23 ديسمبر، 2024 10:21 ص

الحرب الدافئة!!

الحرب الدافئة!!

الدنيا في دوامة الحروب المتواصلة , فبعد الحرب العالمية الثانية , دخلت في حروب باردة , بين القوى العظمى ولكن بالنيابة , أي أنها تستخدم أنظمة وجيوش أخرى تزودها بالأسلحة والعتاد والخبرات لتخوض الحرب التي تقررها.

وفي العقد الأخير من القرن العشرين , إنفردت قوة واحدة في هذا العالم , فتوهمت بأنها ستكون صاحبة اليد العليا , وعليها أن تفعل ما تفعله الأسود في سوح الغاب , وحصل ما حصل في حروب مباشرة تسببت بخسائر مروعة وتداعيات وخيمة.

وفي العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين , تبين أن لا بد من الحروب الدافئة , التي تعني تسخير البلدان وتحويلها إلى ميادين قتال , فتتحقق فيها المواجهات المباشرة وغير المباشرة مع القوى المتصارعة.

فكان العراق أولها ومن ثم اليمن وليبيا وسوريا وعدد من البلدان الأخرى في المنطقة وخارجها.

والكثير من الدول أدركت لعبة الحرب الدافئة , فراحت تبعد شبحها عن بلدانها بالمشاركة فيها , فدول كتركيا وإيران ودول أخرى في المنطقة , صارت تشارك بالمال والإعلام والعتاد والجيوش في حروب ليست في أراضيها.

وهذا يعني أن سوريا والعراق سيتحولان إلى ميدان فسيح ومتفاقم للويلات.

وما يجري في أوكرانيا , لا يخرج عن هذا السياق , أي أن أوكرانيا ربما ستتحول إلى ساحة للحرب بين الغرب وأمريكا من جهة , وروسيا والدول الحليفة معها من جهة أخرى.

ويبدو أن حيثيات ومسوغات هذه الحرب تتزايد وتندفع بسرعة وكثافة وعلى جميع المستويات , حيث يتم الحشد العسكري والإعلامي والمادي والإقتصادي للبدء بها , وستكون حربا شرسة ذات آثار متطورة.

وربما ستتحول دول أخرى إلى سوح لهذه الحرب , والدول الضعيفة هي التي ستُستخدم كميادين للصراع المرير , وفي بلاد العُرب أوطاني  , عندنا سوريا وليبيا والعراق واليمن , ويُخشى أن تنضم إليهم دول أخرى , خصوصا التي تساهم بالحرب خوفا من إنتقالها إليها.

ومن الواصح أن الحرب الدافئة ما هي إلا وسيلة لتأجيل الحرب العالمية القادمة العارمة الجازمة الحاسمة التي لن تبقي ولن تذر.
إنها حرب أعتى الأسلحة المرعبة التدميرالماحق الخطير.
فالإنتقال من مرحلة الحرب الباردة إلى الحرب الدافئة إنما ينذر بأن حرب سقر لواقعة!!