18 ديسمبر، 2024 8:03 م

الحرب الباردة ..في وزارة النفط !

الحرب الباردة ..في وزارة النفط !

ربما يعود الفضل في اقتحامي فضاء الكتابة بعد أنقطاع طويل مقالة “باردة ” في هذه الفصل الساخن أرسلها لي زميل نفطي متقاعد مثلي أمضى أكثر من أربعين عاما في القطاع النفطي ، يستطلع رايي فيها بما دونه كاتب المقال الذي سقط أسمه سهواً أو متعمداً .. أو ذاب في محتوى حرارة المعلومات “الدسمة” التي أوردها أو ضمنها في مقالته الحارة الباردة ، والتي جعلتنا نحن النفطيون نفتح افواهنا مندهشين.. للمعلومات التي نكتشفها لاول مرة ، ويبدو اننا كنا نجهلها على مدى أربعة عقود من الزمن.. وتسألنا هل من المعقول أن تكون هناك “حرب باردة” في وزارة النفط بين “اليمين” و “اليسار” .؟ . وتهميش وغياب للوسط !

المقال الذي أتحدث عنه يحمل عنوان – بعد أن لفظت أنفاسها – “الحرب الباردة ” تعود للحياة في وزارة النفط ” ، والمنشور في موقع جديد أستحدث منذ أشهر لمهاجمة وزارة النفط وتحديداً وزيرها القديم الجديد السيد الغضبان واستهدافه الشخصي في سلسلة من المقالات النارية التي لانعرف هل هي بدافع خدمة الصالح العام أو شى آخر نجهله .. نترك تفسيره أو تحليله للعارفيين بقطاع “الكتابة” وماألت اليه في عصر الابتزاز والتنكيل والتشهير والافتراء !

قبل كل شى أقول .. ليعذرني القراء باني لست محترفا في الكتابة أو شاعراً أو لاعباً مثل صاحبنا “كاتب” المقال الذي يبدو أنه يجيد “اللعب” بالكلمات والمعلومات والحقائق ..أفضل من الارجنتيني “ميسي” !

وللحقيقة التاريخية اقول لمن لايعرفني باني أمضيت أحلى سنيين عمري مهندساً ميدانياً في الحقول النفطية الشمالية والجنوبية الى جانب أخوتي وزملائي .. صلاح ، كفاح ، فالح ، حميد ، جبار ، حازم ، علي ، أحمد ، وغيرهم ، نتنفس هواء العراق ونشرب من ماء دجلة والفرات ..لم تغيرنا الايام والظروف والمصالح وأختلاف وجهات النظر، ولم ننقلب يوما على اعقابنا ، حافظنا على مهنيتنا ، لم اجلس انا أو غيري من زملائي يوما ً في غرفة مبردة بهواء منعش في صيف قائض أكتب فيها مقالة أهاجم فيها الوزير الغضبان الذي كنا نحسده ونغبطه على كياسته ورزانته وهو الذي عرف بمهنيته ووطنيته وعلميته وانسانيته وخبرته وأحترامه في الاوساط المحلية والعالمية ، متصالح مع نفسه ، خال من العقد ، أفنى عمره في تطوير القطاع النفطي وزيادة الانتاج من الحقول النفطية حتى أمتلئت رئتاه بالهواء الممزوج بالمواد الهايدروكاربونية الضارة .. !

أنا هنا أكتب باسمي الصريح ولاأختفي وراء الجدران أو الكواليس أو الكوابيس ، متلصصاً هنا وهناك .. للتشهير بهذا أو ذلك ، أملاً في الحصول على “فتات” من هذا الفاسد أو تلك “الكتلة” العفنة ، مثلما يفعل الاخرون ، ولايهمني لومة لائم .. بما اؤمن به . اكتب هنا بدافع من الغيرة الوطنية والمهنية التي تربينا عليها نحن جيل الاربعينات أو الخمسينات مع تقديري لكل الاجيال .. التي لاتختلف عنا بالتاكيد ، يحزنني ويؤلمني عندما أكتشف أن هناك من يحاول “تشويش” الحقائق ونشر المغالطات عن وزارة النفط التي تعرف بانها “سلة خبز العراقيين ” !

