15 نوفمبر، 2024 9:58 ص
Search
Close this search box.

الحديث عن التقسيم … حديث ذو شجون….!!!

الحديث عن التقسيم … حديث ذو شجون….!!!

عادت مرة اخرى الحديث عن تفسيم العراق على اسس طائفية ومذهبية كالتي كانت تدور رحاها في 2007. وامرسكا لا تدخر جهداً بهذا الاتجاه الا ووظفها في خدمة هذا المشروع الذي يصفق لها البعض بحرارة كأن الذي ضاع منهم سيجدونها عند تقسيم العراق ، متناسين وهذه من اكبر المصائب ان التقسيم سيلحق ضررا باهظا بالعراق سيدفعونها اجلا ام عاجلا….
لبست  لي سلطة شرعية على السياسيين لأحذرهم من مغبة السير بهذا الاتجاه وعلى اجتهاداتهم  السياسية فهم  مؤمنون بما يرونه مناسبا لتلك الاجتهادات..ولكن الذي فاتهم انهم لا يقيمون وزنا حقيقيا لتلك الافكار التي تاتيهم وهم يعيشون في غفلة من سير الاحداث في المنطقة ، ولكن الاهم هو يدرك الانسان القيمة الفعلية لاجتهاده ولا يقع ضحية لها بمجرد قبولها والسير مع خطاها…
اذن ..فالقبول بها هي المصيبة بعينها التي لا يراه جيدا فيقع في طياتها دون التفكير بالخروج منها ، نحن لا ننكر اننا كتبنا في حينها مقالا بعنوان (جون بايدن على حق ..اتركوا للشعب الخيار)) وكتبنا ما كان يجول في خواطرنا حول اهمية التقسيم في حينها بغية الخروج من الازمة الدموية البشعة التي كانت تجري على ارض العراق طولاً وعرضاً دون ثمن او حساب ، وهذا يعني ان مطالبتنا بالتقسيم كان حقا مشروعا لانقاذ ما تبقى من قيم الوطنية التي كانت تستهلك باجتهادات السياسيين وصراعاتهم من اجل النفوذ والثروات .ويدفعون باساليب الموت البشع الى كل بقعة من ارض العراق بهدف عرقلة مساعي انقاذها من المسلسل الدموي التي كانت تسير وفق خط بياني صاعدعلى كل الاتجاهات ، وهذا يعني اننا في مقالنا تلك قد منحناها حقاً مشروعاً وحاولنا ان نرسم الصورة الحقيقية لعملية التقسيم التي يرسمها لنا الغير دون ارادتنا ، بمعنى ان عملية التقسيم مسالة قد تمت الاتفاق عليها منذ امد بعيد حتى وان كانت خارج ارادتنا الوطنية…
لذلك فقيام دويلات صغيرة في العراق على انقاض الدمار والخراب الداعشي اللعين تعني الموت المضاف للعراق ، وتعني البحث عن مشكلة جديدة لا تختلف عن ما تركه داعش في العراق من ويلات الحرب ، بمعنى تلك الدويلات لابد ان تكون منضوية تحت رايات دول تتربص منذ امد بعيد بالعراق ، ومتى يحين موعد تفكيك وصاله لتأتنسوا بها كما يستأنس الطفل بقطعة حلوى ، خصوصا والعراق بلد اقتصادي كبيرولا تخلو من الثروات الكبيرة التي تفوق بها على دول جيرانه ، وهذا يعني ان الطمع بالعراق وهو يقسم على 0(شيعستان) (وكوردستان) (وسنستان) يبقى من الامور الواردة في عالن السايسة الجديد التي حضرت ادواتها ابان فترة سقوط نظام صدام وفتحت باب التقسيم على العراق…
وعلى هذا الاساس لابد ان ينظر السياسيون الذين يتحضرون لقبول المفاجاة والتصفيق لها الى حجم الهوة الكبيرة التي يتركها عملية التقسيم ، وهي حالة مفروضة حضرت  لابد ان نراها ويراها الناس جميعا ، خصوصا والشيعة والسنة قد يتمتعون لبعض الوقت بهذا الانجاز الكبيرلاهميتها في الابتعاد عن ممارسة القتل على الهوية والعنوان التي كانوا يمارسونها بدفع  وتشجيع من سادتهم ومشايخهم ، بمعنى  ان عملية التقسيم آتية لا ريب فيها خصوصا والكونغرس الامريكي مشغول هذه الايام في كيفية الاعلان لها  ومفاتحة السياسيين بها وضرورة قيامها قبل ان تصطدم الواقع بمستجدات سياسية كبيرة بعد التدخل الروسي  في سوريا ، والتوتر بين البلدين تركيا وروسيا على اثر اسقاط مقاتلة روسية على الاراضي السورية  التي لم يكشف النقاب الى الآن عن ما يقوم بها روسيا تجاه تركيا….
اذن …فالمنطقة امام تطورات كبيرة ستشهدها سيكون التقسيم اولى ملامحها في المنطقة وما يتبعها من اجراءات التي سيدفع الناس الى عدم التفكير بما سيتركه عملية التقسيم على العراقيين جميعا بكرده وعربه  وشيعته وسنته ، وما سيتركه الحدث على اجندات الدول المجاورة للعراق ،اتي تراقب الاحداث عن كثب لكي يبقى مستعدا لقبول اية مستجدة سياسية التي ينجم عن عملية اعلانها ، وهذا يعني ان الدول المجاورة للعراق على علم بمجمل ما يخطط له في العراق وهو على معرفة ما ينوي امريكا عملها في العراق ، ويرتب سياستها المستقبلية علىها لكي يحافظ على نقطة التوازن السياسي في المنطقة ، ويحمي مصالحها بحدود الممكن لكي لا تكون ضحية اجتهادات خاطئة تدفع من ثمنها الكثير وتنقلب المعادلة ضدها ، وتدفع دون ارادة ثمناً باهظاً لخطأ لم تجني من وراءها الا الندامة ، بمعنى ان التقسيم على الابواب ولم يبقى من وقتها الا القليل …وعندما تحضر سيكون لنا لكل حادث حديث …..!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات