23 ديسمبر، 2024 6:22 ص

الحرب الاقتصادية الامريكية على ايران.. الى اين؟

الحرب الاقتصادية الامريكية على ايران.. الى اين؟

مع اشتداد التوتر بين ايران والولايات المتحدة في الفترة الاخيرة بعد الاعطاب الذي تعرضت له ناقلات النفط في المياه الاقتصادية للامارات وفي خليج عُمان، نفذت ايران اليوم الاثنين ما كانت وقد هددت به الدول الموقعة على الصفقة النووية بينها وبين خمسة زاد واحد، ان هي اي الدول المعنية وهنا المقصود، دول الاتحاد الاوربي، لم تقم باعمال تؤدي الى انقاذ الصفقة النووية، وامهلتها 60يوما وها قد انقضت الستين يوما؛ لذا قامت ايران في تخفيف التزاماتها في بعض بنود الاتفاق النووي. واهمها، هو تسريع عملية تخصيب اليورانيوم باربع مرات اكثر من السرعة المقررة في بنود الصفقة، وليس رفع درجة التخصيب بل سرعة انتاج اليورانيوم المخصب بدرجة اكثر قليلا من ثلاثة ونصف وهي نسبة التخصيب التى التزمت بها ايران حسب بنود التفاهم النووي. وهذا يعني بقاء نسبة التخصيب على حالها وكما جاء في بنود الصفقة لذا لايعتبر هذا التسريع خرقا لبنود الصفقة النووية. المتحدث باسم وكالة الطاقة النووية الايرانية، اوضح في تصريح له، قبل ساعة من كتابة هذه السطور؛ ان تسريع عملية تخصيب اليورانيوم لايعني رفع درجة التخصيب بل تسريع عملية التخصيب مع بقاء النسبة وكما جاء في بنود الصفقة النووية. ان الايرانيين بارعون وبرغماتيون في ادارة الصراع لمواجهة الضغط الامريكي او الحرب الاقتصادية الامريكية على ايران؛ ففي هذا التسريع وفي غيره، ربما لاحقا، في الذي يخص الماء الثقيل، لم تخرج ايران عن الاطار العام للتفاهم النووي، مما يُضيع الفرصة على الامريكيين في استثمار هذا التخفيف او التخلي عن الالتزام بسرعة محددة لانتاج اليورانيوم المخصب؛ في زيادة الضغط على الجمهورية الاسلامية. ايران تحاول بهذا الاجراء الضغط على دول الاتحاد الاوربي لممارسة الضغط على امريكا ترامب او اقناع امريكا ترامب باهمية السماح لها بالية تخفيف العقوبات الامريكية على ايران، لكن على مايظهر من السلوك والمراوغة الاوربية ان الاوربيين غير جادين في هذا الاتجاه، بل على العكس، ربما يعملون وبصورة خفية مع امريكا في زيادة الضغط او زيادة ضغوطات الحرب الاقتصادية على ايران لأجبارها على الجلوس حول طاولة المفاوضات. ان الاثنين، الامريكيين والايرانيين يبنون سياستهم في المواجهة الحامية بينهما على عامل الوقت الذي يسبق الانتخابات الامريكية، لذا، فان هذا التوتر او هذا الصراع سوف يستمر الى الاجل الذي ينتهي في نهاية الانتخابات الامريكية او ما ينتج عنها. عليه، فان المفاوضات بين الايرانيين والامريكيين سوف لن تكون او لن تحدث، قبل هذا التاريخ، للسبيين التاليين:

1- ان امريكا ترامب تريد ان تحقق نصرا قبل الانتخابات الامريكية، والذي ينحصر في اجبار ايران على الجلوس حول طاولة التفاوض، حتى وان لم تاتي بنتجية او نتيجة رمادية، غير حاسمة،تفضي الى استمرار التفاوض، لزيادة حظوظ ترامب في الفوز برئاسة ثانية. لتبدأ حربها الاقتصادية على ايران او الاصح حرب ترامب الاقتصادية على ايران؛ تاخذ ربما اتجاه مختلف. وهذا احتمال قوي جدا، لأنه وفي ذلك الوقت لم يكن في حاجة لدورة رئاسية اخرى، مما يحرر إرادته في فعل مايريد بما في ذلك توجيه ضربات منتخبة وواسعة النطاق وليس حربا مفتوحة..
2- الايرانيون من جهتهم يدركون ذلك جيدا، لذا، فانهم لن يقبلوا بالتفاوض في هذا الوقت. لأنهم في حالة القبول، يقدمون خدمة كبيرة جدا لترامب قد لايحلم بها. لأنهم في هذا، يساهمون في زيادة فرص ترامب في الفوز برئاسة ثانية، ليكونوا ضحايا هذا الفوز، وهذا امر مستحيل. الامريكيون من ناحيتهم؛ سوف يستمرون بالضغط الاقتصادي ويعملون على زيادته وفي جميع الاتجاهات، من ناحية ومن الناحية الاخرى وفي تزامن؛يلوحون بالغواية والاغراء بالجلوس حول طاولة التفاوض، لأنتاج اتفاق نووي جديد، حتى وان جرى اهمال بعض الشروط الامريكية للتفاوض او بلاشرط مسبق او اعطاء الفرصة او الفضاء الحر للطرفين المتفاوضين في انتاج محددات جديدة لأضافات جديدة،لدفع الايرانيين او اغراهم بالقبول بالتفاوض. ان هذه اللعبة لايمكن لها تخدع العقل الايراني الذي عُرف عنه، القدرة على اللعب الذكي في المناورة والمرواغة والتخطيط، وايضا الحنكة في ادارة الصراع..في الخلاصة ان التوتر بين ايران والامريكيين مفتوح على جميع الاحتمالات ولكن ليس من بينها الحرب المفتوحة او المحدودة في هذا الوقت الذي يسبق الانتخابات الامريكية..وحتى بعد الانتخابات الامريكية حتى وان فاز ترامب برئاسة ثانية؛ لن تكون الحرب المفتوحة من بينها..