23 ديسمبر، 2024 7:27 م

الحرب الالكترونية المعلوماتية

الحرب الالكترونية المعلوماتية

 للحرب الحديثة شقان الاول عسكري يعتمد على الاسلحة التقليدية والثاني الكتروني يعتمد على الاجهزة الالكترونية والمعلومات حيث ترافق الحرب الالكترونية المعلوماتية كل هجوم عسكري لتدمير البيئة الالكترونية المعلوماتية للعدو.
وقد أصبحت الحرب الالكترونية المعلوماتية جزءاً مهما من الحرب العسكرية، ولعل كلام رئيس جهاز الاستخبارات الالمانية أوغست هانينغ مازال ماثلاً حين قال “إن الحروب ستدور من الان فصاعدا في مجال المعلوماتية وخصوصا الانترنت، وان الجيوش تدرب الجنود على القرصنة المعلوماتية، وكل دولة تقوم باعداد فيروسات لشل الاتصالات والمعلومات في جبهات العدو”.
ابتكر الصينيون “العلم العسكري الناعم، military soft science” وهو علم عسكري يبحث في الحرب الالكترونية والمعلوماتية لدعم الجيش في الحروب، وتقترح دراسة صينية قدمها “Shen Weiguang” عام ١٩٨٥ استخدام الشعب كشريك في الحرب الالكترونية المعلوماتية حيث ان اي مدني لديه معرفة بالكومبيوتر يمكن ان يساهم من خلال شبكات الانترنت بالهجوم وتعطيل المواقع المعادية بعد نشر التوجيهات لهم، واضاف “Shen Weiguang” مصطلح “دبابات الفكر” “think tanks” المتكونة من خبراء مدنيين يملكون خبرة واسعة بالكومبيوتر يشتركون في الحرب الالكترونية المعلوماتية يتم تعيينهم مؤقتا لدعم العمل الحربي.
تستطيع الحرب الالكترونية المعلوماتية تعقب مواقع قادة الارهاب ومؤيديه وخرق شبكة اتصالاتهم المبنية على مواقع التواصل والمواقع الالكترونية وتدميرها وخرق حواسيبهم عن بعد وجمع معلوماتها وتحديد مواقعهم جغرافيا، وتستطيع أيضا التعرض للاتصالات والتنصت عليها وخلق (كمائن اتصال) بمعنى جعل الجماعات الارهابية تخترق منظومة الاتصال مع إعطاء معلومات صحيحة مضلله للايقاع بهم كما حدث في معارك تحرير منطقة الفاو في محافظة البصرة جنوب العراق، أبان الحرب العرااقي الايرانية، عندما كشفت الاستخبارات العراقية اختراق الايرانيين لاتصالات القوة الجوية و تم ضخ المعلومات الصحيحة المضللة للحفاظ على ثقة الايرانيين وتصورهم أن العراق يريد الضغط على المنطقة الشمالية وبعد نقل قطعاتهم تم الهجوم على الفاو.
أهمية الحرب الالكترونية المعلوماتية بدات منذ زمن لكن هذا المجال لم ياخذ اهميته في العراق وعدد من الدول العربية حيث التركيز على الاسلحة التقليدية فقط حتى قنابر “NNEMP” التي تستخدم نبضات الكترومغناطيسية التي تتلف كل الاجهزة الالكترونية لم تستخدم بعد في دول عربية تعاني خطر الارهاب.
إن تأسيس “مركز إدارة الحرب الالكترونية المعلوماتية” لدعم القوات العسكرية على الارض يساعد في سرعة النصر وتقليل الخسائر الأرواح والمعدات.

مصدر المقال نقلا عن صحيفة ايلاف