23 ديسمبر، 2024 7:59 ص

إيران تحابي وتداهن وتلعب على حبال متنوعة , وهي تُظهر عكس ما تُبطن , وسياستها ذات آليات ترائي وخداع وتضليل وتأكيد للمصالح , وترويج لتفاعلات تخدم قِوى أخرى تبدو أنها تعادي أصحابها.
وفي هذا الصباح سألت زميلي الإيراني عما سيحصل بعد فرض العقوبات على إيران , فأجابني ضاحكا: إنهم يحبون بعضهم ويُظهرون غير ذلك , تأكد يا صديقي لن يحصل شيئ على الإطلاق , إنها لعبة اللعبة!!
قلت له : ذكرتني بقصة عشت تفاصيلها عندما كنا طلبة في كلية الطب , إذا كان معي زميلة وزميل أمضيا سنوات الدراسة في شجار متواصل بينهما , وعندما تخرجنا سمعت بأنهما قد تزوجا!!
ضحكنا وأضفت يبدو أن “الحب كده” كما تقول السيدة أم كلثوم في أغنيتها.
فما يجري بين إيران وأمريكا ربما وفقا لنظرية “الحب كده” , دعنا نبدو في سجال وعدوان على بعضنا , لكنك تؤدي ما أريده وتنفذ الخطط والمشاريع التي تحقق إرادتي وإرادة أحبتي , ودعنا نلعب لعبتنا لنخدع الآخرين ونورطهم ونمتصهم ونقضي عليهم أجمعين.
فالهدف هو تمزيق العرب والمسلمين ودفعهم إلى التصارع والتقاتل الأبدي الذي بحاجة لإدامة وتأمين , لكي تُصادر قدراتهم وثرواتهم وتستباح أراضيهم ويشترون السلاح لقتل بعضهم وفقا لما هو مُعد وجاهز للتنفيذ , ولابد من بعبع كبير يغريهم بشراء الأسلحة ويجعلهم في حالة رعب وتهديد مقيم ومتفاقم.
وقد لعبت إيران اللعبة بذكاء ونفاق وقدرة فائقة على التمرير والتضليل والإستعباد والإستحواذ , والتملك المطلق لإرادة الآخرين بإسم الإدعاءات الدينية , التي تساهم في تحويل الناس إلى قطيع خانع راتع يتبع ويقبع وينام في قبضة ماتريد منه أن يفعل.
وهاهي مساراتها تتطور وتتعاظم في العديد من المناطق العربية , حتى صارت العروبة بلا طعم ومعنى , والوطنية بلا قيمة , والهوية ما تقرره الإرادة الإيرانية , بل أنها صارت تتحكم بحكومات عدد من الدول العربية , بل وتحكمها بالمليشيات التي تم توظيفها لخدمة المصالح المزدوجة لإيران وأعدائها المفترضين , والمروَّج لهم على أنهم الأعداء وما هم إلا من أعز الأصدقاء.
وربما ستنكشف آليات إمتصاص سلاّف العرب وتجفيف عروقهم في هذه المحنة المفترضة , التي سيخسرون فيها العظيم من ثرواتهم وطاقاتهم ويجنون ضعفا على ضعف.
تلك حقيقة ” الحب كدة” في زمن تختلط فيه الحوابل بالنوابل , والحقائق بالذرائع والتصورات البهتانية التضليلية الساعية نحو مزيدٍ من الوجيع العربي والفجيع الدامي المهين!!
فهل أدرك المُغرر بهم أن الفعل يناقض القول , وأن إيران دينها ومذهبها مصالحها وأجنداتها التي تنفذها بإحكام؟!!
وهل سيحصل شيئ خطير أم أن الرابح إيران؟!!
ستجيبنا الأيام , فتقدير الآتي تشير إليه آليات الماضي , وهو صريح وساطع الوضوح!!