكرانيا ستنتصر بالتأكيد في هذه الحرب”.

ماذا لو فشلت روسيا في الاستيلاء على كل دونباس وتكبدت المزيد من الخسائر؟ العقوبات الغربية توجه ضربة لآلة الحرب الروسية. تشن أوكرانيا هجمات مضادة باستخدام راجمات الصواريخ الجديدة التي حصلت عليها وتستولي على الأراضي الواقعة في خطوط تمركز القوات الروسية وتمر عبرها خطوط إمدادها. وتنجح أوكرانيا في تحويل جيشها من قوة دفاعية إلى قوة هجومية.

هذا السيناريو محتمل لدرجة تكفي لجعل صانعي السياسة يشعرون بالقلق بالفعل بشأن عواقبه. إذا كان بوتين يواجه الهزيمة، فهل يمكنه التصعيد باستخدام أسلحة كيميائية أو نووية؟

قال المؤرخ نيال فيرجسون في ندوة في كينجز كوليدج بلندن مؤخراً: “يبدو من غير المرجح أن يقبل بوتين بهزيمة عسكرية تقليدية إذا كان لديه خيار نووي”.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارته لجبهة القتال في خاركيف

5: انتصار لروسيا

وماذا لو حققت روسيا “انتصاراً” محتملاً؟ يؤكد المسؤولون الغربيون أن روسيا على الرغم من النكسات المبكرة التي منيت بها، لا تزال تخطط للاستيلاء على العاصمة كييف وفرض سطوتها على الكثير من أراضي أوكرانيا. وقال أحد المسؤولين: ” تحقيق هذه الأهداف القصوى لا يزال مطروحاً”.

يمكن لروسيا الاستفادة من مكاسبها في دونباس وتحرير القوات لاستخدامها في أماكن أخرى وربما حتى استهداف كييف مرة أخرى. لا يمكن تجاهل العدد الكبير من قتلى القوات الروسية والقوات الأوكرانية تمنى بخسائر مستمرة في ساحة القتال.

اعترف الرئيس زيلينسكي بالفعل بمقتل ما يصل إلى 100 جندي أوكراني وإصابة 500 آخرين كل يوم في المعارك.

وقد ينقسم الشعب الأوكراني إلى معسكرين، واحد يرغب في استمرار القتال والآخر يبحث عن مخرج للتوصل إلى السلام. قد تبلغ بعض الدول الغربية مرحلة الشعور بالتعب من دعم أوكرانيا. لكن بالمقابل إذا شعرت أن روسيا في طريقها لتحقيق الانتصار فقد يرغب بعضها في التصعيد العسكري ضد روسيا.

 

صرح أحد الدبلوماسيين الغربيين سرا أن على الغرب إجراء تجربة نووية في المحيط الهادئ كتحذير لروسيا.

إن مستقبل هذه الحرب لم يكتب بعد والأيام القادمة كفيلة بتبيان ما نجهله الآن.