منذ سنوات والتخطيط والإعداد لحرب إقليمية قائماً.. بين السعودية وتركيا والدول الخليجية من جهة.. وإيران ونظام بشار الأسد وحزب الله من جهة ثانية.. فالحلف العسكري السعودي ـ الخليجي خلق الأزمة السورية.. وحارب داخل سورية من اجل إسقاط نظام بشار الأسد.. وإقامة نظام تابع له.. ودعم الإرهاب في العراق بكل إشكاله.. مثلما يدعم الكتل السياسية العراقية المرتبطة به.. كما يدعم بقوة حكومة البحرين للقضاء على انتفاضة الشيعة في البحرين.. ويقاتل في داخل اليمن للقضاء على الحوثيين.. وضمان سيطرته عليها من خلال دعم حكومة وجيش عبد ربه منصور هادي.
فيما رمت إيران بثقلها على الكتل السياسية في العراق.. ودعم بعض فصائل الحشد الشعبي عسكرياً.. ودعم الثوار البحرانيين والحوثيين.. مثلما تقاتل هي وحزب الله وبعض الفصائل الشيعية في سورية.. وأقامت حلفاٌ عسكرياً مع روسيا لدعم نظام الأسد وسحق الإرهابيين في سورية.
ولعبت تركيا دورها الإقليمي بقوة من خلال مناهضة نظام حافظ أسد.. ودعم الفصائل المعارضة للأسد.. ودعم داعش في العراق.. وتواجدت قواتها داخل الأراضي العراقية.. ليدخل مسعود بارزاني الى جانب الحلف السعودي.. وتركيا في اللعبة الإقليمية.. مدعوماً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية والخليجية.
واستمرت عملية إنشاء أنبوب ضخم لنقل الغاز من حقول كركوك إلى تركيا.. لتعويض تركيا عن الطاقة الروسية.. من دون علم وزارة النفط العراقية والحكومة الاتحادية.. تمهيداً للسيطرة على المنطقة وتحويل هويتها.. إلا إن إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان العام 2017 .. غير الخريطة بعد إعادة كركوك والمناطق المتنازع عليها الى الحكومة الاتحادية.
بالمقابل إن الحلف السري بين التحالف السعودي.. وإردوغان ـ البارازاني.. الذي رسخته الزيارات واللقاءات والأحداث.. قد حقق خطوات كبيرة نحو الحرب الإقليمية.
التطور الجديد في الحرب:
في تشرين الأول 2019 انطلقت الانتفاضة الشعبية العراقية في ساحة التحرير ببغداد.. لتعم جميع المحافظات الوسطى والجنوبية ذات الأغلبية الشيعية.
وتتطور هذه الانتفاضة.. من خلال مشاركة كل الأطياف العراقية المدنية.. ودعم شعبي من بعض المحافظات الغربية .. خاصة الأنبار والموصل.
ليتطور المواقف بعد مقتل أبو المهدي المهندس وقاسم سليماني ببغداد في الثالث من كانون الثاني 2020 بضربة جوية أمريكية.
المهم : هو معرفة العراقيين لمصيرهم وموقعهم إذا ما نشبت الحرب ؟.
ـ الحقيقة الخطيرة هي إن موقف العراقيين (الرسمي والشعبي) من هذه الحرب سيكون غير موحداً: بل يشكل ثلاثة محاور :
المحور الأول : كتل شيعية مدعومة من إيران بشكل أو بآخر.. تقف وتشارك علياً ففي هذه الحرب ف.. ورسميا تدعو الى عدم جعل العرق ساحة للحرب.
المحور الثاني: كتل سنية وكتلة مسعود البارازاني.. تقف الى جانب أمريكا.. وتدعو الى حل المسألة بين إيران وأمريكا سلميا.. وعدم الإضرار بمصالح دول المنطقة.
المحور الثالث: بعض أجزاء من الكتل السياسية الشيعية.. والسنية.. والكتل الكردية المعارضة (التغيير والاتحاد الوطني).. إضافة الى الكتل العلمانية.. تدعو الى عدم الدخول في أي محور.. وتطالب بالحياد في هذه الحرب.. فالعراق ليس له لا ناقة ولا جمل في هذه الحرب.
أما أوربا ودول العالم فتدعو بضبط النفس توجه لكلا الطرفين.
نتائج الضربات المتقابلة بين أمريكا وإيران على الأراضي العراقية كانت متقابلة..
ويبدو إن المباراة بين الشيطان الأكبر والجار الصديق.. انتهت بالتعادل.. وقد نشهد قريبا مفاوضات بينهما لحل السائل المتعلقة.. واتفاقية البرنامج النووي الإيراني.
ـ بدأ العمل بشكل سريع بين بعض الكتل السياسية لإعادة العمل بين الانتفاضة.. والطبقة السياسية.. لإيجاد حل بالتعادل أم بالتراضي!!!
ـ فيما على الصعيد العلني.. فالتظاهرات بازدياد والدعوة لتظاهرة مليونية..من اجل ترشيح رئيس وزراء وفق شروط الانتفاضة.