18 نوفمبر، 2024 12:51 ص
Search
Close this search box.

الحذاء السياسي !!! .. احذية عراقية جديدة تتسدد نحو الهدف !!

الحذاء السياسي !!! .. احذية عراقية جديدة تتسدد نحو الهدف !!

هذا الصنف من الأحذية , وسواءً كان رجاليا أم نسائيا , ولاّديا او بنّاتيا   , فأنه قد دخل فعليا كأعتبار , وكأحتمال قائم بأيّ لحظة , وكواقعٍ عمليٍ ساخن في المفاهيم والبروتوكولات الدبلوماسية والعلاقات الدولية وقادَ فيما قاد لأن يؤرّق كبار ضباط الأمن في الدول لما يسببه هذا الحذاء السياسي من إحراجٍ بالغ ولما يسببه ايضا من مضاعفاتٍ لا يُحمد عقباها .
ولأجل اختزال الكلمات في المجالين الأمني والدبلوماسي لأنعكاسات هذا الحذاء الذي تمّ التعرّف عليه وعلى هويته وإشتهر على صعيد العالم ” من خلال المراسل الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي رمى بحذائه على الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش اثناء مؤتمرٍ صحفيّ عقده في بغداد ” خلال سنوات الاحتلال, وآنذاك لم يكن جورج بوش يدخل العراق بسمة دخول وإنما يهبط بطائرة عسكرية في احدى القواعد الجوية المنتشرة في العراق وبدون علمٍ مسبق من الحكومة العراقية ” , إنّ المتابع لتفاصيل الأخبار منذ تلك الزيارة-الحدث الأول في العالم و لغاية ايام قلائلٍ مضت , فسيلحظ وسيتذكّر المتابع او المراقب انّ ضربة ذلك الحذاء  العراقي قد تكررت و استفحلَت واستشرت في عدد من الدول واستهدفت رؤساءً ورؤساءَ وزراء بإصاباتٍ مباشرة او شبه مباشرة بالأحذية – لكننا هنا لسنا
بصدد تعداد واعادة عرض تفاصيل ذلك – وإنما بصدد   عودة الديناميكية الى الأحذية السياسية العراقية .مرّةً اخرى , حيث ومنذ ايامٍ قلائلٍ مضت
كان ” بول بريمر ” مدعوّاً لألقاء محاضرةٍ في مجلس العموم البريطاني ” كان مُقدّراً ومُقرّراً لها ان تستمر على مدى ساعتين ” , وخلال ذلك حضر عددٌ من  المواطنين  العراقيين المقيمين في لندن الى مبنى مجلس العموم
وتحديداً في قاعة المؤتمرات التي يلقي فيها بريمر محاضرته , فأنهال عددٌ من هؤلاء العراقيين بأطلاق السباب والشتائم وصرخات الغضب المدوّية بوجه بريمر واصفين إيّاه بمجرم الحرب الأول في العراق “” وهنا ينبغي
القول انّ ضبّاط الاسكتلنديارد ربما لم ينتبهوا او لمْ يُقدّروا أنّ  ردّ الفعل العراقيّ هذا من الحاضرين قد كانَ  إجراءً مُبيّتاً او آنيّا وابتدأ بالتمهيد لما هو اشد واعنف واعتى .! , وبالفعل  ووسْطَ حالة الفوران والغليان العاطفي – الوطني فأنّ احد هؤلاء الحاضرين العراقيين وإسمه ” ياسر السامرائي ” قد فاجأَ كل  من ” بريمر , واجهزة الأستخبارات البريطانية , ووسائل الأعلام العالمية  التي تغطّي محاضرة بريمر في البرلمان البريطاني           , حين قامَ  بِرميِ وتصويبِ وتسديدِ حذائه نحوَ وجه ” بريمر ” بأصابة   دقيقة ومباشرةهاتفاً وصارخا فيه : – إنّ هذين الحذائين هما استحقاقك      على اقل تقدير – ثمّ وبغية ادامة الزخم وتعزيزه قام موطنُ عراقيُ آخر
