الحرباء من الحيوانات الزاحفة التي تنتمي الى عائلة السحالي وهي اكبر فصيلة فيه حيث يتحدر منها اكثر من 80 نوعا وهي من ذوات الدم البارد تتميز بقدرتها على تغيير لون جلدها بسرعة كبيرة بالوان تتطابق مع نوع البيئة المحيطة بها تتغذى على الزواحف الاخرى والطيور واي شيء يمكن ان يدخل فمها لسانها طويل يحتوي على مادة لزجة تساعد على التصاق اي حشرة او صيد يدخل فمها …هذا النموذج من المخلوقات تشكل منه شريحة كبيرة من المجتمع العراقي منذ فترة طويلة في الدولة العراقية الحديثة كان ابرزها عندما شارك الشرطة في مسيرة اول ايار عام 1959 حيث رددوا شعار ( عاش زعيمي حزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيمي ) هؤلاء الصنف من القوات الامنية كانت الاشد عداوة لكل وطني وخاصة الشيوعيين فكيف تغيير موفقهم المعادي رأسا عقب ؟؟ وهكذا استمرت السنين تحمل في جنباتها هذه العناصر التي تتلون وفق البيئة التي تحيط بها فمن اقصى اليسار الى اقصى اليمين او العكس ويعاني مجتمعنا من ازدواجية نظرة الفرد والمجتمع في القضايا التي تمس جوهر الحياة السياسية والاجتماعية فنجد من يدعي الانتماء الى الفكر الماركسي اللينيني في نفس الوقت يدافع عن النظام الثيوقراطي القائم في ايران بحماسة تفوق الانتماء الوطني وينتصر لمصالحها اكثر مما ينتصر لوطنه الذي انجبه وترعرع في ضله او يعتبر السعودية غير ملتزمة بالنهج الاسلامي وايران تدافع عن المباديء الاسلامية والاخر يكذب ويدعي النضال ضد النظام السابق في الوقت الذي كان في ذلك الوقت مجندا من قبل اجهزة الامن والمخابرات العراقية هؤلاء هم سبب البلاء فيما حل ويحل في العراق هؤلاء سبب النكبات المتتالية التي مرت على العراق حتى لتجدن شريحة كبيرة ممن يدعون الثقافة والوطنية من ينزه نوري سعيد او عبد الاله وعمالتهم للانكليز بل ذهب البعض الى تمجيد الاستعمار والتبعية ويتجاهل ان كل المصائب التي لحقت بنا وتلحق هي بسبب الدس والمكر وشعارهم القديم قدم استعمارهم ( فرق تسد ) او حتى يدافع عن الاقطاع والرجعية والعملاء وبصلافة وكأن هؤلاء كانوا ملائكة من السماء وكيف تفسر من يدعي الثقافة والعلم ويحمل شهادة علمية يتفاخر بها وهو يتبع مرجع ديني ثقافته وعلمه لا يتعدى حدود الفكر الديني واجتهاداته محصورة في هذا المجال بعيدا عن العلم والتطور الحاصل في شؤون البشرية .. الحرباء ليست ذلك المخلوق المتلون وحده فكم وكم من امثالها في رئاساتنا الثلاث هو اشد تلونا من تلك الحرباء وان كانت تلك المخلوقة قد كسبها الله والطبيعة تلك الميزة فمن منح هؤلاء المنافقين الذين يتحكمون بشؤون وطننا وشعبنا السلطة وعملهم الخبث والغدر والشؤم واللؤم في تدمير بلدنا لقد اصبح نفط الشعب نارا تحرق الشعب ليس هذا فقط فقد هجر المواطنين ودمرت ممتلكاتهم او سرقت تحت عناوين ظاهرها الشرف وباطنها الانحطاط الاخلاقي والاجتماعي والوطني .. هاهم اليوم يسعون الى اصدار قانون جديدا للجنسية حتى يمنحوها لكل غريب ليس له ولاء لوطن اسمه العراق بعد ان لفظهم الشعب وبات يحتسب الدقائق للانقضاض عليهم وسحقهم تحت الاقدام يا شعبنا العراقي المظلوم لا تدعوهم يمرروا اي قانون او تشريع في غير مصلحة وطنكم وشعبكم هؤلاء الدجالين المتقلبين مثل الحرباء وسترون حينما تنهار جدرانهم على رؤوسهم كيف سينقلبون الى لون اخر بسرعة الحرباء التي تغير لونها في ثواني معدودات وحذاري من الشيوخ والمشايخ ومن لف لفهم وقد مررتم بتجارب مريرة اثبتت لكم ان هؤلاء هم مرتزقة جعلوا من هذه العباءات وسيلة للاتجار الذي يخلوا من كل ذمة وضمير
يقول الشاعر التونسي الخالد الذكر ابو القاسم الشابي
ومن لم يعانقه شوق الحياة + تبخر في جوفها واندثر
ومن يتهيب صعود الجبال + يعش ابد الدهر بين الحفر