27 ديسمبر، 2024 2:29 م

الحج بين من يستطيع ومن لا يستطيع….

الحج بين من يستطيع ومن لا يستطيع….

كتب الله على عباده المسلمين خمسة فرائض قسم منها تعتبر الزامية لان فيها تواصل بين الخالق والمخلوق من خلال مناجاة المخلوق لخالقه اثناء اداء هذه الفريضة واولها هو الشهادة التي تعتبر الركن الاول حيث انها تعتبر الاعتراف الصريح بان هذا المخلوق يعبد الله واحد مخلصا له الدين مع توفر النيات السليمة ولا يقبل ان يشرك به احد ويشهد بان النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الانبياء والمرسلين وهو من حمل رسالة الاسلام وهناك بعدها تأتي فريضتي الصلاة والصيام فأما الصلاة فهي صلة العبد مع ربه والتعبد والتقرب من خلالها الى الخالق وقراءة آيات من القران الكريم فيها وكذلك التسبيح والتكبير اضافة الى التشهد والاعتراف بوحدانية الخالق اما الفريضة الثالثة فهي فريضة الصيام وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى وقال كل اعمال بني ادم له الا الصيام فانا من اجزي به وقد ذكرت الاحاديث النبوية ان الله سبحانه وتعالى يحب الصائمين اكثر من محبتهم لمناسباتهم الدنيوية…
نأتي بعدها الفريضة الرابعة وهي الزكاة وهذه الفريضة واجبة على كل مسلم ولكنها متفاوتة بين شخص واخر لان الله سبحانه وتعالى قد فرضها ووضع نسب ومقادير معينة على اموال الاغنياء ووجب ان توزع الى الفقراء وتعتبر احد العوامل الرئيسية في تحقيق العدالة الالهية ومنع الاحتكار والغلاء بين ابناء المسلمين ونأتي الى الفريضة الاخيرة وهو حج البيت من استطاع اليه سبيلا وهنا يتصور البعض ان الاستطاعة تكون من الجانب المادي فقط دون الاخذ والاعتبار بمصادر هذه الاموال التي سوف يذهب بها الشخص المعني لأداء فريضة الحج وهل هذه الاموال جاءت من مصادر دخل بعيدة عن الحرام وبعيدة عن المرابات واغتصاب اموال الناس والسرقات والاموال المشبوهة والسحت الحرام وكل ما يتعلق بهذا الجانب…
انما ما نشاهده اليوم بين من يستطيع وبين من لا يستطيع هو اختلاف جذري عن مفهوم الآية القرآنية
((ولله عن الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا))
فإننا نعرف اليوم ان المسؤولين في الدولة والرؤساء والملوك والامراء يقومون بأداء فريضة الحج ليس من اموالهم الخاصة وانما من اموال الشعوب التي يحكمونها وربما من سرقة المال العام سواء كان عن طريق الرشوة الوظيفية او استغلال المنصب او الصفقات المشبوهة ويعتقد بعض الاشخاص ان هذه الاموال يستطيع من خلالها اداء هذه الفريضة المقدسة بكل شعائرها وحسب ما نسمع من معلومات خاطئة بعيدة عن الدين بين الناس في المجتمع ان كل من يذهب لأداء فريضة الحج سوف يعود خالي من الذنوب وهنا نجد مغالطات كثيرة فان الله سبحانه وتعالى لم يفرض هذه الفرائض من اجل مجاملة المخلوق وانما من اجل الاستمرار في النهج السماوي الصحيح وتحقيق مبدأ العدالة السماوية والا لماذا وضع قطع اليد للسارق والجلد للزاني واللعنة على الراشي والمرتشي في الحكم…نعم ان من رحمة الله ومغفرته انه يغفر الذنوب جميعا الا حقوق البشر فيما بينهم.
وهنا يطرح السؤال نفسه هل يجوز لاي مسؤول اوصاحب منصب في الدولة ان يذهب ومعه الحمايات الشخصية وهم يشكلون سياج امني حوله ويؤدي المناسك بدون جهد اوتعب وهل يخاف المؤمن على حياته في هذه الاماكن المقدسة.فاين الايمان اذاً؟؟؟؟
وهل يحق لأي سياسي حاكم مهما تكون صفته الوظيفية او موظف يتعاطى الرشوة مهما كان منصبه ان يذهب لأداء فريضة الحج وقد قام بسرقة اموال شعب يتكون تعداده من اربعين مليون شخص؟؟؟
والجواب هنا اعتقد ان المسألة سوف تدخل في عالم الرياء والحصول على الالقاب فقط فبدلا من ان نقول السياسي الفلاني لص ومرتشي سوف نضيف لقب الحاج الفلاني فاسد وسارق..فان اختلفت المسميات فالشخص واحد….
ويبقى السؤال الاخير هل كل ابناء الشعوب سوف يسامحون هؤلاء الطبقات ااسياسية الفاسدة ويعفون عنهم يوم لا ينفع مالّاً ولابنون..
هذا ما سوف نرى ونسمع جوابه هنالك عند رب كريم لا يظلم عنده احد….
اما انا العبد الفقير شخصيا فلن اتنازل عن اي شيء ولو كان مثقال ذرة لاي حاكم اوسياسي استغل مواطنتي وسرق حقوقي وتمتع بها هو وعائلته في هذه الدنيا ويبقى دعائنا عليهم اللهم اخزهم في الدنيا واذقهم عذاب الجحيم…
وخاتمة مقالتي ((ربنا لاتؤاخذنا بمافعل السفهاء منا))