صارخا بوجه بريمر ” بأنه يستكثر زوج الحذاء القديم هذا بك ايها المجرم ”
, فماذا كان ردّ الفعل البريطاني تجاه ذلك ؟ وسيّما انّ بول بريمر كان
ضيفاً على البرلمان  البريطاني , ومع الأخذ بنظر الأعتبارأنّ ” بوش ”    كانَ محتلاّ وقاتلا ومدمّرا , ” وفي حين انّ السيد منتظر الزيدي انهالت    عليه اللكمات والركلات والضرب المبرح وخضع لسلسلة تحقيقات قاسية وتكسّرت على اثرها اسنانه ومن   ثَمّ امضى سنتين في السجن كعقوبة     على فعلته غير الشنعاء , فأنّ السيد ” ياسر السامرائي ” قد اقتيد مكبّلاً بالأصفاد الى خارج قاعة المؤتمرات واثناء خروجه  التفت الى بريمر    قائلا : – اللعنة عليك وعلى ديمقراطيتكم الزائفة  , لقد مّرتم بلدي ولن    تفلتوا من فعلتكم هذه – واستكمالاً لردّ الفعل  البريطاني على ” الأعتداء ”
بواسطة حذاءٍ عراقيٍّ قديم على ضيفٍ امريكيٍ رفيع المستوى , فقد جرى تحقيقٌ اوّلي مع السيد ” ياسر السامرائي وأخذ بياناته ثمّ جرى اقتياده الى
خارج بناية البرلمان البريطاني  وثمّ الأفراج عنه  بعد اخذِ تعهّدٍ كاملٍ منه بعدم الدخول الى البرلمان مستقبلاً , وهكذا لم تتكسر اسنان السيد “السامرائي ” ولم  تنهال عليه الركلات واللكمات , بل انّ الشرطة البريطانية لم تكترث ولم يهمها اذا ما كان وراء ضربة الحذاء العراقي جهةُ ما خططت لذلك او انه كان جرّاء تصرّفٍ فرديّ عفويّ لمواطن جرى احتلال بلده . إنّ الفرق في التعامل بين السيدين ” الزيدي والسامرائي ” هو ذاته الفرق بينَ التخلّف والتمدّن , وهو الفرق بين الهمجيةِ والحضارة , ويا ليتنا كنّا مثلهم فنفوزُ  فوزاً عظيما .. ولا شكَّ ولا ريب انّ الضرب بالحذاء هو إهانةٌ ما بعدها اهانة , بل وتتضاعف وتتضخم اذا ما كانت امام وسائل الاعلام المرئية وعلى رؤساءٍ وقادة دول , ولقد اضحى الحذاء السياسي اشدّ ما يؤرق  الملوك ورؤساء الجمهوريات وكبار المسؤولين وانّهم يعيشون على اعصابهم ” صمتا ” اثناء القاءَ خطابٍ ما او حضور مؤتمرٍ صحفيٍّ او    لقاءٍ رسميٍ وما الى ذلك , ولعلّ انّ المشكلة تكمن بأنّ اذكى اجهزة الأمن والأستخبارات ليس بوسعها التجنب المسبق والحؤول دون انطلاقة حذاءٍ مفاجئ بوجه او على رأس ايّ مسؤول ! , بل انّ التظاهرات والأحتجاجات التي تشهدها عدد من البلدان العربية وغير العربية تُعتبر اجواء خصبة لتنامي وتطوّر اطلاقَ ورمي اعدادا اخرى من الأحذية في شتى ارجاء المعمورة , ولغاية الآن فيعتبر الحذاء السياسي العراقي هو الأول في     العالم الذي جرى استخدامه لمرّتين – لحدّ الآن  .

أحدث المقالات