18 ديسمبر، 2024 7:00 م

الحذر من تحول المواكب الحسينية إلى فرق استعراضية

الحذر من تحول المواكب الحسينية إلى فرق استعراضية

الزمن يتطور أو بالأحرى إن الحياة تتطور، وأن ما يصلح لجيل سابق قد لا يصلح لأجيال لاحقة، ولكن هل من الممكن أن تتحول الأخلاق النبيلة إلى أضدادها؟ أو أن تتحول قيم الثورة والعنفوان إلى التخدير والخزعبلات؟
نعم نحن نعتقد انه بالإمكان تطوير المواكب الحسينية بما ينسجم مع تطور المجتمع لغرض إيصال الأفكار والغايات من الثورة الحسينية بصورة أكثر إقناعاً للأجيال، لكن هذا لا يعني أبداً أن نسمح بمسخ الشعائر مضموناً وشكلاً.
وإذا كانت ثورة كربلاء وشعائر عاشوراء ليست ملكاً لأحد دون آخر ويحق للكل أن يفهمها ويتفاعل معها، لكن ولكونها للكل فمن غير المسموح تحويلها عن غايتها.
ومن التحريف الذي بدا واضحاً هو تحول بعض المواكب أو الكثير منها إلى فرق استعراضية كأنها تستعرض فلكلوراً شعبياً أو أنها تستعرض ما هو جديد من إبداعات أصحابها لشد الجماهير.
وظهرت هذه الاستعراضية قبل هذه السنين فبدت أولاً في لبس الملابس وكيف تتنافس المواكب في شراء الملابس أو أدوات المواكب من الصين ،ومن ثم انتقلت العدوى إلى القصائد والشعراء و(الرواديد) حتى ظهرت القصائد على شكل رقصات، ومن ثم ظهرت حركات وأفعال وتصرفات غريبة يسميها البعض (الزومبي) مروراً بالسير على الزجاج أو على النار أو على أجساد بعض الناس المطروحين أرضاً و غيرها من البدع.
وكل ذلك بسبب الخطوط الحمراء التي وضعها البعض بحجة حماية الشعائر أو عدم التدخل في موضوع الحسين (عليه السلام).
وما عرفوا أن هذه الخطوط الحمراء تعني قتل الإسلام ونهايته، لأنها تعني نهاية ركن مهم من أركان الإسلام هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو أحد أهداف خروج الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء.
ولكي نتخلص من الانحراف والتحريف في الشعائر فمن المهم أن ترتبط الشعائر الحسينية لمن يمارسها بهدف سام يسعى لتحقيقه ألا وهو رضا الله سبحانه وتعالى، ورضا الله لا يكون إلا بإتباع أوامره والانتهاء عن نواهيه، وكما يقول أحد علماء المسلمين (… لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نثبت فيها ومنها وعليها صدقاً وعدلاً الحب والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين (عليه السلام) ورسالته ورسالة جدّه الصادق الأمين ((عليه وعلى آله الصلاة والسلام)) في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في إيجاد الصلاح والإصلاح ونزول رحمة الله ونعمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدنيا ودار القرار).
فالحذر كل الحذر من تحول الشعائر الحسينية إلى عملية استعراض وفرق استعراضية تقدم لنا كل عام ما هو جديد، وسوف تفتح الباب لفرق أخرى منافسة، وسوف يتم عرض ما لذ وطاب مما تشتهيه وتبدع به النفوس الأمارة بالسوء حتى تضيع الشعائر الحقيقية وتضيع معها الأهداف التي خرج لأجلها الإمام الحسين (عليه السلام).