هنا أتسال هل أن كاتب المقال كان بكامل وعيه وأدراكه عندما كتب المقال ، وأورد كل هذه “الاوهام” بوجود حرب باردة في وزارتنا العتيدة ؟ ام أنه كان خارج نطاق الخدمة !

وبعيداً عن “تحشيشات” وخيال وأوهام الكتاب والصحفيين.. فاني أقول هنا ، وعلى الرغم من جهلي أن كان كاتب المقال شاباً او كهلاً كبيراً في السن مثلي ، لكني اعتقد أو أخمن أنه من جيل نهاية الخمسينيات أوبداية الستينيات .. فأقول له أرجو ان تتقبل نصيحة من اخ او صديق ..عليك أن تتوخى الدقة والموضوعية عندما تكتب عن وزارة النفط ومسؤوليها ، وأن تكون واقعياً وان لاتتعاطى مع معلومات غير دقيقة أو غير واقعية ينسجها خيالكم أو يتم تلفيقها من قبل بعض ممن يوصفون “بسقط المتاع ” يزودونكم بها ، أو من الذين تضررت مصالحهم او أنقطعت منافعهم المالية من “السحت الحرام” و”البلاء الاسود” الذي ملأ بطونهم الخاوية طيلة الفترة الماضية!

أن من أهم وأبرز أسباب الحملة الاعلامية ضد وزارة النفط هي الخطوات الشجاعة التي أتخذها الوزير مؤخراً والمتمثلة بإعادة العمل المؤسساتي ،وترميم ماخربته المصالح والتكتلات والتقاطعات السياسية ، على مدى الفترة المنصرمة ، نعم هذا ماتقوم به هذه القامة العلمية المهنية العراقية التي نفخر بها جميعاً ، وهنا لست مداحاً للخبير الغضبان للحصول على منافع شخصية من السيد وزيرالنفط الذي لم التقيه منذ عقد من الزمن ، فاني بلغت من العمر عتياً واعيش بغنى وقناعة راضياً بما قسمه لي الرب الكريم ولم احتاج الى مال أو وظيفة والحمد لله .

أقول بأن المسؤولية الوطنية والمهنية والاخلاقية تلزم الكتاب والصحفيين التعاطي بمهنية مع المعلومات التي تتضمنها مقالاتهم .. و”حبل الكذب قصير” ، وماعادت هذه الاكاذيب تنطلي على المهتمين والقراء فضلاً عن “التكنلوجيا الحديثة” التي تكشف المستور وترفع الغطاء عن “البالوعات” التي يقبع بها الفاسدون ويتخفون بها هم ومن يُعينهم على فسادهم ويتستر عليهم ويمتدحهم !

اقول لمصلحة من كل ذلك ؟، وأي حرب باردة تتحدث عنها أيها الكاتب المثقف ؟.. وأذا كان السيد الغضبان يقود تيار اليسار .. فمن يمثل تيار اليمين ؟.. ومن يمثل تيار الوسط ؟

ان مايحدث في وزارة النفط حالياً ، هو اعادة الامور الى نصابها الصحيح وأرساء قواعد العمل

المؤسساتي الذي عرفت عنه منذ عقود ، والعمل على اعادة ترتيب البيت النفطي على أسس علمية ومهنية رصينة ، بدلاً من الفوضى و” العشوائية” التي يراد لها ان تسود من قبل بعض الجهلة والفاسدين!

أتمنى عليك ان توظف مهارتك الكتابية ، بما يخدم قضايا الوطن والمواطن ، ولاتسخرها لغير ذلك .. وهنا أستذكر ماقاله “سقراط ” ينبغي للعاقل أن يخاطب الجاهل …مخاطبة الطبيب للمريض !

· خبير نفطي

[email protected]