19 ديسمبر، 2024 12:13 ص

الحذر من التحركات المشبوهة الجديدة

الحذر من التحركات المشبوهة الجديدة

التحركات المشبوهة الخبيثة لبعض المحسوبين اليوم على السياسة وخاصة بعد الاستفتاء كوردستان والعراق أمام أزمة خانقة وخطيرة توحي الى مؤامرة جديدة تقودها وجوه خسرت الساحة السياسية وفقدان الثقة بهم والتي تبدو المرحلة اكثر تعقيداً من ذي قبل بسبب الازمة الحالية والتي دخلت الاطراف الدولية فيها واصبحت اللاعبة الاساسية فيها وهبوط مستوى الدعم الشعبي لهؤلاء الاشخاص وتندني هيبتهم وسطوتهم والتي كان للبعض منهم اليد الطولى في الشبهات و في دعم الارهاب وحزب البعث المنحل بتسمياته واشكاله المختلفة الجديدة .

اعادة الاطر الاخلاقية في ميدان السياسة في العراق بات ضرورة مهمة بعد ان أنتفت وبطلت وغلبت عليها من يقذف اللقمة السحت في فمه والمنافسة الغير شريفة في اكثر الاحيان ، قد يفهم البعض ان السياسة علم مستقل بذاته أو منظومة من القواعد التي تنظم المصالح وتديرها، ولكن تلتقي أو تبتعد عن الاخلاق بحسب دائرة النشاط ولوازمه عند البعض، والذين يتنصلون عن التعهدات وعناوين الاخلاق ولهذا التنصل عمق في التأريخ وأصالة في نفوسهم المريضة .

يحتاج الكثير من الذين تسلقوا على اكتاف المواطن إلى روحي المواطنة ،و تعاون نخبوي للطبقة الحليمة بخطورة المرحلة القادمة مهما كانت مشاربها الفكرية و السياسية و الاجتماعية فالوطن يجب ان يكون محور الاجماع الذي يجب على جميع تقديسه و عدم المساس بثوابته الدينية و الوطنية، فكل الاختلافات واردة و مطلوبة و مقبولة اذا ما ماكانت في اطارها السليم والحريص ،فالاختلاف محمود على ان يكون مثمراً في ظل الوحدة الوطنية و الثوابت الحضارية للأمة والتحلي بالمسؤولية الحقيقية ،أما الخلاف المذموم فهو الذي على حساب الاخر وفي حجم الانتماء من عدمه و الولاء للوطن ، وابتلاع حقوق اصحاب الحق وهو أمر مرفوض و غير مقبول و ترفضه كل الشعوب التي تحترم قيمها واستقلالها وارضها .

سياسيوا العراق مع الاسف كلٌ يقرأ الأزمة التي غلبت عليها التشرذم من رؤيته الخاصة لا أحد على استعداد لتغيير تلك الرؤية وتغلب عليهم المصالح السلطوية والحفاظ عليها والتفكير العقيم بها .و اذا لم يلتزم الساسة بالروح الوطنية فانها سوف تجر البلد الى المزيد من الفوضى و عدم الاستقرار و تعطيل عجلة التنمية. وسوف تتعمق المشكلات والتناقضات و تراجعاتها ولا يصل المواطن الى طموحاته وتزيد إخفاقاته .

ولابد من الاشارة الى ان أفكار القادة باتجاه المنفعة الفردية والعمل بعقلية منفصلة عن الواقع والتاريخ، وتحت تأثيرات المشاريع الفئوية والخطوات المستعجلة، والانعطاف مع ردات الفعل لن تؤدي إلاّ للمزيد من التشنج والأزمات وتصلب المواقف على فئويتها، ومن يعتقد أنه كسب جولة فذلك على وهم على حساب مشروع الدولة ومواطنيها وخسران مبين ، أو من يُريد إضعاف الجبهة الداخلية فمن المؤكد سيكون لجانب الجبهة الخارجية ومراهنات سياسيوا الدواعش داخل العملية السياسية في خسران ، ويجب العودة الى الأغلبية الوطنية الشاملة والدستور المصداق الأكبر على تجاوز الشعب لمحنته وانطلاقه نحو المستقبل”.

من هذا المنطلق يتطلب اتخاذ خطوات فعالة للتعامل مع هذه التغييرات بشكل دائم وتحديد الاولويات المجتمعية من دون غلو وكشف التحديات وتصميم الاستراتجيات المناسبة لنجاح العملية وتجنب الفشل أو ايجاد الحلول المناسبة لأي اضطراب في التنفيذ إذا ما كان هدفها البناء وكشف عناصر نوعية ذات خبرات تراكمية عميقة وذوات كسب سياسي قوي ومهني وذوي اختصاص بالمجالات و لا يمكن أن تكون إلا بالوسائل الصحيحة وتديرها مجموعات صالحة بعيدة عن المصالح الضيقة والفوقية والمتعالية واحتضان الكفاءات الكفيلة بتأمين الاجماع وتكون الاعتراض حول خطوات التغيير اولاً باول، وتحيطها بحزام الأمان من أي اختراق للمتصيدين في الماء العكر وبدعم خارجي ، وإلا كانت العمليات فاشل ، بل ودرسا في الضحك على الذقون . نحتاج الى خطوات حثيثة قابلة للتطبيق باتجاه ترسيخ التطبيع بين ابناء المجتمع بكل مكونته ضد ثقافة كراهية الاخر ونبذ التطرف والتي لم تنشا من فراغ بل كانت نتاجاً للكم الهائل من صكوك الحرام التي دفعت وتدفع لإعادة الكراهية من جديد والتي تعمل نفس الوجوه القديمة عليها .