18 ديسمبر، 2024 7:42 م

الحراك الاماراتي هل هو نذير حرب ام تهدئة؟

الحراك الاماراتي هل هو نذير حرب ام تهدئة؟

التفاهمات الدولية التي ساقت الأمارات إلى زيارة دمشق اليوم، هي ذاتها التي ساقت الامارات بالأمس الى دفع الرئيس السوري بشار الاسد سنة 2010 لضرب المعارضة السورية بدعوى امتداداتها ” الاخوانية” التي يحاول ان يمتطيها السلطان العثماني “اردوغان” لتحقيق حُلم الخلافة العثمانية، بحسب ما نقلته الامارات للقيادة السورية آنذاك!.

السؤال اليوم ماهي دوافع الزيارة الاماراتية لدمشق؟

وما هو المتغير القادم في المنطقة؟

ليتطلب الغاء ما كان ثابت بالنسبة للموقف الخليجي عبر من اختار دور الصدارة والتمثيل لموقف دول الخليج منذ تسنم الشيخ “محمد بن زايد”

قيادة دولة الامارات العربية المتحدة خلفاً لوالده، وبروز دور الامارات كدولة ذات شأن اقتصادي وعسكري في المنطقة.

بعيداً عن التحليلات الانسانية و الاقتصادية والفائض البشري السوري الذي اجتاح دول الجوار(10 مليون مهجر سوري منذ اندلاع المواجهة المسلحة بين المعارضة والحكومة السورية)، على خلفية الضوء الاخضر الخليجي وساعي بريده الاماراتي، فأن متابعة للأحداث المتسارعة والشديدة التوتر على الصعيد الدولي تتطلب بناء تفسيرات تتلاءم مع انقلاب المواقف الذي نعيشه.

ولعل من بين اهم اسباب ما نشهده من تغيير للمواقف هو (احتواء) وتحجيم الدور الايراني المتنامي في المنطقة، (سيما بعد ما مثل تهديد حقيقي للصديق الخليجي، والطفل المدلل لأمريكا اسرائيل، عبر “حزب الله اللبناني” و” منظمة حماس الفلسطينية”)، وقطع الطريق على امكانية ولادة كيان مقاوم سوري على الحدود الاسرائيلية، وهو ما برز جلي في الصراع الاخير بين الفصائل الفلسطينية بقيادة حماس واسرائيل، وشهد مبادرة اسرائيل لأول مرة طلب وقف العمليات العسكرية وطلب التفاوض!.

ايران التي نجحت في مواجهة (عمليات الحرب النفسية ) التي شُنت عليها بمحرك دولي واقليمي منذ عقود متمثلة بـ “التسميم السياسي” ومراحله التي بدأت بـ ” التطويع” عبر حصار امتد منذ ثمانينيات القرن الماضي، ثم مرحلة ” الاغتراب” ومحاولة شيطنتها عبر شن حرب اعلامية دولية واقليمية بوصفها “محور الشر”، ثم مرحلة “التفكيك” عبر محاولة اختراق المجتمع الايراني وضربه عقائدياُ من الداخل، استطاعت ايران من تجاوز تلك المراحل و القفز كثاني بلد اسلامي بعد تركيا من “دائرة التدمير”، التي وضعت بها الولايات المتحدة الامريكية جميع الدول الاسلامية، الى “دائرة الاحتواء”، فقد قسمت “الولايات المتحدة الامريكية” دول العالم الى ثلاث دوائر “دائرة الضبط” والتي ضمت جميع الدول “الانكلوسكسونية” والاوربية ذات البشرة البيضاء، وتعاملت معهم كسيد واسياد، و”دائرة الاحتواء”، وضمت الدول ذات الاكتفاء والنمو الاقتصادي.

وبنظرة فاحصة للأحداث العالمية واهمها ما يجري على الحدود الروسية الاوكرانية، والضغط الامريكي الاوربي على روسيا ، والتهديد بعقوبات اقتصادية امريكية على روسيا في حال اجتاحت اوكرانية، والتراجع الروسي بطلب ضمانات على سلامة امنها، وبذات الوقت تسخين الحدود الاذربيجانية الايرانية ، واحتجاز سائقي شحن وقود ايرانيين من قبل السلطات الاذربيجانية، والمناورات المشتركة الثلاثية بين ( اسرائيل ـ تركياـ اذربيجان)، ما استدعى مناورات ايرانية مماثلة، متزامن مع المفاوضات النووية الايرانية مع الغرب، وعبر هذا المشهد تبرز قراءات تتناسب مع ما نشهده من تغيير بوصلة المواقف في المرحلة القادمة من بينها تخفيف القبضة الروسية او رفع يدها عن سوريا، وسينعكس ذلك على الدور الايراني كتحصيل حاصل، كذلك التمهيد لدور اماراتي خليجي اقتصادي في سوريا يفضي الى مقاسات اسرائيلية، عبر اعطاء ضمانات تطمين للقيادة السورية و بشعار عودة سوريا الى الحاضنة العربية لـ (لقطع الحضانة الروسية لسوريا، وتمييع الدور الايراني في سوريا و تقويض دور حماس وحصار حزب الله )، ويبدو ان الامور ذاهبة الى التهدئة و احتواء الدور الايراني، عبر ثلاثية التهديد ( الاقتصادية والسياسية والعسكرية).

[email protected]