قد لا يروق للبعض عنوان المقال! ، فهؤلاء البعض متصورين أن الفساد المتجذر بالعراق من20 سنة هو أمر سهل القضاء عليه!0 بدأ أقول أعان الله من يحكم العراق! أن كان السوداني أو غيره ، فالعراقيين لهم خصوصيتهم منذ فجر التاريخ فهم شعب صعب المراس وليس من السهولة أن يحكم! ، فهو شعب لا يرضى على حاكم مطلقا وعلى مر التاريخ ! وبنفس الوقت لم يرضى الحكام عليهم أبدا! ، هذا أن كانوا في أحوال مستقرة وطبيعية ، فكيف بهم الآن وهم بهذا الحال البائس! وقد تراكمت عليهم أزمات 20 عاما من الخراب والدمار والسلب والنهب والفساد بكل الصور والأشكال ، أزمات ومصائب ومشاكل مختلطة ومتشابكة ومتداخلة وكثيرة وكبيرة لها اول وليس لها آخر، ويشكل الفساد العنوان واليافطة الكبيرة لمشهد وصورة العراق الذي سبب كل هذا الخراب والدمار وجلب كل الويلات والمصائب والأزمات فأينما تولي وجهك ، فهناك مشكلة وأزمة يقف ورائها فساد ومحسوبية ومنسوبية وعشائرية وطائفية و و و ، تجعل من الحاكم مقيد اليدين وحتى مقيد التفكير! وتلك هي مصيبتنا 0 لذا أقول أعان الله رئيس الحكومة على ما أبتلاه الله! وأرى أنه أمام تحدي كبير وصعب وأمام أكثر من أمتحان بسبب الضغوطات التي تحاصره من كل جانب ، فهو بين مطرقة الأحزاب السياسية وقادتها وبين سندان الشعب المنهك المظلوم الذي يعاني الأمرين منذ 20 عاما حتى وصل بالبعض منهم الى حد الكفر! ، ناهيك عن الضغوط والتدخلات الشرقية والغربية المزعجة! ، ألا أن ذلك لا يعطي المبرر والعذر لرئيس الحكومة بالأستسلام للأمر الواقع المرعب والرهيب الذي يعيشه العراق! فهو من قبل أن يتصدى لذلك0 من الطبيعي أن أول مطالب الشعب من رئيس الحكومة ، هو القضاء على الفساد والفاسدين ، ولهم الحق في مطلبهم هذا ، لان القضاء على الفساد هو مفتاح لحل كل المشاكل والأزمات الأخرى التي ستحل بكل يسر وسهولة!، ولكن هل هذا الأمر سهلا ويسيرا!؟ ، الجواب كلا وألف كلا! ، ليس لأن الفساد يطوق العراق من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربة! حيث لم يبق ألا أن نكتب عبارة (جمهورية العراق للفساد والنهب!) ، بل لأن الفساد في العراق صار منظومة كبيرة ومؤسسة ضخمة تقف ورائها مافيات عالمية ودول كبرى! ، وهذا بالتالي يجعل تحدي الفساد وحيتانه ومحاولة القضاء عليه هو ليس ضرب من الخيال فحسب بل هو الأنتحار بعينه! ، أقول لرئيس الحكومة ليست الشجاعة ان تتحدى وتقول وتتكلم ، فالشجاعة هو أمتلاكك لأدوات التحدي التي تكتب لك النجاح والانتصار أمام كل هذه المصائب والأزمات والأنفلات في كل شيء بسبب الفساد!؟ ، لذا أرى أن على رئيس الحكومة أن يفكر في كيفية ((الحد من الفساد لا أن يقضي عليه!)) كما يريد الشعب!؟ ، وأعرف أن الكثيرين لربما لا يرغبون بكلامي هذا! فالفساد في العراق ياقرائي الأعزاء ، هو أشبه بحقل ألغام كبير يمتدا طولا وعرضا وشمالا وجنوبا وشرقا وغربا ، فيه كل أنواع الألغام القاتلة والمزروعة في كل زاوية وفي كل شبر بل وفي كل ملميتر فيه ، وبالتالي فالداخل أليه مفقود لا محالة والمبتعد عنه مولود ، لذا أعيد ما قلته لك في رسالة سابقة يا دولة الرئيس ، بأن لا تقول كلاما ولا تعد العراقيين بأمور لا تستطيع تنفيذها وبالتالي تغلب على أمرك وتلك سيكون مردودها سلبا عليك ، فأما أن تجتث الفساد من جذوره وذلك أمر مستحيل ، بل من سابع المستحيلات! بالوقت والظرف الحالي الذي تمر به العملية السياسية ، وبالطريقة التي تشكلت كابينتك الوزارية منها! والتي لم تحظى بقبول الشارع العراقي!! ، كما أن محاربة الفساد ( من فوك ليفوك)! كما يقال ، دون المساس بالحيتان فهذا سيجعلك محل أنتقاد العراقيين ولسانهم السليط الذي لا يرحم!، لذا أرى (أن تعمل بالممكن ولا تنسى الطموح!) ، وهو أن تعمل بكل قوة وجد وبكل روح وطنية وارادة عراقية على الحد من الفساد (خلال فترة حكمك) ، فهذا مؤشر كبير لنجاحك لأن الفساد في العراق هو متراكم منذ 20 عاما فأيقاف هذا التراكم وعدم الأضافة أليه من فساد جديد كما كان يفعل رؤوساء الحكومات الذين سبقوك! ، فهذا يعني نجاحك وهذا (هوالممكن الذي يمكن أن تعمل به وعليه) ، أما طموحك بأجتثاث الفساد وحيتانه فدعك منه الآن ، ولكن لا تنساه! ، فأنك والحق أقوله لك بأنك لست بقادر عليه الآن لأسباب أنت تعرفها أكثرمني ومن كل العرافيين! ، لأنك أبن هذه الطبقة السياسية وتعرف الكثير من أسرارها وخباياها! ، فكن واقعيا وشفافا في كل ما تطرح وتريد وتقول في خطاباتك ودعك من مطالب الشعب ودعواتهم بالقضاء على الفساد! لأن القضاء على الفساد وجذوره مرتبط بالظروف السياسية والأقليمية والعربية والدولية غير المناسبة بالوقت الحاظر، ( نقطة راس سطر كما يقال)0 فعلى أقل تقدير سيسجل لك التاريخ بأنك الرئيس العراقي الوحيد بالعراق من بعد 2003 الذي حَجم الفساد وأوقفه ولم يسمح له بالتراكم!0 أن الفساد في العراق وبسبب أستشرائه المخيف بات يوصف كأنه السرطان المنتشر في كل الجسد العراقي ، فعليك أولا أن تحاصره وتوقف تمدده وبالتالي تبدأ بالتفكير في قضية أستئصاله والقضاء عليه ، وذلك هو الطموح الكبير الذي ذكرته لك والذي لا تعمل به الآن وبنفس الوقت ، يجب أن لا تنساه! 0 أخيرا أقول أن بغداد الرائعة الجميلة التي أهملت عن قصد وسوء نوايا من قبل كل الرؤوساء الذين سبقوك !! ، والتي تعاني الأهمال في كل شيء والذي أفقدها جمالها وتألقها ، فأن نجحت بأعادة جمالها ونظافتها ومتابعتها وتبليط وأكساء شوارعها وزرعها بالمساحات الخضراء وأنارتها فهذا يكفي والله! ، وسيحسب لك عند العراقيين بالكثير من الثناء والتقدير والمحبة والله من وراء القصد0