18 ديسمبر، 2024 9:54 م

يقول الإمام علي (عليه السلام) : (( لا خير في ود امرء متلون اذا الريح مالت مال حيث تميل))
للالوان دلالات ومعان مختلفة لكن تلون الأشخاص شيء خاص لاتنطبق عليه بهجة وجمال الالوان فالمتلونون هم ليس من لونو وجوههم بالاصباغ لإسعاد الناس ورسم البسمة على شفاههم
المتلون عرف بالمعجم ((بالحرباء)) اي لايثبت على حال متغير بحسب مصلحته الخاصة.
فهم افراد لا يخلو منهم أي مجتمع بشري يتزينون بالزيف والكذب والنفاق ويستخدمون اساليب المكر والخديعة لنشر سم افكارهم ومعتقداتهم في عقول البعض فتجدهم يتلونون حسب الأمزجة والأهواء الشخصية والمصالح فلكل واحد منهم أكثر من وجه وأكثر من قناع و يتلونون بألف لون فأمامك بلون وأمام الغير بلون آخر.. العلاقة معهم عبارة عن دخول في دهاليز لا تعرف أولها من آخرها!
هم أناس رضوا بأن يكونوا أصحاب وجوه متعددة او اقنعة يرتدونها وقت الحاجة مبادئهم تتبع رغباتهم.. اناس لاثقة لهم
تحس من أول وهلة أنك مطمئن ومحظوظ اذ أصبت الشخص المناسب لك ولكن عندما يصفعك مراراً وتكراراً تدرك بعدها عدم اتزان شخصياتهم وخلل في مبادئهم وعطب في أخلاقياتهم..
ان مثل هذه النماذج اذا اضطرت إلى الإختلاط مع الغير كالعمل او القرابة وغيرها لايهنؤن حتى يقضوا على الناجحين ممن حولهم فهم في بحث مستمر عن أعداء لهم وان لم يجدو عدواً صنعوه بأنفسهم فالتعامل معهم يجعلك في تخبط مستمر في دهاليز الوانهم وتصبغاتهم فمرة اللون الابيض المحب ومرة الأسود الحاقد وأحياناً اللوان الطيف الاخرى حسب مايتماشى مع المصلحة فهم يملكون العديد من الاقنعة فأقنعتهم متجددة بحسب ما يرمون إليه من أهداف تخدمهم معتبرين ذلك ذكاء …
وقد حذرنا نبينا الكريم من هذا المسلك الرديء، والخلق الوضيع وبين ان أصحاب هذه الخصلة القبيحة هم شر الناس فقال ((صل الله عليه وعلى اله وسلم)) : «وتجدون شر الناس ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه».
لأن مثل هؤلاء يقوم مبدأهم على الزيف والخداع والكذب التي تعتبر من الأخلاق الذميمة التي تضعف المجتمعات وتهدمها .
ولابد لنا جميعاً قد تعرضنا في وقت من الأوقات لمثل هؤلاء الاشخاص لكن الأهم كيفية التعامل معهم.